ها هوذا الجزء الثاني من كتاب الرمزية قد أبصر النور، حيث صور في حله قشيبة وبغلاف صقيل ، وصور لحيوانات موزعة هنا وهناك في ثنايا الكتاب، والكتاب من إعداد “ محمد عبدالله ابوبكر “ (البكري) كبير المحاسبين في مصفاة عدن منذ 1998م، وحتى كتابة هذه الأسطر، بيد أن مشاغله الوظيفية لم تمنعه من أن يوفر وقتاً يزجيه في البحث في مظان الكتب عن القصص، والحكم ،والأشعار التي تحمل مضامين جميلة وقيمه، تهذب أخلاق الصغار وترتقي بهم معرفة وسلوكاً .وكما ذكرت لكم أعزائي القراء حين حدثتكم عن الجزء الأول قبل نحو عامين على ما أتذكر ، فإن إعداد الكتب ليس بالأمر الهين ذي الطريق السالكة ، فلا يدورن بخلدكم أن الجهد اليسير ، والوقت القليل يمكنان الواحد منا من إنجاز “كتاب” ما ، إعداداً ، لاسيما إذا كان هذا الكتاب كتاباً موجهاً للأطفال أو الفتيان ، ولهذا أجدني أثنى على ما جاء في هذا الكتاب وعلى صاحبه، ليقيني أن إعداد الكتاب ما كان تمراً يؤكل بل كان دونه خرط القتاد ولعق الصبر . ولم يكتف ( البكري ) بالاقتباس طريقة لإعداد كتابه هذا، ولم يقم – بلغة الحاسوب - بعملية ( قص ، لصق )، ولكنه أعاد صياغة كثير من القصص التي قرأها ، واطلع عليها، فشابه فعله فعل النحله التي تمتص رصيق الأزهار لتخرجه لنا شهداً سائغاً شرابه .لقد مرر ما جادت به عقول الأولين عبر مصافي التكرير والتنقية ليبرزها للقراء ،وقد غدت قصصاً سهلة في كلماتها ، سلسلة في صياغتها، حسنة السبك وممتعة الصحبة . ولقد استفاد كثيراً من تجربته السابقة في إصدار كتابه الرمزية الجزء الأول حيث اختفت في الجزء الثاني – الأخطاء اللغوية، إملاءً ونحوا، كيف لا وهو الذي أوكل التصحيح والمراجعة إلى الدكتور مبارك حسن الخليفة الشاعر والأديب السوماني الغني عن التعريف وإلى الأستاذ القدير نجيب يابلي . ولقد جاء الإخراج، وكذا الطباعة على أحسن ما يمكن أن يرتضيه الواحد منا لكتابه .وإن كان لي من مأخذ، فالكمال لله وحده، فهو إعادته لصياغة أنشودتين تعلمناها في سني الابتدائيه، وكانت من أجمل ما علق بذاكرتنا نظماً، فإذا بهما قد أضحتا في الكتاب نثرية الصياغة ، ورأى – وهو رأي شخصي لا ألزم به أحدا – إنهما لوظلتا على حالتهما الأصلية لكانتا أجمل وأبدع بل وأبلغ ، أما الأولى فهي ( النملة وجبل المقطم ) وأما الثانية فكانت ( الريح والعصفورتان ) وعلى كل حال فإن الكتاب – والذي لا أدري لماذا يصر ( البكري ) على إطلاق صفة الكتيب عليه – يظل إضافة جميلة ومفيدة إلى المكتبة اليمنية والعربية . بقي أن تعرفوا أعزائي أن الكتاب قد جاء في (131) صفحة من الحجم المتوسط وقدم له الشاعر والأديب عبدالله باكداده مدير عام مكتب الثقافة في عدن, وصدر بدعم من الأخ المدير التنفيذي لشركة مصافي عدن (فتحي سالم علي) كما ورد في كلمة البكري التقديمية . كمال محمود علي اليماني
|
ثقافة
البكري في كتابه (الرمزية )
أخبار متعلقة