دمشق / متابعات : توفي في دمشق يوم أمس الأول الأحد الكاتب العراقي مهدي علي الراضي عن 56 عاما بطريقة لم تكن متوقعة أبدا أن يموت بها وهي الانتحار. تنقل الراضي بين بغداد ودبي ودمشق ومشيغان ثم دمشق حيث مات فيها بعد رحلة طويلة بين الأدب والصحافة التي أكسبته أعداء أكثر من الأصدقاء بسبب التقلبات السياسية أو المزاجية لممولي الصحف التي أسسها أو عمل فيها. خاض الراضي حروبا كثيرة مع شيوعيين أو بعثيين حيث تنقل دون أن ينتمي رسميا بين هذين الحزبين في العراق ودمشق. وكان كثير الثقة بنفسه حد إثارة حنق الآخرين.. قدم من مدينة الثورة ببغداد التي نزح إليها أهله من محافظة العمارة جنوب العراق إلى دبي نهاية السبعينيات حيث عمل مع جمعة اللامي في صحيفة البيان ثم انتقل لدمشق التي شهدت معظم حياته الأدبية والصحافية إذ أسس فيها جريدة صوت الرافدين وترأس تحريرها عام 1983 قبل أن يدب الخلاف بينه وبين جبار الكبيسي مسؤول مكتب شؤون العراق وعضو القيادة القومية لحزب البعث في سورية. وساهم بتأسيس جريدة بغداد المعارضة للنظام العراقي ودار مكتبها في دمشق عام 1992. ثم هاجر إلى الولايات المتحدة الأميركية عام 1997 عبر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في دمشق فأسس في مدينة مشيغين جريدة (الأسبوع) باللغتين العربية والانكليزية عام 2001.لم يكن مهدي مهتما بتكوين شخصيته الأدبية بالرغم من كتابته عدد من الروايات والقصص والمسرحيات لكن طغت رواية “حفلة إعدام .. الدعوة عامة “ (1988) في دمشق على نتاجه الأدبي الذي توج بفوز روايته (العراق المهجور) عام 2001 بجائزة دار (Bood Locker) للأعمال الروائية عبر الانترنيت في اميركا. لمهدي علي الراضي مواقف إنسانية، وان غلبت عليها مشاكساته، متأتية من تربيته الجنوبية؛ إذ يذكر عدد من العراقيين المقيمين في دمشق خاصة في الثمانينيات قصة زواج مهدي علي الراضي وفي ليلة زفافه في بيت بالأجرة صغير بإحدى حارات دمشق طرق آخر الليل بابه الشاعر ادم حاتم الذي يبدو لم يعلم بعد أن مهدي تزوج هذه الليلة طالبا منه مأوى له فقد ضاقت حارات دمشق عليه وما كان من مهدي إلا أن يرحب بصديقه وابن مدينته ليبات ليلته ويفوت على مهدي فرحه بليلة زواجه.أكثر المقربين من مهدي علي الراضي كانوا يتوقعون أن تكون نهايته بتشمع الكبد الذي كان يطل من نوافذ عينيه بازار اصفر. ولم يكن احد يتوقع لمهدي ميتة المنتحرين التي ربما تبعث أكثر من تساؤل وشك حول أسبابها. لكن لو قرانا جوابه على سؤال لجريدة الصباح البغدادية عن سبب عدم عودته للعراق الآن ربما يبعد بعض هذا التساؤل “ اذا عادوا ماذا يفعلون، أعطني مبررا واحدا للعودة، فها انأ أمامك وبعد كل الانجازات الإبداعية كانت أم الإعلامية أو النضالية ذلك لأني لم يفتني مؤتمر واحد من مؤتمرات المعارضة العراقية، إلا وكنت في قلب حدثه الإعلامي متابعا ومنفذا منذ بداية الثمانينيات وحتى سقوط النظام، الكل يعرفني من رئيس الجمهورية إلى السيد مسعود البارزاني كما يعرفني جيدا الدكتور إياد علاوي باعتباري كنت الحاضنة لجريدة بغداد من عددها الأول وكذلك كنت المبادر بنشر برنامج الوفاق الوطني العراقي الذي تسلمت نسخة منه من الأستاذ شكري صالح زكي يعرفني الإسلاميون والدكتور الجلبي وأعضاء المؤتمر الوطني العراقي ومع هذا فأنا ومنذ ثلاثة أشهر، اطرق الأبواب ولا من مجيب حتى أن الذي يفترض انه اقرب الناس إلي، فضل الموجود على الوجود وان الذين خرجوا من الباب دخلوا من النافذة، لذا فنحن بينهم غرباء وكأننا حيتان نريد ابتلاعهم، لأنهم لم يعرفوا بان الذي نحمله هو فقط الحب لهذا الوطن، الحب في ان تسهم بالبناء لا بالانتقام كما يخيل لبعضهم ذلك لأننا لسنا ضدهم إنما ضد نظام دموي فكيف تريد أو تطالب بعودة المغتربين والدولة وكذلك الأحزاب ليس لديها بالأساس أي برنامج لاحتوائهم، لا بل الإفادة من كفاءاتهم، لذا ترى المثقف ما ان يحط الرحال في البلد، حتى يسارع بالعودة إلى المنفى مفضلا الغربة على الوطن الذي لم يحترم لا إبداعه ولا نضاله”.ترى هل كان يأسه من فتح اي باب طرقه بعد فتحه أبوابه لكثيرين سببا في انتحاره وتدوينه ورقه يحـّمل فيها نفسه مسؤولية موته في منزله بريف دمشق في جديدة عرطوس؟كان مهدي علي الراضي عضو اتحاد كتاب العرب وعضو اتحاد الصحفيين العرب.[c1]مؤلفاته: [/c]حلم يوم ما .. 1978 بغداد.مدن الشمع ..1980 منشورات وزارة الثقافة العراقية بغداد .بيان الحب والعذاب دار الجليل 1982الجنرال والعندليب - مسرحية نشرت في مجلة الكفاح العربي . بيروت .1983حكايات للمدى - عشر طبعات - منشورات دار الجماهيرية الليبية - 1984.حفلة اعدام ..الدعوة عامة .. دمشق 1988.سيدي الكلب .. ليبيا 1992 .مسرحية الولد المدلل بالاسشتراك مع عبد الرزاق جعفر.رواية العراق المهجور 2001 مشيغن
|
ثقافة
وفاة الكاتب العراقي مهدي علي الراضي مشنوقا
أخبار متعلقة