عبدالرحمن السقاف
خالد قائد صالحعبدالرحمن السقاف قيمه إبداعية كبيرة ازدانت بانتاجاته الشعرية والأدبية وكتاباته الصحفية.. ووقفاته على خشبات المسارح وأمام شاشات التلفاز وميكروفونات الإذاعة.إنه من تتراقص بيده الأقلام بنشوة وإفتتان، رقة وحنان، صدق وإيمان هو مجموعة أحاسيس، الحب، هو المشترك فيها، والكره هو الإستثناء، أعماله عبارة عن سيمفونية موسيقية راقية، على إيقاعاتها تتراقص مشاعر المتلقي وبمضامينها تلتهب عواطفه.أعماله حصيلة مشاعر مبدع احترق كشمعة لايصال قيم الحب والجمال والخير إلى قلوب وعقول كل من أحبهم واحبوه وإلى أولئك المخدوعين بزيف الغرور والاستعلاء.عبدالرحمن السقاف أديب كوردة "وللوردة رأي آخر وكما هي الوردة تهدي جمالها وعطرها للجميع، هو كذلك ومثلما يشوه جمالها كل ما لاصلة له بالجمال يستفزه هذا التشويه ايضاً.انه الحب الذي لا يختص به شخص أو جماعة بل هو كما قال:كل دول الناس حياتي****كلهم أغلى أحبةوأنت تدري يا حبيبي****ان ده أصل المحبةهو العاطفة التي تتخيل بانه مهما بذل من جهد في حياته هذه ليوزعها على الجميع، فلن تكون كافية حتى له ولمحبوبه لذلك قال:لو بيدي يا حبيبــــــي****أشتي أكثر من حياةلي ولك نحياها فرحة****ما نعول باللي فـاتوان لم يوفق فهو كما قال "حظي كده"عبدالرحمن السقاف حياته تعني الإيمان والإيمان ليس بموهبته وقدراته فحسب لا "ومن صلى معي بعدي" كما قال.السقاف مبدع يختلف عن بقية المبدعين فهو حين يحب الحرف والكلمة التي ينتجها يقلقه بل يضبح مضجعه من يرى فيها قدراً من العيب أو القبح وهذا يبدو مشتركاً مع بقية المبدعين ـ لكن حين يحب السقاف كل حرف وكل كلمة وكل نغمة لمبدع آخر آمن بموهبته كبر هذا المبدع أو صغر وينتابه نفس القلق عليها، فهنا تتجسد عظمته الممتزجة بالحب الجارف والبساطة الراقية.عندما نقف أمام عبدالرحمن السقاف انما نقف أمام كتلة من الاحاسيس الصادقة يملؤها حلم لم يتحقق لشاعر ظل طوال عمره يغني ويحلم بالجمال الإلهي، جمال الأرواح الذي لا يستكشف إلا بعيون شاعر تفتش عنه في سلوك الناس وعلاقاتهم وعواطفهم، عندما تقف أمام عبدالرحمن السقاف، تقف أمام الدموع التي تنساب من عينيه قبل انسياب الكلمات لتعبر عن رقته، لان دموعه تستفزها كل كلمة أو عبارة أو مشهد لموقف إنساني أو منظر طبيعي دموع تنساب لبكاء طفل وآلام أم ودوس وردة وتظلم إنسان دموع تنساب رافضة للألم والظلم والتشويه.ان المبدع الحق هو من يختلف عن غيره شكلاً ومضموناً، وهو من يشدهم إليه باختلافه هذا، هو من يحلم حين ينامون ومن يبكي حين يظلمون، ويثور حين يستسلمون، ويكتب حين يجهلون ويتكلم حين يخرسون، ويربت على أكتافهم مبتسماً حين يتألمون، ويغني لهم حينما يكونون بحاجة لمن يرفه عنهم، وهو من يعلمهم الحب حين يدب بينهم الكره.فإن وقفنا على صفات كهذه فثقوا باننا نقف أمام مبدع اسمه عبدالرحمن السقاف.