أقواس
دعونا نكون صادقين مع أنفسنا ومع الآخرين ونعترف بالحقيقة المؤلمة والواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار وهي أن الأغنية اليمنية في بلادنا اليوم تعيش حالة من الغيبوبة بعد عقود من المجد والتطور سواء في مستوى الكلمة أو اللحن أو الأداء.ترى ما الذي أوصل حال الأغنية اليمنية الجريحة إلى هذا المستوى من الضعف والتدني هل كان لموت عمالقة الغناء اليمني علاقة في نضوب نهر الروعة والجمال والتألق عاشته الأغنية منذ بداية القرن الماضي وحتى بداية تسعيناته.أين نحن من ذلك الفن العظيم والكلمة واللحن والأداء..لماذا قل عشق فنانينا للعود الأصيل والربابة الحزينة المليئة بالحب ورعشة الوجع الجميل.من هو المسؤول عن هذا الركود من الذي ينبغي أن نحمله المسؤولية..هل هم الفنانون الذين استسهلوا عملية الكسب السريع من خلال دوامة المخادر والأندية ومجالس القات.؟وهل يمكن أن نحمل مكاتب الثقافة والجهات المسؤولة عن غذائنا الروحي جزءاً من هذه المسؤولية في دخول الأغنية اليمنية غرفة الإنعاش منذ فترة ليست بالقصيرة.ترى إلى متى يستمر هذا الحال للأغنية اليمنية التي يعتبرها الآخرون أساساً متيناً للأغنية الخليجية..هل الحال سيظل كما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء إلى الأصوات القديمة التي كانت سكر أيامنا وبلسم جراحاتنا العاطفية ونبض أحاسيسنا الوطنية العاشقة جبال ووديان وسهول وطننا اليماني السعيد عنوان الحضارات الإنسانية أم أن عشاق الكلمة والنغم لهم رأي آخر ولديهم طاقات جديدة تستطيع أن تعيد للأغنية اليمنية عافيتها ووهجها العاطفي البديع الذي أسر القلوب عقوداً من الزمن. [c1]طارق حنبله