المنامة / بنا:انطلقت في البحرين أمس الاول أعمال (منتدى الاستراتيجيات الاقتصادية الجديدة لدول شرق ووسط أوروبا مع دول مجلس التعاون الخليجي) وسط ترحيب كبير من قبل ممثلي المؤسسات الرسمية وممثلي القطاع الخاص لثلاثين دولة أوروبية وخليجية، ركز خلال فعاليتها المشاركون على سبل تعزيز فرص الاستثمار بين الكتلتين الأوروبية والخليجية. ويعتبر المنتدى الذي تستضيفه البحرين هذه الأيام، منطلقا أساسيا لتوقيع اتفاقية التجارة الحرة بين دول الخليج والدول الأوروبية، حيث أبدى الجانب الأوروبي رغبته في توقيع الاتفاقية المزمع توقيعها في غضون العام المقبل، على أساس جماعي من الجانب الخليجي، الأمر الذي يعطي اتفاقية السوق الخليجية المشتركة بعدا استراتيجيا نحو تلبية الدعوة الأوروبية وتنفيذ عملية توقيع الاتفاقية التي يتوقع أن تعود على الجانبين بمكاسب كبيرة. هذا، وقد أناب سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وزير الصناعة والتجارة الدكتور حسن بن عبدالله فخرو لافتتاح المنتدى الذي يختتم أعماله يوم بعد غد، حيث أشار الدكتور فخرو في كلمة ألقاها على المشاركين إلى الدور المهم الذي يطلع به القطاع الخاص، في تفعيل مثل هذه الاتفاقيات الهامة التي تتمخض عنها فرص استثمار جيدة تساهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية في البلدان المشاركة، مؤكدا أهمية المنتدى الذي يعتبر الأول من نوعه في المنطقة. من جانبه، قال رئيس اتحاد الغرف الخليجية رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين الدكتور عصام فخرو: إن الاتحاد الأوروبي يمثل الشريك التجاري الأول لدول مجلس التعاون، مضيفا أن دول مجلس التعاون تعتبر الشريك الاقتصادي الخامس بالنسبة للاتحاد الأوروبي، وقد سجل حجم صادرات الاتحاد الأوروبي إلى دول مجلس التعاون سجل 55 مليار دولار أمريكي نهاية العام 2006 مشيرا إلى أن دول وسط وشرق أوروبا هي إما ضمن الاتحاد الأوروبي وإما في طريقها إلى الانضمام. وشدد الوزير على أهمية مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تشكل منطلقا أساسيا للاقتصاد بمفاهيمه الحديثة، مشيرا إلى أن معدلات نمو النواتج المحلية في دول الخليج شهدت نموا كبيرا، الأمر الذي مكنها من أن تكون منطقة استثمارات حيوية في قارة آسيا، فيما تتصدر البحرين قائمتها من حيث كونها مركزا ماليا إقليميا تتيح للكثير من الاستثمارات الوافدة المناخ الاقتصادي الأنسب. وقال فخرو: ان الاتحاد الاوروبي يعد اهم ثاني منظومة اقتصادية مستوردة لصادرات الخليج، حيث تتعامل المنظومة الاوروبية مع منطقة يسكنها حوالي 100 مليون نسمة وتشكل سوقا استهلاكية كبيرة وأساسية لصادرات الدول الأوروبية، مؤكدا أن ذلك يعزز من دور القطاع الخاص في إيجاد السبل والوسائل التي تقوي استثماراته. واكد ان وزارة الصناعة والتجارة في البحرين تعمل من اجل التوصل الى الولوج الى ابواب الاستثمار واتفاقات التجارة الحرة وينبغى السعى لجعل حجم الاستثمار يزيد والاستفادة من مزايا التعاون بين البحرين والولايات المتحدة الامريكية من اتفاقية التجارة الحرة التي عادت بالنفع على كلا البلدين ويجب تشجيع التجارة بين الاتحاد الاوروبى وبين دول مجلس