وسط مؤشرات بقرب التوصل إلى اتفاق في مجلس الأمن حول لبنان
خبير إسرائيلي يفحص أحد الصواريخ التي اطلقتها المقاومة أمس
عواصم / متابعات:تلقت مدن شــمال اسرائيل امس اكثـر من مئتي صاروخ اطلقها حزب الله واعترفت اسرائيل سقوط عدد من الـقتلى والجرحى الذي وصفه بعض المعلقـين السياسيين بيوم الصواريخ الطويل الذي بدد الإنجازات التي يعتقد أن قيادة الجيش الإسرائيلي أرادت تحقيقها من وراء عملية الإنزال في الاراضي اللبنانية ليلة أمس الاول ، والتي تذكر بعمليات وحدة دورية الأركان الاسرائيلية الشهيرة التي تعمل خلف خطوط العدو. ولكن تجدد القصف الصاروخي من قبل حزب الله، بإطلاق نحو 200 صاروخ (حسب المصادر الإسرائيلية) و300 صاروخ حسب مصادر حزب الله، حتى الان في هذا اليوم، وبنوعيات مختلفة، وعلى مناطق لم تسقط فيها من قبل، سلب الأضواء عن عملية الإنزال التي يعتقد انها لم تحقق اهدافها. وأدت الصواريخ إلى مقتل إسرائيلي على الأقل واصابة 120 آخرين بجروح، ونشوب حرائق، وإحداث تدمير في الممتلكات. وتسابق الجبهة الداخلية الوقت لفحص أجزاء الصواريخ لتحديد طبيعتها وقدرتها التدميرية ونوعيتها. ويرتفع عدد الصواريخ التي أطلقها حزب الله على إسرائيل، منذ بدء الحرب إلى 1700 صاروخ، أدت إلى مقتل 19 إسرائيليا وفقا للمصادر الإسرائيلية الرسمية. الى ذلك قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في مؤتمر صحفي عقده في الرياض امس إن الوضع في لبنان يزداد مأساوية كل يوم، مطالبا بوقف فوري لإطلاق النار وتوحيد الخطاب العربي على الساحات الدولية ودعا الفيصل إلى تهيئة السبل للحلول السياسية عبر المفاوضات والتركيز على دعم استقلال لبنان وبسط سلطته الشرعية على كافة اراضيه تطبيقا لاتفاق الطائف الذي وافق عليه الشعب اللبناني وحظي بموافقة دولية. واعتبر الفيصل أن الحرب في لبنان وجميع أزمات الشرق الاوسط ناجمة عن الصراع الاساسي الاسرائيلي الفلسطيني، قائلا (( الولايات المتحدة لها دور اساسي في الوصول الى حل سلمي والدول العربية متوجهة لهذا الحل، ولكن للصبر حدود، انتظرنا طوال هذه السنين واجتهدت الدول العربية وقدمت مقترحات وقوبلت بالرفض الاسرائيلي.. إذا على المجتمع الدولي الان تحمل مسؤولياته اذا اراد عدم استشراء الصراع ي هذه المنطقة الحساسة الذي ستشمل بشروره العالم بأسره )) .وقال الفيصل" يتعين على المجتمع الدولي ان يتعامل بجدية مع مأساة الشعب اللبناني والفلسطيني نتيجة القمع والحصار والعقاب الجماعي الاسرائيلي والتعامل مع جذور النزاع وحلها، فالحلول المطروحة لن يتأت لها النجاح دون الحفاظ على وحدة الصف اللبناني والفلسطيني والامة العربية والتحدث عنها بلغة واحدة على الساحات الدولية " وفي ما يتعلق بالتهديدات التي صدرت عن بعض المسؤولين الإسرائيلين لسورية قال الفيصل إن أي تهديد لسورية وهي عضو في جامعة الدول العربية سيتعين على الدول العربية ان تقف إلى جانبها كأي بلد عربي، محذرا في الوقت نفسه ان انتشار رقعة الصراع في الشرق الاوسط سيؤثر بمجمل الأحوال على العالم بأسره وليس فقط في هذه المنطقة الحساسة من العالم".على صعيد متصل حققت المحادثات بين الاعضاء الدائمين في مجلس الأمن للتوصل الى اتفاق حول لبنان، تقدما من شأنه أن يعزز فرص اعتماد قرار دولي في وقت قريب . واعرب سفير بريطانيا في الامم المتحدة امير جونز باري في لقاء مع الصحافيين عن امله في ان يشهد اليوم الخميس مناقشة نص يسمح لنا بالتقدم ، مؤكدا توفر المزيد من الفرص لاعتماد قرار في مجلس الامن قريبا . فيما قال سفير فرنسا جان مارك دو لاسابليير : (( نحن نعمل بشكل جيد جدا، واصبحنا اقرب (من التوصل الى اتفاق)، اقرب بكثير)) . وافادت مصادر دبلوماسية ان تحركات دبلوماسية مكثفة جرت يوم امس لتجاوز التباينات الا انه لن يكون ممكنا عقد اجتماع رسمي حول لبنان قبل اليوم الخميس. من جهته اكد البيت الابيض اليوم ان الجهود الدبلوماسية حول الازمة في الشرق الاوسط قد حققت " تقدما حقيقيا" كافيا قد يؤدي الى اصدار قرار دولي يدعو الى وقف اطلاق النار في لبنان في غضون "ايام". وقال المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو "اعتقد انه من باب الاحتياط يمكننا ان نقول انها مسالة ايام، ولا استطيع ان احدد متى سيحصل ذلك، ان كان في نهاية هذا الاسبوع او في مطلع الاسبوع المقبل". وتلتقي تصريحات سنو مع ما اعلنته وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس حول املها في التوصل الى اتفاق للدعوة الى وقف اطلاق نار في غضون " ايام وليس اسابيع ". الا انها تتعارض ما مع اعلنه نائب رئيس الحكومة الاسرائيلي شيمون بيريز الذي اكد ان القوات الاسرائيلية قد تحتاج الى " اسابيع " من اجل تقويض قدرات حزب الله. وقال سنو للصحافيين : (( احيانا، تستغرق الامور اكثر مما نتمناه )) الا انه اشار الى ان رايس قد تلتقي الرئيس الاميركي جورج بوش في مزرعته في تكساس خلال عطلة نهاية الاسبوع كما قد تزور مقر الامم المتحدة الاسبوع المقبل. واكد سنو ان الدبلوماسيين الاميركيين يقولون (( انهم يعتقدون بانهم يحققون تقدما حقيقيا، ليس فقط من خلال مجلس الامن، ولكن بشكل خاص ايضا عبر العمل مع الفرنسيين بالرغم من استمرار وجود بعض التباينات )) .