المضادات السورية تتصدى لطائرة استطلاع إسرائيلية
القدس المحتلة / بيروت / وكالات:كثفت إسرائيل غاراتها وهجماتها على بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان بعد ظهر أمس، فيما أكد حزب الله أن نحو 35 بين جريح وقتيل من القوات الإسرائيلية سقطوا بالمعارك التي تشهدها هذه البلدة منذ ثلاثة أيام.وقال تلفزيون المنار إن مقاتلي الحزب نصبوا كمينا في مدرسة بعيتا الشعب للقوات الغازية، تمكنوا خلاله من قتل وإصابة نحو 15 من قواتها. كما أكدت المقاومة اللبنانية في وقت سابق أنها تمكنت من إجبار الاحتلال على الانسحاب بعد معركة العديسة-كفر كلا التي تدور منذ ثلاثة أيام. وكانت الشرطة اللبنانية قد أعلنت في وقت سابق أن وحدات عسكرية إسرائيلية تقدمت مسافة كيلو متر على محور الطيبة - العديسة - كفر كلا، وأن تلك القوات تحاول التقدم داخل القطاع الشرقي من الجنوب اللبناني.وقد شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية فجر أمس غارات كثيفة على بعلبك بمحاذاة الحدود مع سوريا، وقالت دمشق إن مضاداتها تصدت لطائرات استطلاع إسرائيلية دخلت الأجواء السورية.كما أغارت طائرات إسرائيلية على منطقة الهرمل شمال البقاع التي ذكرت الأنباء ان آلاف السكان نزحوا منها. وقال قائد إسرائيلي كبير أمس الثلاثاء ان ألوفا من الجنود الإسرائيليين يقاتلون على عدة جبهات داخل لبنان.وأضاف البريجدير جنرال شوكي شاهور في شمال إسرائيل "لدينا حتى الآن حوالي ست عمليات جارية داخل لبنان... عمليات تقوم بكل واحدة منها قوات في حجم اللواء او حتى اكبر من حجم اللواء."وقال شاهور ان اسرائيل سيطرت على الجانب الاكبر من نهر الليطاني الذي يقع على بعد 20 كيلومترا من الحدود الإسرائيلية.وقال ان اجزاء من النهر الذي ينظر اليه على انه حد استراتيجي يمكن السيطرة عليها دون قوات برية وإنما من الجو وبالمدفعية الطويلة المدى.وفي وقت سابق حذر الجيش الإسرائيلي السكان في بعض المناطق شمالي الليطاني مطالبا اياهم بمغادرة منازلهم توقعا لتوسيع العمليات الجوية والبرية ضد المقاومة اللبنانية.وأكد شاهور ان اسرائيل ستستأنف الضربات الجوية الكاملة اليوم الأربعاء بعد تعليق جزئي للأنشطة الجوية لمدة 48 ساعة بموجب اتفاق لإعطاء المدنيين فرصة للمغادرة.من ناحيته أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أنه "يرى بداية لعملية سياسية ستفضي لوقف إطلاق النار على الساحة اللبنانية".وقال أولمرت إن "العملية خلقت معادلة جديدة في ميزان القوى بين إسرائيل وأعدائها ستقود إلى عملية سياسية تؤدي بدورها إلى وقف لإطلاق النار في إطار ظروف مختلفة تماما عن ذي قبل".وقال أولمرت في خطاب أمام دفعة من خريجي مدرسة غليلوت الحربية إن العمليات الإسرائيلية غيرت وجه الشرق الأوسط, معتبرا أن "حزب الله لن يكون بمقدوره تهديد إسرائيل بعد اليوم".كما أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلي أن إسرائيل لن تقبل بوقف لإطلاق النار قبل أن تتغير جذريا على الأرض الظروف التي أدت إلى "الحرب".وفي واشنطن عقد الرئيس الأميركي جورج بوش اجتماعا بالبيت الأبيض لبحث الموقف في لبنان بحضور وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي.وأعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي فريدريك جونز أن بوش يبحث عن صيغة لقرار يطرح على مجلس الأمن يدعو إلى وقف لإطلاق النار ويربط ذلك بخطة نشر قوات دولية على الحدود بين إسرائيل ولبنان.وقال جونز إن التحرك على هذا الصعيد بدأ بالفعل في نيويورك. من جهة أخرى أعلنت فنلندا التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي أن الاتحاد لا يعتزم إدراج حزب الله على قائمته للمنظمات الإرهابية في الوقت الراهن.وقال وزير الخارجية الفنلندي إيركي توموجا في مؤتمر صحفي عقب اجتماع طارئ لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل أنه "في ضوء الموقف الحساس فلا أعتقد أنه أمر سنبحثه الآن".كما قال وزير خارجية فنلندا إن "الاتحاد الأوروبي يتعين عليه أن يتبنى موقفا موحدا مجازفا بالإفصاح علنا عن الخلاف مع الولايات المتحدة التي تؤيد إسرائيل".تأتي تصريحات وزير الخارجية الفنلندي ردا على خطاب وقعه 213 عضوا من الكونغرس الأميركي وأرسل إلى خافيير سولانا منسق شؤون السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي يطالبون فيه أن يضيف الاتحاد حزب الله إلى قائمته الخاصة بالمنظمات الإرهابية.وقد فشل الاتحاد الأوروبي في التوصل إلى اتفاق على الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار مفضلا الدعوة إلى "وقف فوري للأعمال الحربية".وقالت مصادر دبلوماسية في بروكسل إن الرئاسة الفنلندية للاتحاد الأوروبي اقترحت على وزراء خارجية الاتحاد الدعوة إلى "وقف فوري لإطلاق النار" لكن بعض العواصم رفضت هذه العبارة، وخصوصا لندن وبرلين ولاهاي.وأخيرا اتفق الوزراء الخمسة والعشرون على عبارة اقترحتها لوكسمبورغ وتدعو إلى "وقف فوري للأعمال الحربية من جميع الأطراف بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار".وقال بيان الاتحاد الأوروبي في هذا الصدد إن أعضاء الاتحاد مستعدون للمساهمة بقوات لتشكيل قوة دولية لحفظ السلام في لبنان.من جانبها قالت مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي بينيتا فيريرو فالدنر إن مصداقية الأوروبيين في الميزان الآن.