مؤسسة إنسان وبيت الأسرة تفتح أبوابها وتروي حكايتها لـ ( 14 اكتوبر )
إستطلاع / هبة حسن الصوفي -تصوير / عبدالواحد سيفيبدأ الإنسان صغيراً ولكنه بطموحه وقوة إرادته يكبر، ما من إنسان على وجه الأرض يستطيع أنْ يعيش من دون الحب والعطف والحنان، وإذا افتقده لعاش الإنسان في وحشية قاتلة ومريبة وهناك أشخاص تمتعوا بهذه النعمة وهناك أشخاص افتقدوها وأصبحوا باحثين عنها في معترك الحياة بكل السبل.ونحن نعرف جيداً أنّ ((اليتيم)) هو الشخص الوحيد بأمس الحاجة للرعاية والعطف والاهتمام ولا ننسى قوله تعالى ((فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر وأما بنعمة ربك فحدث)) صدق الله العظيم.وكما لوحظ في الآونه الأخيرة انتشار ظاهرة التشرد، وتشرد الأيتام أيضاً في الشوارع وتعرضهم للفقر والجوع والمرض ولكل ما يخدش الحياء العام ولكن لكل ظاهرة أو مشكلة حل.فقد افتتح كثير وكثير من المؤسسات والجمعيات الخيرية للحد من هذه الظاهرة المؤلمة والحفاظ على هؤلاء الأطفال الذين هم عماد المستقبل وهم الشمعة التي تـُضاء بها الليالي الظلماء.ونحن في صدد حديثنا عن المؤسسات والجمعيات الخيرية التي كان لها الدور الفعال من حيث دعمها لهؤلاء الأيتام وإنقاذ حياتهم من الهلاك وتعتبر مؤسسة إنسان وبيت الأسرة من أبرز المؤسسات التي استطعنا أن نتعرف على نشاطها وما تقدمه من أنشطة وبرامج وفعاليات وهذاهو هذا الوجه الخارجي ولكن زيارتنا هدفت إلى أنْ نتعرف من الداخل وعن كثب حتى نلامس مشاعر من وجدوا في هذا البيت الذي يعتبر الفرع الثالث ((اللبنات)) في عدن وكان لنا هذا اللقاء مع الأخت / رويدا عبده حزام ـ مديرة مركز بيت الأسرة ((عدن)) حيث قالت :[c1]رعايتنا للأيتام رعاية شاملة وكاملة[/c]هذا المركز تمّ افتتاحه في 15 / 8 / 2007م المنصرم، ويعتبر ثالث مركز للمؤسسة وقد اعتنت هذه المؤسسة برعاية الأيتام رعاية شاملة وكاملة وقدمت لهم الخدمات الجليلة المتميزة التي تليق بآدميتهم، ومؤسسة إنسان هي الرائدة في اليمن، وفي هذا البيت العديد من الأنشطة وخصوصاً في الجانب التعليمي والصحي، وهذه المؤسسة تهتم بالأيتام في تلبية احتياجاتهم العقلية والبدينة والروحية، وتمّ اختيار تسمية هذا الدار ((بيت الأسرة)) حتى لا نشعر الأطفال الموجودين بأنهمّ في مكان مغلق وخاص بهم على العكس، يتم معاملتهم معاملة طبيعية جداً، وكأنّهم وسط أهلهم ولا نشعرهم بأي نقصٍ أمام الآخرين، وقد نجحنا نجاحاً كبيراً أننا استطعنا خلق الأجواء الملائمة والظروف السوية لمعايشة الأطفال ودمجهم مع بعضهم البعض على الرغم من اختلاف بيئاتهم ومناطقهم فاستطعنا إسعاد كل يتيم في البيت.