من الأدب المترجم : قصص من الغموض
تأليف: ادجار الان بو الامونتيليدو : نبيذ اسباني فاخر ( المترجم ) لقد عانيت الكثير والكثير من فور تينيتو ولكن عندما حانت الفرصة لي لانتقم منه اقسمت بأني لن ادعها تفلت من يدي ولكني بالطبع لم اهدده بالقتل جهارا ، ولكنني انتظرت فرصتي للقضاء عليه بكل صبر لقد اردت ان اتجنب مخاطرة الفشل اثناء تنفيذ انتقامي وكان لنجاح انتقامي شروط ضرورية اهمها ان يعلم فورتينيتو بانه يعاقب ومن الذي سيقوم كما يجب عليه ان يعي تماما انه لن يستطيع ان يثأر لنفسه . استمرت معاملتي الطيبة ظاهريا لـ فور تينيتو كما كنت دائم الابتسام في وجهه ولم يكن هو يعلم باطن هذه الابتسامة . وبالرغم من ان فورتينيتو كان رجل يحترمه ويخشاه الجميع فقد كانت لديه نقطة ضعف واحدة وهي تفاخره بخبرته في النبيذ . فكان نادرا ما يتظاهر بالحكمة ولكنه كثيرا ما يتظاهر بخبرته في النبيذ وكنت اشاركه هذه الخصلة فقد كنت خبيرا بالنبيذ خصوصا الايطالي وكنت اشتري هذا النوع بكميات كبيرة كلما سنحت لي الفرصة . لقد سنحت لي الفرصة ذات مساء اثناء الاجازة فقد التقينا في الشارع وبالرغم من انه كان ثملا فقد رحب بي ترحيبا حارا وكان قد ارتدى ملابس خاصة لوليمة كان قد دعي اليها . فقلت له " عزيزي فورتينيتو كم انا محظوظ لالقاك اليوم لقد اشتريت اليوم برميل من نبيذ الامونتيليدو ولكن لدي بعض الشكوك حول مدى جودته " . فاجابني والدهشة تملئ وجهه قائلا " الامونتيليدو !!؟؟ برميل !!؟؟ وفي منتصف الحفلة !!؟؟. فقلت له " لدي بعض الشكوك ولقد تسرعت بدفع ثمنه كاملا بدون ان استشيرك حول مدى جودته ولكني لم استطع ان اجدك حينها " فقال بدهشة " امونتيليدو!! فقلت مكرراً لدي شكوكي واريد ان اتاكد من جودته " فقال بدهشة مكررا " امونتيليدو!!" . فقلت " بما انك لا تمتلك الوقت الكافي لمساعدتي فانا ذاهب الى لوتشيرسي استشيره بالموضوع " فاجاب بثقة " ان لوتشيرسي لا يستطيع ان يميز الامونتيليدو من غيره من النبيذ حسنا سارافقك الى مستودعك لمعرفة مدى جودته " فاجبته متظاهرا بشعوري بالحرج منه " لا ياصديقي لا استطيع ذلك لاني اراك مصاب بنزلة برد حادة كما ان مستودعي للنبيذ يقع في اسفل الارض وهناك الكثير من الهواء المشبع بالرطوبة مما يضر بصحتك . فاجاب بثقة لا عليك فانا لا اخشى نزلة البرد " فاستمر في الكلام وكانه يخاطب نفسه فقال " امونتيليدو !!؟؟ لقد خدعوك ؟ كما ان لوتشيرسي لا يستطيع ان يميز النبيذ الاسباني من الايطالي " .عندها امسك فورتينيتو بذراعي واخذ يجرني بسرعة الى منزلي وعند وصولنا لم يكن الخدم موجودين في المنزل فاخذت مصباحين من الطاولة وأعطيت واحدا لفورتينيتو وقدته خلال عدد كبير من الغرف حتى وصلنا الى مدخل يؤدي سلم ملفوف بشكل حلزوني الى اسفل فقلت له ان اسفل هذا السلم الحلزوني يوجد مستودع العائلة وكانت خطواته غير مستقرة كما كنت الاجراس تدق حول عنقه كلما مشى " فجاة صاح قائلا " البرميل " فأنفجر بعدها بسعال عنيف فاجبته " انه لا يزال هناك منذ متى اصبت بهذا السعال الحاد ؟ ولم يستطع ان يجيبني لعدة دقائق بعدها رد علي قائلاً " لا عليك " فقلت له متظاهرا ببعض من الصرامة والجدية " لن نذهب الى متجري في الاسفل سنعود لان صحتك لا تحتمل هذه الرطوبة وقد تزداد حالتك سوء يستطيع لوتشيرسي ان يساعدني ... وقبل ان اكمل كلامي رد علي بحدة قائلا " هذا يكفي ان السعال لا يعني لي شيئا كما انه لن يقتلني لن اموت بسبب السعال " فأجبته بسرعة نعم ان ذلك صحيح لم اقصد اخافتك ولكن يجب عليك ان تحافظ على صحتك خذ اشرب هذا سوف يشعرك ببض الدفء ويحمينا انا وانت من الرطوبة ففتحت عنق زجاجة من النبيذ كنت قد اخذتها معي واعطيتها له فاخذها مني مبتسما بعدها اخذ بيدي واستمرينا بالنزول للوصول للمتجر اثناء نزولنا للمتجر قال لي : ان متجرك كبير جداً . فقلت له " نعم ولان عائلتي لها اسم عريق في تجارة النبيذ فان هناك الكثير من انواع النبيذ في المتجر " ويبدو ان قولي هذا زاد من بريق عينيه واصلنا النزول للوصول الى المتجر ومررنا بالعديد من الحوائط الكبيرة كما مررنا بصفوف كثيرة من القناني والبراميل . فقلت " ان الرطوبة في ازدياد نحن الان اسفل قاع النهر " فاعطيته قنينة اخرى من النبيذ بحيث شربها بسرعة وبعد ان افرغها رمى بها الى اعلى قائلا " لنرى الامونتيليدو " . فاجبته " نعم الامونتيليدو نحن في طريقنا اليها " . استمرينا في النزول وعبرنا العديد من المداخل السفلية حتى وصلنا الى كهف عميق وكان الهواء فيه فاسدا بحيث ضعفت قوة المصابيح لدينا وفي نهاية الكهف ظهر لنا كهف اخر اصغر وكانت اطراف الحيطان مليئة ببقايا جثت بشرية بشكل متعامد مع بعضها البعض الى سقف الكهف كما كان العرف قبل سنوات عديدة وكان ثلاثة اطراف من ذلك الكهف الصغير مزخرفة بتلك الطريقة اما الجانب الرابع من طرف الحائط فكانت الجثت ملقاة بشكل كومة على جانبه كانت هناك فتحه صغيرة من الطرف الرابع للحائط بمساحة اربعة اقدام عرضا وستة الى سبعة اقدام طولا هناك وصل ضعف المصابيح للذروة بحيث لم نستطع ان نرى شيئا فقلت لـ فورتينيتو " هيا تقدم ها هو الامونتيليدو ان لوتشيرسي .. لم يدعني اكمل فقال بحدة : انه غبي " واستمر بالتقدم بينما بقيت خلفه وفي لحظة وصل الى الحائط ووجد صخرة بحيث شكلت عائقا له للعبور فوقف حائر ماذا يعمل بعدها مباشرة وانا من خلفه قمت بتقيده بالسلسلة بسرعة الى تلك الصخرة عن طريق احد الاذرع الحديدية الناتئة منها واخذت القفل منها بعدها قمت بقفل السلسلة بالمفتاح ونزعت المفتاح من القفل بسرعة كانت دهشته كبيره لما قمت به بحيث لم يستطع المقاومة بعدها تراجعت الى الوراء باتجاه المدخل قائلا بابتسامه متشفية " ساعمل الان كل ما بوسعي لمنع الهواء عنك في غرفتك الجديدة بدأ صديقي اللدود بالصراخ الهائج مما زاد من فرحي وسعادتي بعدها قمت باخذ العديد من بقايا عظام كانت متناثره في ارضية الكهف رميتها باتجاهه وقمت بعدها باخذ العديد من الحجارة والملاط وبعض الادوات وبهذه الاشياء بدأت ببناء حاجز حجري يسد المدخل عن سجن فورتينيتو بدأت ببناء الصف الاول من الحاجز وبعدها مباشرة الصف الثاني عندما سمعت صرخة شديدة اخرى قادمة من فورتينيتو في الداخل كان صراخه ممزوجا بصوت السلاسل التي كانت تقيده استمر صراخه لعدة دقائق توقفت عن العمل لبضعة دقائق لاستمع لصراخه وانا اضحك بشدة كم كان يشعرني ذلك بالسعادة والنشوة بعدها توقف صوت السلاسل كما هدأ صراخه عندها عاودت عملي لقد اتممت الصف الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس فالسابع لقد بدأ وان الحاجز قد اكتمل بناءه توقفت قليلا ثانية ودفعت مصباحي الى الداخل مسلطا الحزم الضوئية باتجاه فورتينيتو في الداخل بعدها عاود الاخير صراخه الجنوني وبدأ وان صراخه قد دفعني قليلا الى الوراء لبرهة ترددت وارتعشت لا ادري لماذا ولكنني تماسكت وواصلت عملي في بناء الحاجز الحجري لسجن فورتينيتو فقمت بعدها بتقليد صراخه ونحيبه وتوسلاته بطريقة ساخرة واخيرا توقف نحيبه . كان الوقت منتصف الليل عندما انهيت الصف الحادي عشر والاخير من الحاجز الصخري بعد بضعة دقائق بقيت حفرة صغيرة لسدها بحجرة ليكتمل الحاجز الصخري كليا وكانت هذه الحفرة مرتفعة جدا وقد جلهدت كثيرا لسدها كما كانت الحجرة الاخيرة ثقيلة جدا بحيث لم استطع رفعها بسهولة واخيرا وضعتها لسد الحفرة ولكن بعدها اتت ضحكة خافته من الداخل جمدت الدماء في عروقي وبعدها سمعت صوتا استطعت ان اميزه بأنه صوت فورتينيتو ولكن بعد ان ذهب عنه الخوف والصراخ كان الصوت هذه المرة مختلفا تماما عما كان عليه في السابق فقد كان هادئا وواثقا وكان يحمل نبرة ساخرة ايضا فقال الصوت بصورة ساخرة " ها ها ها انها نكته مضحكة مضحكة بالفعل حتى انت ستضحك منها فاجبته بصوت ملئ بالقلق والرهبة بعد ان نظرت حولي يمينا ويسارا " ماذا تقصد ؟ واي نكته هذه آآآآآهه !!!! يالي من غبي ومغفل لقد قمت بسجن نفسي بدلا من سجن فورتينيتو لقد تركني فروتينيتو ورحل وهو يضحك بشدة اما انا فقد ظللت اصرخ واصرخ ولكن ما من مجيب . ــــــــــــــــهوامش المؤلف : كاتب انجليزي المترجم : معيد في كلية التربية ( صبر ) الامونتيليدو : نبيذ اسباني فاخر الملاط : خليط من الكلس والرمل والماء يستخدم في البناء ( المترجم ) .