التعاون والعمل بجدية لتحقيق ذلك متمنيا للجميع التوفيق وتحقيق الاهداف المرجوة من هذا المنتدى الهام والكبير. وقال رئيس اتحاد الغرف الخليجية الدكتور عصام فخرو: ان هذا المنتدى يهدف الى تعظيم الاستفادة من الفرص المتاحة للاستثمار بين دول الخليج ودول شرق ووسط اوروبا، ويبحث مسؤولون اقتصاديون ورؤساء حكومات سابقون من دول شرق اوروبا ووسطها مع مسؤولين اقتصاديين ومستثمرين خليجيين على مدى يومين فرص الاستثمار الممكنة في ميادين الطاقة والموارد الطبيعية والخدمات والبنية التحتية والنفط والغاز. واضاف فخرو: نحن الان نتحدث عن دول بدأت عملية تحرير لاقتصادياتها منذ بداية التسعينات اما هنا في دول الخليج فهناك عمليات خصخصة قائمة وتحرير اقتصادي ايضا كما ان دول شرق ووسط اوروبا تمثل اسواقا واعدة وفرصا استثمارية كبيرة. وذكر ان احد اهم القطاعات التي يمكن ان يبدأ فيها الطرفان خطوات عملية هي التمويل وخصوصا التمويل الاسلامي، فهناك فوائض مالية كبيرة في دول الخليج وبعض المصارف الاسلامية بدأت عمليا في الاستثمار في تلك الدول. من جهته، اعتبر سفير الاتحاد الاوروبي لدى السعودية برنارد سافدج في تصريحات للصحافيين ان المنتدى يشكل فرصة كبيرة لتدشين اتصالات وفتح قنوات لزيادة التبادل التجاري بين دول شرق ووسط اوروبا ودول مجلس التعاون. وقال سافدج: قبل العام 1990 كانت دول اوروبا الشرقية والوسطى غائبة عن منطقة الخليج، فلدى كلا الطرفين حركة تحرير اقتصادي ويبحثان عن الفرص الاستثمارية وخصوصا في قطاع المشاريع المتوسطة والصغيرة واعتقد ان قطاع الخدمات يشكل مدخلا مناسبا للاستثمارات المشتركة بين دول المجلس ودول شرق اوروبا. ومن بين المشاركين في هذا المنتدى الرئيس البلغاري السابق بيتار ستويانوف، ورئيس الوزراء السابق وعضو مجلس النواب في رومانيا ادريان ناستاسي اضافة الى وزراء اقتصاد ومسؤولين اقتصاديين من اوكرانيا وتشيكيا والبوسنة والهرسك وسلوفينيا وممثلين عن دول اوروبية وافريقية. وقال رئيس مجلس ادارة شركة كرانز مونتانا الشرق الاوسط جون بيرل كيرترن : إن هذا المنتدى يأتى لتوطيد العلاقات بين اوروبا ودول مجلس التعاون الخليجي وبالأخص مع مملكة البحرين، انه على مستوى الاستراتيجيات الحكومية اتجهت المصارف الى الربحية الطويلة الامد مؤكدا أن مملكة البحرين لديها الامكانيات الكثيرة والبالغة في الضخامة لأن البحرين مثال للاستقرار والحكم الرشيد والاعتدال وتحتضن الكثيرين وتجعلهم يشعرون بالارتياح للقدوم اليها لأنها تحترم المبادئ حيث النمو يحدث في اطار اجتماعي آمن بين الشمال والجنوب. وطالب جون كيرترن بضرورة النهوض بعالم الاعمال في منطقة الخليج ووسط وشرق اوروبا منوها بأن البحرين سوف تحتضن في الفترة القريبة منتديات كثيرة منها مثلا منتدى الامن الذي سيعقد في اكتوبر القادم الى جانب منتدى اخر سيكون تحت رعاية الامم المتحدة خاص بالتكنولوجيا سوف ينطلق من البحرين ويظل بها وذلك لأن البحرين اصبحت من الدول الكبرى التي تستطيع استقطاب العديد من المؤتمرات العالمية وهذا بحد ذاته استقطاب للاستثمار من مختلف دول العالم لتحط هنا في البحرين.
منتدى الاستراتيجيات: بحث تعزيز فرص الاستثمار بين الخليج وأوروبا
أخبار متعلقة