إسرائيل تستخدم قنابل عنقودية محرمة
الأراضي المحتلة / بيروت / وكالات :قرر المجلس الأمني الوزاري المصغر في إسرائيل تكثيف الضربات الجوية ضد مواقع مقاتلي المقاومة اللبنانية ومواصلة العدوان على لبنان.وقال وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس في مؤتمر صحفي إن العمليات العسكرية ستتواصل إلى حين تحقيق الهدف المتمثل في "خلق منطقة أمنية خالية من عناصر حزب الله" في جنوب لبنان.من جانبه اعترف رئيس هيئة الأركان دان حالوتس بتكبد الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة خلال مواجهات أمس الأول في بنت جبيل، لكنه أضاف أن العملية ستتواصل لإضعاف حزب الله، معتبرا أنه ليس في نية إسرائيل ضرب سوريا ولا المواطنين اللبنانيين.ووافق المجلس المصغر بالإجماع على استدعاء مزيد من جنود الاحتياط بناء على توصية من قيادة أركان الجيش الإسرائيلي لدعم "مواجهة حزب الله على جبهة لبنان".وقرر المجلس استنفار ثلاث فرق احتياط, إضافة إلى تكثيف القصف الجوي عقب تكبد الجيش الإسرائيلي أكبر خسائره في معارك بلدة بنت جبيل جنوبي لبنان.ويتوقع أن تشمل الخطة احتلال قرى, بل ومسح بعضها من الخارطة تماما, كما دعا إليه قادة عسكريون إسرائيليون بدعوى إيوائها مقاتلي من المقاومة اللبنانية.يأتــي ذلــك فــي وقت ما تزال المواجهات متواصلة بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي المقاومة اللبنانية في مثلث مارون الراس - عيترون - بنت جبيل.وأقرت إسرائيل أن تسعة من جنودها قتلوا في بنت جبيل فيما أصيب آخرون, وشبه جنود جرحى تلك المعارك بجحيم على الأرض, وأقروا بأن المقاومة اللبنانية أظهرت قدرة قتالية كبيرة، في حين ذكرت المقاومة اللبنانية أنها قتلت 13 جنديا إسرائيليا في بنت جبيل.وبدخول العدوان الإسرائيلي على لبنان يومه الـ16 ارتفع عدد القتلى اللبنانيين إلى 600 حسب ما أفادت به وزارة الصحة اللبنانية.وقد واصل الجيش الإسرائيلي أمس القصف الجوي وركزه على مدن الجنوب ومنطقة البقاع وخلف عشرة قتلى هم تسعة مدنيين وشرطي واحد.ففي بر إلياس في سهل البقاع (شرق) قتل مدني وأصيب آخر بجروح عندما أصابت غارة إسرائيلية شاحنة صغيرة لنقل الخضار كانا بداخلها.كما استهدفت غارتان قرية جباع عاصمة إقليم التفاح, مستهدفة مساكن, وطرقات وجسورا, إضافة إلى قرى محيطة بالنبطية وبلدات بالقطاع الشرقي.وقتلت امرأتان وجرح عشرة أشخاص بغارات على وسط مدينة صور وقرية رب الواقعة إلى شرقها, فيما تتعرض قرى إلى جنوبها لقصف البوارج الإسرائيلية.وتعرضت أيضا مكاتب حركة أمل لغارتين في قرية سلعا في جنوب صور. كما ذكر أهالي الناقورة أن قوات الطوارئ الدولية تطالب الأهالي بالجلاء عن مقرها, وتهددهم بالكلاب.وردا على العدوان الإسرائيلي، أطلقت المقاومة دفعات من صواريخ كاتيوشا على شمال إسرائيل.وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إن القصف الصاروخي لحزب الله أصاب مصنعا يرجح أن يكون لمواد كيمياوية في مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل. وأضافت المصادر أن فرق الإطفاء التي هرعت إلى المكان تعمل على عزل أي تسرب لمواد سامة قد يكون نجم عن قصف المصنع، لكن هذه المصادر لم تشر إلى طبيعة الخسائر أو الإصابات.كما أصابت صواريخ كاتيوشا التي أطلقها حزب الله على شمال إسرائيل مدن صفد وروشبينا وشلوم على الحدود.وتجددت الاتهامات باستعمال إسرائيل أسلحة محظورة لكن هذه المرة من منظمة هيومن رايتس ووتش.وقال مدير الطوارئ في المنظمة بيتر بوكاريت "إننا متيقنون بأن إسرائيل تستعمل قنابل عنقودية في حربها ضد لبنان, وقد صورناها في قرية بليدة, ولدينا شهادات تؤكد ذلك بشكل جلي".وأضاف دوكاريت أن المنظمة حذرت إسرائيل من مغبة استعمال هذه القنابل في المناطق المأهولة, مقدما نموذجا على آثارها عائلة أصيبت جميعها, فقتل الوالد وفقد أحد أفرادها ساقيه, موضحا أن آثارها ستستمر إلى ما بعد الحرب لأن كثيرا منها لم ينفجر بعد.وجاءت الاتهامات باستخدام قنابل عنقودية بعد اتهامات أخرى وجهها الرئيس اللبناني إميل لحود إلى إسرائيل باستعمال قنابل فوسفورية.واستقبلت مستشفيات بجنوب لبنان جثثا متفحمة بشكل قال أطباء محليون -عاصروا سنوات الحرب الأهلية والاحتلال الإسرائيلي- إنهم لم يروا مثلها من قبل.