هلت على وطننا العربي والإسلامي وشعوب الأرض قاطبة التواقة إلى التحرر والأمن والسلام الذكرى الخامسة والخمسون لثورة 23 يوليو 1952م بقيادة الزعيم خالد الذكر جمال عبدالناصر والتي ستظل علامة فارقة في تاريخ النضال العربي الحديث وذلك للدور الذي لعبته هذه الثورة التحررية من انتصارات وتحولات لصالح . . الشعوب المستضعفة والرازحة تحت وطأة القوى الاستعمارية والمتخلفة ووحدت من ثورة مصر عبدالناصر السند والمرتكز لمسيرة كفاحها ونضالها بالمال والسلاح والرجال ولذلك لاغرابة إذا اعتبرت هذه الثورة في نظر الكثير من المحللين المنصفين وبمبادئها الوطنية والقومية الأمل الباعث للروح العربية الجديدة إيماناً بعروبتها بقيادة ربانها الماهر جمال عبدالناصر والذي استطاع بحنكته ووطنيته الصادقة التصدي لكل صفوف الدسائس والمؤامرات والتدخلات الأجنبية والحصار الاقتصادي وكسر حضر السلاح متحدياً بذلك القوى الاستعمارية فأمم قناة السويس وبني السد العالي وصمد في وجه العدوان الانجليزي ، الفرنسي ، الإسرائيلي في عام 1956م ثم الحرب الاقتصادية ، وتحقيق الحلم العربي الكبير بإعلان الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958م وإسقاط حلف بغداد بقيام ثورة العراق عام 1958م وثورة الفاتح بليبيا وانتصار ثورة المليون شهيد في الجزائر والتي ضربت أروع أمثلة البطولة والتضحية والفداء ثم ثورة بلادنا المجيدة في السادس والعشرين من سبتمبر 1962م وامتداد شرارتها إلى جنوب الوطن عام 1963م وتحقيق .. الاستقلال في الثلاثين من نوفمبر 1967م ومسارعة الجيش المصري برجاله وعتاده لمساندة الثورتين والوقوف في وجه التحديات التي واجهتهما في أيامهما الأولى هذا إلى جانب أن الزعيم جمال عبدالناصر كان يؤمن إيماناً عميقاً بالحياد الإيجابي باعتباره السبيل الوحيد عالي إلى ترجيح كفة السلام بين المعسكرات المتطاحنة وعلى أساس أن الحياد لا يعني به تجاهل حق الشعوب في الحرية والأمن والسلام وتطبيقاً لشعاره الشهير ( نسالم من يسالمنا ونعادي من يعادينا ) كما يعتبر جمال عبدالناصر من الداعيين لمؤتمر بادونج إلى جانب الزعيمين ( جواهر لال نهرو وتيتو ) 1955م وعلى أولئك الذين يحكمون على جمال عبدالناصر وما أكثرهم في هذه الأيام من خلال تداعيات هزيمة 1967م وبأنه هو الذي تسبب في الاحتلال الصهيوني لمناطق جديدة تفوق مساحة حرب 48م تماماً كما ذهب البعض إلى إتهام الثورة العرابية بأنها كانت السبب وراء احتلال انجلترا لمصر سنة 1882م نقول لهؤلاء عودوا لقراءة التاريخ بصدق وأمانة ولا تلقوا بكل ثقلكم لضرب كل الجهد الثوري الوطني الذي قدمه الزعيم جمال عبدالناصر لمصر والوطن العربي والشعوب المحبة للحرية والأمن والسلام . [c1]يقول الدكتور طه حسين عن أهداف الثورة : [/c]( أخص ماتمتاز به الثورة الأصيلة الخصبة هو أنها تفكر في الأمن لتمحو سيآته وتفكر في اليوم لتصلح شئونه وتفكر في الغد لتبني فيه مستقبل الشعب على أساس صحيح وحنين وتفكيرها في الحاضر يمهد لها طريق العمل والإنتاج وتفكيرها في الغد هو الذي يحقق الخصب ويقيم الدليل على أنها لم تكن شيئاً طارئاً ولم تكن سطحية جاءت اليوم لتذهب غداً وإنما كانت صدى مخلصاً لصيحة صدرت من أعماق نفس الشعب وضميره وكانت مظهراً لتفكير عميق عكف عليه قوم أولو حزم وعزم وإرادة وأناة )
|
ثقافة
ثورة 23 يوليو ( الصدى الصادق لتطلعات الشعوب) المستضعفة نحو الحرية والأمن والسلام )
أخبار متعلقة