أقواس
تنقلنا الفضائيات اليوم من عصر الاقوال الى عصر الافعال فهي شاهد اثبات على سمات الالفية الثالثة فقد طفح الكيل من الفقر والمرض والخوف الذي يعم العالم اجمع والفضائيات ترصد ذلك وتؤكده . لقد اصبحت الشاشة الفضية التلفزيون خير جليس بدلاًَ من الكتاب الذي ظل طوال القرن الماضي خير جليس في الزمان فالشاشة اللاقطة لاحداث العالم من كل الجهات لا حدود لها ولا حارس سير يحدد خطوط المرور او اشارات التوقف فيها وحدها الاقمار الصناعية في السماء تتحكم في المسير . والمؤكد اننا لم نعرف حدود الزمن الماضي على الرغم من كل الثقافات الورقية التي غطتنا بها الايديولوجيات المتعددة ولم نعرف سمات القرن الماضي الا من خلال الاقوال التي ملأت الكتب . صحيح كانت هناك افعال وثورات وحرب باردة استمرت سنين طويلة لكن كل ذلك ماذا افرز لنا ؟! عيب ان نقول ان الماضي لم يفرز حاضرنا اليومي . عيب ان ننكر ان الانضباط والالتزام بالايديولوجيات لم يفرز عنه حاجة للفوضويه والعشوائيه بل والانحراف عند الكثير وهي جميعاً سمات لزماننا الحاضر . الحقيقة لا يمكن نكرانها فلولا الكبت ما تولد التمرد وزماننا اليوم هو زمن التمرد من كل شيء وعلى كل شيء والفضائيات دليل وشاهد على ذلك ويوثق للعالم احداثه وعلى وجه الخصوص على العرب وعليهم وحدهم ترصد العين افعالهم ... فما يحدث في بلدانهم يندي له الجبين فالفقر يظلل 95 من شعوبهم بينما 5 فقط منغمسين في التخمه ناهبين اموال الشعب نهاراً جهاراً بلا خوف ولا رحمه . لقد كنت اتساءل لماذا ظهر الارهاب في العالم وبهذه القسوة والعنف الخالي من الرحمه ؟! المناضلة الفلسطينية ليلى خالد عندما اختطت لنفسها وباوامر من منظمتها خط ايقاظ العالم وتوجيه انتباهه الى ان هناك شعباً يموت كل يوم على يد الصهاينه في ارض فلسطين كان خطها هو اختطاف الطائرات وتمكنت من ذلك بنجاح وشهد للجبهه الشعبية انها حركت الموقف بهذا العمل الجبار لصالح القضية الفلسطينية بينما اعتبر الغرب ذلك ارهاباً . واسامة بن لاذن عندما اسقط الجدران يوم 11 سبتمبر واظهر عورة امريكا مذكراً العالم بيوم هبطت اول طائرة شراعية على الساحة الحمراء بموسكو لتكشف كذب اسطورة ان موسكو محمية من أي هجوم جوي عن هذه الافعال وغيرها قال الغرب انها اعمال ارهابية بينما الفضائيات تظهر لنا كل يوم ان الغرب هو الارهاب بعينه هو " ابوه وامه " وكل الاسرة لكن وعودة لزمن الاقوال " نقول "نحن لسنا في غاية ياكل قويها ضعيفها بينما الفضائيات تؤكد انها ليست اقوالاً بل افعال حقيقية تحدث وتوثق . فان كان هناك افراد بشر يبحثون ويجتهدون ويسافرون هنا وهناك ليحصل على مادة تؤرخها لتصبح " للتأريخ " اما اليوم الفضائيات تقرب لنا البعيد وتؤرخ لنا كل شيء وتحفظه في ( سيدي ) بدلاً من كتاب او ملف .. انها شاهد اثبات اكثر من سريع وجيد وبأقل التكاليف . * أفراح صالح محمدAfrahs @ Maktoob . com