أقواس
(كتابي الجديد) مايزال في اخبارة البيت رهين الجانبين (صعوبة النشر والوضع المادي بطباعته ونشره؟).هكذا كان ومايزال يجيبك معظم الكتاب عندما تسألهم عن جديدهم، أما أصحاب دور النشر والمطابع الخاصة فقد تحدثوا كثيراً عن أوضاعهم المادية وخسائرهم الفادحة بسبب غلاء أسعار الورق على المستوى العالمي خصوصاً بعد المحنة الأخيرة، الدش والفراغ، وقلق العصر، وانصراف الجمهور القارئ عن القراءة.مجموع هذه الحاجات ولدت عند الكتاب انفعالاً خاصاً مؤداه انهم في كرب عظيم.قبل عامين توافدت عليهم العديد من عروض وزارة الثقافة اليمنية ودفعوا بنتاجهم في أفواه مطابعها لا زيادة ولا نقصان.الذي أذكره دائماً هو خطة الثقافة بشأن النشر لا توجد وأزمة هؤلاء الكتاب أزمة حقيقية لأننا في عصر أسعار الكتب التي تثقل كاهل القارئ فما بالكم باسعار الطباعة وتحمل قدراً مضاعفاً من أعباء التصدير وتوزيع الانتاج الثقافي ومشاكل الأسواق العربية ومشاكل التسويق.قد يكون جيلنا الحالي تدفقه يزيد عن الحد، كما ازعم ان هناك مواهب في الإبداع الأدبي تعد بالعشرات ولكن الاستجابة لهم نادرة جداً للسبب الذي ذكرته (مغني بجنب أصنج) على حد تعبير المثل الشعبي الدارج وكأننا وسط طرشان.فمن الخطأ الاعتقاد بأن الأدب لم يقدم للإنسانية في جميع جوانبها قراءات عميقة ومتعددة وهناك اشخاص استحقوا العملقة لانهم عبروا عن روح الإنسان تولستوي، بروست الفرنسي، نجيب محفوظ، تشيخوف، جمال الغيطاني، العقاد، جبران، نازك الملائكة، مي زيادة، هذه القمم جميعها تؤكد عظمة سحر الكتابة كما لا نشك انه يوجد فضل لكل ما قلناه آنفاً ـ الطباعة والنشر ـ والنقد كعلم له موازينه وله مقاييسه واستطاع في النهاية ان يجعل للعمل الإبداعي رؤية، إضافة لو طرحت هذا السؤال على القراء: من الذي جعل البردوني عملاقاً؟ستكون الإجابة بالطبع القراء.والآن متى تعد وزارة الثقافة عدتها للاستفادة من الخطة الثقافية في النشر لتواكب النشاط الثقافي المنتظر؟* نهلة عبدالله