كتاب »الخط الزمني لتاريخ الفنون والعمارة الإسلامية« للبروفيسور ناصر الخليلي يعد من الكتب النادرة التي تتحدث عن الفنون الإسلامية. وهو كتاب موسوعي لا يتوقف عند حدود السرد التسلسلي لتطور هذه الفنون الإسلامية وإنما يدخل تفصيلياً في أنواع هذه الفنون وعلاقاتها بالمناطق المختلفة التي انتشر فيها الإسلام.والجديد في الكتاب أنه يستخدم تصميماً حديثاً وأسلوباً طباعياً مميزاً لدمج السياق الزمني بالمعالم الجغرافية والأحداث التاريخية وأنواع الفنون في وحدة موضوعية هدفها تقديم صورة شاملة عن إنجازات الشعوب الإسلامية التي يصل عددها إلى أكثر من خمسة وعشرين ألف قطعة، بعضها نادر الوجود.والمنطق الذي انطلق منه مؤلف الكتاب يقوم على حقيقة أنه لم يكد يمر عدد من السنوات على وفاة النبي حتى كان الدين الإسلامي ينتشر من المحيط الأطلسي غرباً إلى بحر الصين شرقاً ومن افريقيا جنوباً إلى سيبيريا شمالاً. وخلال تلك المرحلة انضوت حضارات من خلفيات دينية وتاريخية وفنية مختلفة تحت جناح الدولة الإسلامية. وهكذا اكتسبت الثقافة الإسلامية تنوعاً شاملاً من المشاريع العمرانية الضخمة وصولاً إلى المنمنمات الفنية الدقيقة.وتعني عبارة » الفن الإسلامي« في شكل عام الأعمال التي ينفذها فنانون أو حرفيون مسلمون. أما كلمة »إسلامي« فلا تعني بالضرورة أن الفن يرمز إلى الدين، وإنما هو »إسلامي« لأن مفرداته الإبداعية تأتي من الفكر الفلسفي الإسلامي وفي أحيان كثيرة تكون مشبعة بالروحانيات الإسلامية. ولهذا فإن الخليلي يرى أنه »من الضروري التعامل مع هذه الفنون على أنها كل متكامل على رغم المحيط الجغرافي الواسع الذي أنتجت فيه، رغم تأثر الفنانين المسلمين بتقاليد الثقافات الأخرى وفنونها.
|
ثقافة
كتاب موسوعي يربط الفن الإسلامي بجغرافيته
أخبار متعلقة