إن اختيار الكلمة وابتداعها يمثلان الحرية ال لمطلقة والجوهرية للكاتب ويسمحان بالغاء الحدود الوهمية المتعلقة بالجنس وا لنوع من هذا المنطلق جاءت محاضرة حول اسهام الاديبات في قضايا المرأة.. للأديبة اللبنانية حنان الشيخ التي استطاعت ان تغوص في رواياتها داخل أعماق الإنسان كاشفة أوجاعه آلامه، راصدة المتغيرات في حياته، مما وضعها في مقدمة الكاتبات العربيات اللواتي يمتلكن الشجاعة الثقافية في مجتمع مازال يعاني من معضلة التحليل العلمي لقضايا السياسة والجنس والدين.وتحدثت حنان ا لشيخ حول صعوبة موضوع المحاضرة التي وصفتها بأصعب مخاطرة يمكن تحملها واسهبت في شرح حيرتها امام الدور الحقيقي الصحيح للكاتبات وهل هناك اختلاف في وسائل الكتابة؟مثل التعاطف والشفقة أو طرق للعثور على الأمل، والامان، والهوية والانتقام، والمواساة، والمواجهة وفي النهاية القبول.واضافت: لايمكنني التفرقة بين الرجال والنساء في الاسهام الابداعي.. مع بعض الملاحظات عن أديبات غربيات، وان عنوان المرأة الآداب، ربما يعني المرأة وما تحبه، أوالمرأة وما تكتبه أو المكتوب عنها أو ربما تعني الثلاثة معاً.وخوفها أن يكون التعريف بالمرأة والكتابة متفاوتاً عن الناس، مما دفعها للتردد في القاء تلك المحاضرة وقالت حنان امسكت نموذجاً للكرة الأرضية، ورأيت في جنوب لبنان الكاتبة زينب فواز، تتبعت خطاها من أرضنا الى مصر، بدأ من المحتمل أن تكون كاتبة زينت.. أول رواية عربية وعندما بحثت عنها، لم أجدها، هي كتبت ا يضاً انطولوجيا كلاسيكية لحياة النساء في العالم مثل حلمي للكاتبات وبين مصر ولبنان وجدت لبيبه هاشم رأيتها تكتب قلب الرجل سنة 1904، عندما قرأت ظهر غلاف الكتاب غمرتني بعض المشاعر لم أعرف أن كانت سعادة مختلطة بحنين الى الوطن أم بالفضول لم اتمكن من تحديد مشاعري حتى انتهيت من قراءة الكتاب.. واضافت ان تلك الرواية غاية في الحداثة لأنه وبعد 102 عاماً احتوي فيلم "وودي آلان" كثيراً من المفاهيم الموجودة بالرواية.وبدأت في سرد تأثير الكاتبات على الأدب على مر التاريخ جورج اليوت في ميدل مارشي " واميلي برونت" في مرتفعات وذرنج وليلي بعلبكي في أنا أحيا حيث كسرت القواعد وبدأت ثورة أدبية باحتوائها جملاً قصيرة كشذرات متطايرة في كل اتجاه، مع استخدامها لغة مجازية غير معتادة، ولطيفة الزيات التي صنعت شخصيات من لحم ودم في الباب المفتوح وعالية ممدوح في نفتالين وتوني موريسون في روايتها "محبوبة" حيث قال: يجب أن يكون الأدب جميلاً قوياً، وأيضاً مؤثراً يحتوي شيئاً مضيئاً يوحي بما هية الاختلافات لكنه لايبحث في حل المشكلات فهو ليس وصفة.ثم تحدثت عن الكاتبة المصرية / احسان عسال في رواية "بيت الطاعة" ونوال السعداوي مبتكرة العديد من الشخصيات احداهن فردوس ضحية أبيها، من كان يفضل بقرته عنها واجبرها على الزواج من رجل يكبرها بكثير فخرجت للشارع الذي أصبح مأواها وفي النهاية قتلت قوادها.ثم تحدثت حنان الشيخ عن الأدباء المهتمين بالمرأة في أعمالهم، مثل الطيب صالح في موسم الهجرة للشمال، وطه حسين في دعاء الكروان، واحسان عبدالقدوس الذي كانت كل بطلات رواياته من النساء، ويحيى حقي، وصنع اللّه إبراهيم في روايته "وردة" ومحمد شكري وبهاء طاهر في روايته "خالتي صفية والدير" ويوسف المحميد من السعودية في القارورة والحكيم الذي قال حول اختلاف كتابة المرأة عن الرجل إن كتابة رواية تحتاج التحمل والصبر اللذين تحتاجهما الحياكة في الحقيقة معظم قصص النساء تشبه شغل الابرة في براعة الصنع، والتفصيلات المسهبة المنمنمة وتحدثت عن الكتاب الروائيين في الهند وباكستان ممن تلعب المرأة دوراً رئيسياً في رواياته.وأنهت المحاضرة بتساؤلات : أسال نفسي مرة تلو الأخرى حول دور الروائيات؟ هل نحن حقاً نقول شيئاً جديداً؟ هل هناك موضوعات بعد للكشف عنها لاتزال مخفية عن البشرية؟ من ناحية الموضوعات تبدو محدودة، متضاربة اضطهاد ومآس وأفراح غيرة ، كلها واضحة كلها خبرناها نراها ونقرأها . اذن ماهو الجديد؟ لماذا على سبيل المثال نعلق على هذه الرواية أو تلك؟ انها صنعة الكاتب وقدرته أو قدرتها على الحكي بطريقة متفردة ساحرة، تشعرنا أننا لم نقرأ شيئاً مثلها من قبل، أظن ذلك تحقق بالتحديد للكاتب محمد البساطي في رواية "فردوس" التي اعتبرتها مثالاً لجمال النص، الذي يحوي درجة عالية من التناغم والتوافق في الكتابة.واضافت: عندما كنت أتحاور حول وجود دور للمرأة أو اختيار عنوان للمحاضرة حول اسهام الاديبات في قضايا المرأة اكتشفت أن الاديبات لم يستخدمن فقط البطلات في رواياتهن ، بل ينافسن الأدباء أيضاً في كل أنواع الأدب، حيث القين الضوء على كل مظاهر الحياة، والمجتمع سواء الحديثة أو شبه الحديثة، في مدن بقلب الصحراء أو الحضر، في مجتمعات مفتوحة، أو مغلقة أو خاضعة للقمع يتناولن الحب والجنس، وتعدد الزوجات والموت والشذوذ بنوعية، واليأس والفقر، وانهيار المجتمعات، ناقدات، يفحصن التاريخ وما يجب أن نتعلمه منه.* عن أخبار الأدب
|
ثقافة
حنان الشيخ: لا جديد في الكتابة سوى القدرة على الحكي
أخبار متعلقة