أقواس
في اطار الحديث عن الوضع الثقافي الفلسطيني تبدو الانباء غير مشجعة وتكرار الكلام تجاه هذا الوضع الذي يؤكد انه ليس هناك اي شك حول الدور العدائي الذي تلعبه اسرائيل داخل فلسطين وخصوصا فيما يتعلق بالثقافة والمسائل الاخرى التي تعرض يوميا للاساءة الاسرائيلية.ناهيك بالعودة الى الحديث عن الاعلام الفلسطيني المحاصر الامر الذي ادى الى ظهور اكثر من تغطية اخبارية عربية مستهل كل نشرة وهذا يعني تقييد المحطات العربية بتعهداتها والتزامها في هذا الجانب المهم.ولكن هل هذا هو اقصى مايطمحون الى تحقيقه لفلسطين ام ان الحالة العامة تقضي في اعطائهم معالجات كافية تسمح بالتحرك لايجاد تغطيات شاملة للوضع الثقافي والمشهد الادبي والابداعي من الداخل.الموقف داخل فلسطين يعني تقليص طموح المبدعين وهذا بدوره لايعني رفع اللوم او العتب عن احد، بل ترك الباب مشرعا لكي يشارك المبدعون بصياغة الحدث الثقافي بفاعلية مميزة بالتعدد وباصالة الحس الفلسطيني العربي البالغ حدود التنوع والابداع.لايفترض ان تكون التغطية خاصة بالجانب الخبري على الصعيد السياسي فحسب كما لايفترض ان تقتصر على مشهد دون آخر، او ان تباعد كما باعدت في السابق بين مختلف التيارات بكافة انتماءاتها لان اسرائيل كعادتها تدعو الى تباعد هذه التيارات عن ان تكون مشتركة في مخطط واحد ضدها، وهناك تفاصيل وادلة على هذه الادوار التخريبية لاسرائيل داخل فلسطين بقصد الاساءة للوحدة الثقافية كلية، للوحدة القومية، وللعمل الفدائي، بهدف تهميش الابداع، لانه بامكانه تصوير الاشياء على حقيقتها خصوصا وان فلسطين تعد من اقدم واجمل الحضارات العربية ابداعا في ادائها.على سبيل المثال لا الحصر عندمافاز الكاتب الراحل (اميل حبيبي) بجائزة اسرائيلية رأينا كيف تورط بمسألة قبوله او رفضه لها، ورأينا كيف اشتط الخصام بين المثقفين وبدرت في اوساطهم مخاوف كثيرة على حرية الكاتب القومية والابداعية، وهولت هذه المخاوف من مخاطر ردود فعل المثقفين العرب بصورة عامة وقال بعضهم ان مثل هذه الجائزة ذات طبيعة عنصرية لاتسري الا على اليهود واعوانهم كمالوحظ بوادر عدم اتفاق بهذا الشأن على امتداد التشرذم العربي وكانت اصداء هذه الجائزة داخليا وخارجيا في صراع مع الوضع الثقافي الفلسطيني انسانيا حيث تفاعلت مختلف تياراته وانتماءاته وكيف وجد نفسه (اميل حبيبي) مضطرا الى ان يجابه التناقضات كلها.وبالتدريج بدأت تتضح الدوافع لهذه الجائزة والموقف الاسرائيلي الغريب الذي هللت له صحافة الغرب ووصفته بالبراءة وحسن النية، مع ان بطش الصهيونية للفلسطينيين لايبرر صرف الجوائز باسم السلام.نعرف ان هناك خصوصية للثقافة الفلسطينية تتجسدفي محاربة واقع الاستيطان لارض فلسطين العربية وفي الترابط العضوي بين مثقفيها لذلك على الاعلام العربي التركيز على هذه الاوضاع داخل فلسطين لان الشريط الخبري القصير لايكفي على الاطلاق لمعرفة ما يدور في الوطن المحتل.نهلة عبدالله