لفنان حسن عطاء ..
عياش علي محمدكان مشهداً مثيراً ومؤثراً حين وصل الفنان حسن عطا إلى قائمة التكريم التي خصصت له بمناسبة تكريمه في إدارة الثقافة محافظة لحج..حيث استقبل الحاضرون الفنان حسن عطا استقبال الأبطال،فقد وقف الحاضرون عند دخوله قائمة التكريم إجلالاً لهذه القامة التي قدمت الكثير من الأعمال الفنية.وصفق الحاضرون مراراً،ورفرفت أعلام القلوب وهتفت الأصوات بحياة هذا البطل الأبي الذي أفنى عمره لنصرة قضية بلاده وتحررها واستقلالها ووحدتها.ومن المناظر الجميلة التي حاقت بهذا المحفل،أتذكر أن الفنان حسن عطا ومنذ مغادرته منزله وحتى وصوله إلى قاعة التكريم لم تفارقه موجات الزغاريد المنطلقة من شرفات المنازل ومن النساء اللحجيات اللاتي يتذكرن مآثر هذا البطل الذي غنى للمرأة ودلالها وغنجها وأمتعها بعدد من الأغنيات التي تغنى في حفلاتهن ومسراتهن.وما هذه الزغاريد إلا عرفاناً منهن بهذا الدور العظيم الذي خلقه الفنان حسن عطا في وجدان المرأة وحقها في التحرر والتقدم والمساواة.وقدمت للفنان حسن عطا بهذه المناسبة عدد من الهدايا،وتلقى عدداً من التهاني والتبريكات والقبل والتحايا،والتقطت له الصور التذكاريه،وقلد الفنان حسن عطا طوقاً من الورود والفل الذي فاح عبيره،مترجماً ما كان يتغنى به الفنان حسن عطا من عبير جنات الحسيني.وكان من الذين تشرفوا بحضور هذا الحفل التكريمي كل من الأستاذ يحيى محمد الدرة محافظ محافظة لحج،والأستاذ علي ماطر أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة،وشارك العديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والأدبية والعديد من الفنانين والمطربين،وحضرت إلى هذا الحفل الكريم عدد من ممثلي المنتديات الأدبية لكل من عدن ولحج وأبين والوهط ودار سعد..وعلى الرغم من المصاب الذي يعاني منه الفنان حسن عطا،إلا أنه في تلك المناسبة تمالك نفسه ومشى بخطى وثيقة،وقامة منصوبة،ورأساً مرفوعاً،ساعدته بعض الأيادي على أن يشق طريقه بين الحاضرين بخطى وثيقة حتى وصل مكانه في موقع التكريم..والفنان حسن عطا الذي كانت محصلة أعماله الفنية تتجاوز(75)عملاً فنياً قدمها لمختلف الشعراء فقد غنى للأستاذ صالح نصيب قرابة(14)عملاً فنياً،وغنى للشاعر محمود السلامي(3)أغنيات وللأستاذ عبدالله هادي سبيت(3)أعمال فنيه،وللشاعر عوض مغلس قرابة(6)أعمال فنيه،وللشاعر احمد سيف ثابت(2)أغنيتان،وللأستاذ حسين عبد الباري(4)أعمال،وللأستاذ محمد الشيباني قصيده واحده،وللأستاذ صالح احمد صالح(5)أعمال فنية،وللأستاذ محمد حسن افنذي أغنيات وللشاعر سالم زين قصيده واحده غناها عام 1955م واداها طلبه المدرسة المحسنيه،وللشاعر عوض الحامد قصيدة واحدة بعنوان يايمن ياخالدة عبر الزمن أما آخر أعماله فقد كانت قصيده للأستاذ فيصل محمد عياد خايف من الحب خايف..والفنان حسن عطاء من مواليد الحوطه 1925م،والذي درس في المدرسة المحسنيه على يد الأستاذ الأديب صالح دبا، ثم تتلمذ على يدي البعثه المصريه التي انتدبت إلى لحج لتدريس أبنائها برئاسة الدكتور حسن زكريا،وياسين جلال وبهاء الدين الخ وتعلم الأستاذ حسن عطا من هذه البعثه الكثير من النشاط الأدبي والفني وساعدته موهبته في إتقان دوره الفني في تقديم المنلوجات واخراج المسرحيات والأغاني الوطنية حيث كان بدايته معها مع أول عمل فني قدمه الأستاذ حسن عطا للكشافه(كشاف يا رمز العلا)وقدمها عام 1956 ميلادية.والفنان حسن عطاء لم يبخل بصوته في لتعضيد القضايا الوطنية والعربية والقومية فقد غنى للثورة اليمنية والكفاح العربي في الجزائر(أخي في الجزائر ياعربي)وغنى للعمال 1959م.وانشوده الاستقلال(1977)وأنشد للوحدة وغنى للعروبة(أشرقي ياشمس من أرض العروبة للأستاذ عبدالله هادي سبيت.لقد حرث الفنان حسن عطا بصوته في التربة اليمنية،وبذر حبتها ونمت وترعرعت وشبت عن الطوق وهذه الوحدة التي يعيشها هذا الشعب كانت واحدة من الثمرات التي غرسها حسن عطا بصوته وقواه وحدسه ووعيه وثقافته..لقد شهدت الأيام كيف أفنى الفنان حسن عطا حياته في سبيل القضية الفنية ومبدأه في الحياة الحرة الكريمة وكيف تعب وتحمل الأهوال والمصاعب كي ينجب لليمن فارساً يقوم بتحرير بلاده وطرد الغزاة وبناء الدولة المستقلة ..وكيف كان دور الفن والأنشودة الوطنية في تحفيز العمل والكفاح والصحوة وحمل السلاح من أجل التحرر الوطني والاستقلال والوحدة.لن ينسى التاريخ ما قدمه الفنان حسن عطا،ولن تنساه جماهيره العاشقة لفنه وموهبته وصوته،ولن ينساه الضمير والعقل والوجدان سيظل الفنان حسن عطا معطاءاً سواء كان بصحته وعافيته أو حتى في احتلال صحته فالامر سيان وهو الذي ضحى بعمره وافنى شبابه في سبيل قضيته الإنسانية التي جاهر بها بالصوت والعمل والمثالية فهل يستحق حسن عطاء هذا التكريم،وهو يستحق تقليده وسام الثورة والحب والكفاح؟وهل يستحق الفنان حسن عطا أن نرد له الجميل بأحسن منه،أو أننا لا بد من الالتفات إلى وضعه الاجتماعي والمعيشي كي ننهض به ونجعله يعيش كريماً كما كان من قبل هذه تساؤلات محمودة يتطلب الإجابة عليها بكل مسؤئوليه خاصة لمن لديه قوه التأثير والقرار السياسي الذي سيعيد للفنان حسن عطا قيمته الأدبية والفنية(ليس من خلال المقالات والكلمات والمهرجانات)ولكن عن طريق الفعل والعمل والإدارة.فالفنان حسن عطاء يحتاج منا فعلاً لا قولاً،كي نعيد إليه بعض الاعتبار الذي سلبته منه(أيام)قلة المعيشه والفقر والبطالة..ويحول دون أن يتحمل أكثر مما تحمله من تعاسة ومآسي وصعوبات ارهقت كاهله وقصمت ظهره وأحذب عموده الفقري أنها لفته كريمه لقيام(تضامن) اجتماعي مدني يهتم بالقامات الأدبية والفنية،وصندوق تكافل يضمن لهم مسستوى معيشي أفضل وحياه حره بعيده عن تعاسة الزمن وقسوة الحياة...