كمال محمود علي اليماني :اهداني د . مسعود عمشوش نسخة من كتابه (الحضارم في الأرخبيل الهندي) وهو الكتاب الفائز بجائزة البحوث في العلوم الاجتماعية في جامعة عدن في دورتها الخامسة, ويقع الكتاب في (173) صفحة قدم له د.صالح باصرة وزير التعليم العالي والبحث العلمي.والحق ان الكتاب يحمل في طياته وبين دفتيه معلومات قيمة, وذات فائدة كبيرة للقارئ, سواء اكان هذا القارئ مثقفا عاديا او كان باحثا من دوي الاختصاص, واحسب انه سيكون احد المراجع المهمة لكل من اراد معرفة احوال الحضارم المهاجرين الى جزر الارخبيل الهندي في القرون الماضية, وامتدادات اصول ابناء هذه الجزر ممن ينتمون في جيناتهم الوراثية الى آباء واجداد قدموا من منطقة حضرموت مهاجرين واتخذوا تلكم الجزر اوطانا ثانية لهم .. وأنشأوا فيها بيوتا واسرا ومكانات اجتماعية واقتصادية ودينية, وغدوا عنصرا مؤثرا فيها.والكتاب يعرض دراسة مقارنة لاوضاع واحوال الحضارم المهاجرين الأول من خلال بحثه القائم على دراسة لكتاب (رحلة جاوه الجميلة) للشاعر المؤرخ صالح بن علي الحامد الذي تضمن وصفا لجزيرة جاوه في ثلاثينات القرن المنصرم, واحتوى فيما احتواه على وصف دقيق غير مسبوق – كما اعتقد – لحياة المهاجرين الحضارم المقيمين هناك, وكذا الدراسة الناقدة والمتبصرة لما قالته رواية (فتاة فاروت) المؤلفة في جاوه عام 1929م لصاحبها احمد عبدالله السقاف, ولان الكاتبين سالفي الذكر هما عرب من اصول حضرمية, فكان من الضروري بمكان لتكتمل الدراسة وتكتسب الروح العلمية التي يتكئ عليها البحث الاكاديمي, اقول كان لابد من ان تحتوي الدراسة على مقارنة بين النظرة الحضرمية العربية لاحوال المهاجرين الحضارم وبين النظرة الغربية لهم, ولهذا فقد احتوى الكتاب على دراسة لكتاب (حضرموت والمستعمرات العربية في الارخبيل الهندي) الذي صدر باللغة الفرنسية للمستعرب الهولندي فان دن بيرخ وهو في اصله عبارة عن دراسة كلفه القيام بها حاكم الهند الهولندية في باتافيا. وان جاء هذا الكتاب منطلقا من منطلقات ايديولوجية مغايرة وغيورة الا ان د.مسعود عمشوش التزاما منه بحيادية البحث العلمي, ورغبة منه في البحث عن الحقيقة واظهارها فقد اورد هذه الدراسة / الكتاب مترجمة عن الفرنسية في كتابه الذي بين ايدينا.ازعم ان الكتاب سوف يلقى قبولا لدى المثقفين والباحثين, ليس الحضارم فحسب بل واليمنيين والعرب, فلقد تطرق الى امر له اهميته ودلالته في التاريخ الحضرمي الحديث, وان كنت ارى انه سيكون فاتحا لشهية باحثين آخرين, سيسعون ولاشك لتحسس مواضع اخرى في هذا التاريخ, محاولين القاء الضوء عليه, كاشفين ما توارى عن الانظار ان عمدا او عن غير قصد. ولايسعني في آخر المقال الا ان اشكر د.مسعود عمشوش مرتين, مرة لهذا الجهد الطيب الذي بذله ليخرج لنا الكتاب مفيدا في معلوماته قيما في اطروحاته, واشكره مرة ثانية لانه اهداني نسخة منه, فمنحني بذلك فرصة ان اقرأه بل واستمتع بقراءته ناهيكم عن الاستزادة من معينه.
|
ثقافة
مهاجرو الحضارم في كتاب د . مسعود عمشوش
أخبار متعلقة