[c1]الأيتام والتأقلم في بيت الأسرة[/c]قالت الأخت / بيداء أحمد دحمان الاختصاصية النفسية في (بيت الأسرة) بأنّ هناك حالات مختلفة قد وصلت إلى هذا البيت، والذي أصبح عددهم (13 طفلاً يتيماً) وتبلغ أعمارهم من 3 سنوات إلى 13 عاماً، لا ننكر أنّه في بادئ الأمر، وجدت هناك بعض الصعوبات من قبل الفتيات والمربيات في هذا البيت، ولكن مع الوقت استطعن التأقلم والحياة الاعتبارية في البيت، وعدم تقبلهن في البدء ونفورهن ونفسياتهن المضطربة كان أمر طبيعياً جداً، لأطفال جاءوا من مختلف المناطق ومن بيئات مختلفة، ولكن مع الوقت زال شعور الخوف عندهن وأصبحن يمارسن حياتهن الطبيعية، فإنّهم في بيتهن، الذي ساعد في هذا التغيير هو وجود الآليات والبرامج المقامة من هذا البيت والمكتبة الموجودة وتأهيل الفتيات تأهيلاً علمياً ومهنياً، هذا ما ساعدهن في تغيير نفسياتهن إلى الأفضل، وأتمنى أن يصبحن فتيات اليوم وأمهات الغد.[c1]امهات بدائل الأمهات الحقيقيات[/c]من ناحيتها قالت : نادية علي القواس ـ مشرفة النشاطات في مركز ((بيت الأسرة)).. نحن نعتبر أنفسنا في هذا البيت، ليس مجرد عاملات أو مربيات يأتين في وقتٍ محدد لمهام محددة ويغادرن البيت بل على العكس، نحن أمهات بديلات عن أمهات حقيقيات لكل طفلة، فقدت حنان أمها، وعلى الرغم من اختلاف مهامنا في البيت، ولكن نحن نعمل بشكل متكامل ودوري حتى أننا نترك منازلنا للبقاء مع أي طفلة بحاجةٍ لنا ولا نقص في أي واجب يحتم علينا ولم ينحصر عملي كمشرفة فقط على الأنشطة، ولكن إشرافي لهم بشكل عام ومتابعتهم بكل شيء سواء كان في سلوكهم داخل البيت أو في الشارع أو في المدارس.وللعلم بأنّهن يدرسن في مدارس خاصة، وعند تفاعلهن بكل حب وحنان ونتيح لهن كل سبل الترفيه، ولا نجعلهن يشعرن بلحظة أنّهن ليس كمثلهن من الأطفال، فنتركهن يمارسن حياتهن بشكل طبيعي جداً، يتمتعن بوقتهن مع أصدقائهن في المدرسة.وقد استطعت أنا وطاقم العمل بأنّ كل منا أن تكون أم حقيقية لكل يتيم أو يتيمة في هذا البيت لمعرفة ما بداخله، لأنّ هناك بعض الأطفال الذين هن من الفتيات اللواتي دائماً يعترضن على كل شيء ولم يتقبلن الوضع الجديد، مع مرور الوقت استطعنا بفضل الله أن نقرب كل طفلة، ومن المميزات التي تمتاز بها المؤسسة هو جسر التواصل بين الأيتام وأقاربهم حتى ولو كانوا في أماكن بعيدة فإننا لا نحرجهم لحظة اللقاء فيما بينهم وأسأل الله العلي العظيم أن يقدرنا على عملنا هذا ونستطيع تعويض كل يتيمة فقدت حنان أمها.[c1]المؤسسة في عيون أبنائها[/c]كما ذكرنا سابقاً بأننا نستطيع الوصول إلى قلوب هؤلاء الأيتام حتى نلامس مشاعرهم الإنسانية، وعن قرب قالت الطفلة شادية محمد بان مؤسسة إنسان هي التي كفلتني وتربيني تربية حسنة.وقالت سيئون محمد : مؤسسة إنسان أحبها جداً، وأحب بيتي (بيت الأسرة) لأنّها هي التي حمتني من التشرد والضياع وأطمح أنْ أكون طبيبة في المستقبل.وقالت وداد عبدالله : المؤسسة هي التي ربتني وكفلتني وعلمتني الأخلاق الحسنة وأطمح أنْ أكون ذكية في المدرسة وفي مؤسستي.