مذاهب
يقطع الناشدون الحقيقة اشواط عرفانهم , آملين البلوغ لنيل اليقينينشدون امتلاك الحقيقة كليٌة بالمحبة للحقٌ كي يصبحوا العارفينينزعون اليها بكل الشغف .. فالحقيقة مقصدهم, وهم التائقون اليها هم الوالهون بها وهم العاشقون.يبداون الرحال بتطهير ارواحهم والجسوم, من الدنس السرمدي الذي لازم الروح في الطين, من مبدأ الخلق .. ان الطهارة شرع ودين.انهم بـ(الفناء)بحب الاله ، يرومون تخليص ارواحهم.. والتسامي بها للمقام المكينيأنسون لأخذ المثال من المصطفينيرسمون الطريق الى مانووا بالفؤاد, فيمضون مستبشرين بما يأملونيسلكون الدروب اليها وهم موقنين بعسر الوصول اليها .. ولكنهم ينذرون لها كل طاقاتهم واهبين.يصعدون المدارج صوب الحقيقة, ممتلئين باصرارهم واثقينيعلتون المصافات بالزهد والجهد, والارتياض على كل حال- كما يزعمون-انهم من اطاعوا سجٌياتهم مخلصينهكذا يفعلون قلا يأبهون بمن يشجبون ومن ينقدون, ومن ينكرون ومن يهزاون فلا يأخذونمن الراي غير الذي يعثرون عليه وجيباً يرج الفؤاد براعدة حينما يلهمون.يحتفون اذا ما المعارف فاضت عليهم بأنوارها, وبعرفانهم يسكرون يصيرون في غيبة عن جميع الخلائق في العالمين.حينها .. يبلغون مقام الشهود, يكونون من صفوة الكاسبينفاذا هم افاقو من الغيبة المشتهاة وعادوا بعرفانهم غانمين انطووا معرضين عن الغير مستعصمين.شأنهم ان نور الحقيقة يسكنهم وبسلطانها يؤمرون.انهم وحدهم من رأى الحق بالقلب لا بالحجي, فالحجى عندهم باعث للظنون.ذاك عرفانهم والطرائق ملك ( الخواص) من السالكين الى الحق، لا حق فيها لمن بالحجى يسلكون.انهم قلما ينظرون الى الظاهرات باسبابها, او بواعثها، او بماجد فيها، ومازال عنها.. وماقد يكون .انما يقرأون بواطنها بتأولها كيفما يشهون.انهم بالمعارف وهي التي تتأتى لهم باللدن الشفيف, وبالكشف يستكنهون الغياهب حتى يرون الحقيقة كلية في مقام الفتوح كرأي العيون.ليس للعارفين نظيراً بما يلهمون وما يشهدون, وما يكشفون وما يعرفون فهم صفوة (الاصفياء) وهم خاصة (الخلصاء) من الموقنين.هم يحيطون بالسر رؤيا الحقيقة, يبقونها بين خاصتهم مؤثرين.ان جوهرها سرهم ليس يؤتي لأغايرهم, فهم الحافظون له وهم المدركون بما يحفظون لكل الشؤونعبثاً تسألون على ما ادعوا او تحاجونهم في الذي يعرفون, فلن تفلحوا ان تحاجوا الاحاجي التي يطلقون.ان شرط الحجى ان تخوضوا التجارب كي تثبتوا بالبراهين ماتعلمونان عرفانهم فوقما تثبتونفاضربوا الصفح عما رأوا،ليس يجدي تقصي رؤى العارمين.واتركوهم بعرفانهم ينعمون.