إعداد/ إيفاق سلطان ارتقت المرأة الفلسطينية أو الفنانة الفلسطينية الشعبية التي امتهنت أو مارست التطريز الفلاحي كموهبة بثوب المرأة الفلسطينية المطرز إلى اقصى الحدود.كما حرصت هذه الفنانة على إبهار كل العيون التي رأت تناسق فنها وألوانها سواء في الملبس أو النثريات، سجلت في هذا الثوب رموز تحتاج لقواميس كي تفسر معانيها وأهدافها من وراء كل رسم وضعته على قماش الثوب، ولم يعلم الكثير أن هذه الفنانة مارسمت شيئاً عبثاً، حيث حرصت بالدرجة الاولى أن تكون معاني رموزها التطريزية سجل لأحداث الثورة الفلسطينية وتحريض على مقاومة المحتل الصهيوني، فرسمت رموزها في الحرب والسلم والحب والأمل والألم والرضا والتحريض على الجهاد.يبدأ الأمين العام لاتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين الدكتور/ عبدالرحمن المزين حديثه معنا بعرض أبحاثه العلمية التي تؤكد بالتأكيد على أن المرأة الفلسطينية التي عشقت التطريز اضافت له الكثير وباستمرار ويستكمل المزين وهو الحريص على البوح بأصالة الزي الشعبي الفلسطيني وتاريخه المجيد فيوضح أن هناك مراحل عدة مر بها الثوب الفلسطيني وكل مرحلة اضافت جديداً للثوب، وكانت معبرة تماماً عن المرحلة التاريخية التي تمر بها البلاد، ففي المرحلة الأولى التي امتدت من 1963م ـ 1948م انشغلت الفنانة الفلسطينية كما يحلو للمزين أن يلقبها في اضافة كل ماهو جديد للثوب الفلسطيني من وحدات هندسية واشكال زخرفية كل ماتدل عليه هو حال الأرض حينها، فراحت تنسج خيوطها الحريرية لتكون أشكالاً وعروقاًً زينت الثوب بألوانها المتناغمة المنسجمة فاضافت عرق السلحليك والفشك بالاضافة إلى وحدات زخرفية رمزية تجريدية، تمثل الثائر الفلسطيني ومقاومته في تلك الفترة فابدعت الفنانه الفلسطينية عرق الطير والحمام الذي رمز إلى الرسائل التي كانت تصل إلى القيادات الثورية في الجبل ويضيف ايضاً نسجوا بخيوطهم عرق قاع الفنجان الذي دل وقتها على قنابل الميلز اليدوية التي كان يستخدمها الثوار الفلسطينيون في مقاومته ضد الاحتلال الصهيوني، وكما ابدعوا عرق حيفا ويافا الذي دل وقتها على الطريق التي كان يسلكها المقاومون الذين يرقبون اليهود المهاجرين إلى فلسطين بالاضافة إلى رمزها إلى طريق السكة الحديد التي يمول من خلال البريطانيين بالاسلحة والعتاد العسكرية، ناهيك عن عرق الجبل الذي يرمز إلى معقل الثوار الذين يهاجمون الغاصبين الآتين من كافة بقاع العالم إلى ارضهم، وكذلك اضافوا عرق الملتين الذي يرمز إلى نوع معين من الاسلحة المستخدمة في المقاومة وعق الحصان الدال على الاصالة الفلسطينية والتاريخ العريق.[c1]عرق الملس[/c]لقد أبدعت المرأة الفلسطينية وحدة زخرفية أطلق عليها "الملس" وكان تطريز العرق حكراً على النساء اللاتي أحد اقربائهم ثوار، الأمر الذي جعله أقوى موجه ومحرض سياسي في تلك الفترة، مشيراً إلى ان النسوة كانوا يحرضون أزواجهم وابناء عائلاتهم إلى الخروج مع الثوار والمقاتلين الفلسطينيين كي يتفاخروا فيما بينهم ويبدأوا بنسج هذا العرق وكانت الأم تحرض ابنها والزوجة توعز لزوجها والشقيقة لشقيقها والخطيبة لخطيبها على أن يلتحق بالثورة مما جعل وحدة الملس وحدة تحريضية أكثر من كونها اضافة جديدة إلى الثوب الفلسطيني المقدسي، موضحاً الوحدات التي سبقتها كانت تسجيل وتوثيق لوجود ثورة في الاراضي الفلسطينية أما هذه الوحدة فقد مثلت وحدة تحريضية نضالية امتازت صاحبتها بأنها مبدعة ومناضلة وموجهة سياسية محترفة.[c1]النكبة وما تلاها[/c]في المرحلة الاولى لتاريخ التطريز حافظت الفنانة الفلسطينية على وضع إضافات لرسوم تطريزية تحمل معاني ودلالات هامة عن القضية الفلسطينية، أما المرحلة الثانية والممتدة من 1948 ـ 1965م فحسب المزين لم يشهد الثوب أية اضافة في الوحدات المطرزة فقط انصب جهد المرأة الفلسطينية في هذه المرحلة على الحفاظ على التراث قدر المستطاع في ظل عمليات النهب والتدمير والشراء التي اتبعتها قوات الاحتلال الإسرائيلي طمعاً في الاستيلاء على الارض والتاريخ والتراث والحضارة ونسبها لها دون أي وجه حق.أما المرحلة الثالثة والتي تمثلت في الفترة ما بين 1967 ـ 1994م أكان الاحتلال الذي نهب التراث الفلسطيني الذي ظلوا محافظين عليه في متحف القدس الوحيد وكان ذلك في بداية عام 67م فضاع الفن التطبيق الوحيد الذي يبرهن على الهوية الفلسطينية زيادة نسبة التعليم في الاراضي الفلسطينية حيث انصرفت النسوة إلى التعليم وأهملت العمل بالتطريز لدرجة أن بعضهن بالغوا بالنظر إليه على أنه متخلف يجب التخلص من تبعاته ومواكبة العلم لكنهم في ذلك حققوا رغبة الصهاينة في قتل التراث الفلسطيني ويتابع معظم دول العالم العربي بقيت متمسكة بالتراث الأصيل الخاص بها.
|
ثقافة
أسرار الرسومات التطريزية الفلسطينية
أخبار متعلقة