يدرك الجميع أن كتابة الأدب(شعراً أو نثراً)إنما هي عمل إبداعي المبدع يمتلك إحساساً صادقاً وقدرة على التعبير،وغاية كل أديب أن تصبح أعماله مقروءة وتخطى بإعجاب القراء،إلا أن طموح كل أديب يتفاوت من واحد لآخر فالبعض يكون طموحه متواضعاً ويكتفي بأن تكون أعماله مقروءة على مستوى بلده والبلدان المجاورة بينما آخرون يطمحون لاكثر من ذلك وهي العالمية وان تندرج اعمالهم تحت ما يسمى بالأدب العالمي مجتازاً كل الحدود الجغرافية متخطياً حواجز اللغة لتنتشر أعماله على مستوى العالم ويحقق بذلك شهرة واسعة بغض النظر عن القومية أو الديانة التي ينتمي إليها الكاتب طالما أن كتاباته استطاعت تصوير البيئة المحيطة به وعبرت عن قضايا الناس.وعند الحديث عن العالمية في الأدب فانه يتبادر للذهن أسماء عدة مثل شكسبير،تولستوي،فيكتور هيجو،غابرييل،غارسيا ماركيز،ارنست همنجواي وكثيرون ممن عبرت كتاباتهم عن روح إنسانية صادقة ومرهفة في كافة أوضاعهم من حرب وسلم وحب وكراهية،ومع هذا ونحن نتحدث عن كل أولئك الأدباء العالميين علينا أن لا نغفل أديبنا العربي الذي رحل عن عالمنا قبل عدة أشهر نجيب محفوظ ومدى الإقبال الذي تخطى به أعماله الأدبية سواء أكان في العالم العربي أم خارجه الأمر الذي يقودنا إلى نقطة هامة وهي أهمية الترجمة في نشر الادب للتعرف على فكر الاخر فلولا الترجمة لما كنا قرأنا لـ شكسبير وهمنجواني وآخرين،ولولا أيضاً لما عرف العالم أدب نجيب محفوظ.لذا فالسؤال الذي ينبغي أن يطرح نفسه بقوة هو لماذا لا توجد حركة ترجمة قوية في العالم العربي لأنه من المؤكد أن هناك أدباء تمتلك كتاباتهم خصائص ومقومات الأدب العالمي وفي ذات الوقت فإن ترجمة الأعمال الأدبية العربية التي تعبر عن البيئة العربية من شأنها أن تسهم في تغيير النظرة عن العرب بعد أن أصبح الإرهاب بكل أشكاله لصيقاً بالعرب دون سواهم،في هذا السياق والأمر على هذه الشاكلة علينا أن نعترف بأن المعايير التي كان يؤخذ بها في تقييم أعمال هذا الأديب أو ذاك وصولاً للعالمية قد تغيرت كلياً خاصة تجاه العرب وأصبحت السياسة تتحكم به،فأصبحنا نحن العرب مجرد متلقين لأعمال الغرب وتبني كافة نظرياته الأدبية حتى تلك التي لم يمر بها أدبنا العربي،الأمر الذي يعني أن هناك سيطرة كاملة ومن كافة النواحي على كل مجريات حياتنا سواء كانت السياسية،الاقتصادية أو الثقافية التي يحب البعض تسميته بالغزو الثقافي الذي أثر على حياتنا الإبداعية. أثمار هاشم