نجوى عبدالقادران سلامة موسى او رائد الفكر العلمي كما يسميه بعض النقاد ، الذي كان يدعو في سنينه الاولى الى الاتجاه نحو الغرب وحضارته ، عاد بعد ذلك ليقول : " انه ليس من عشاق هذه الحضارة لانها حضارة عدوانية استعمارية " . هذه النظرة نحو الغرب هي التي دفعت بمؤرخ كبير مثل ارنولد توينبي لتفسير سر الكراهية والعداء الموجه دائماَ للغرب ويحاول ان يفسر هذه القضية على ضوء الماضي فيرى ان حكم العالم على الغرب له ما يبرره خلال فترة تقرب من اربعة قرون ونصف فقد دلت خبرة العالم بالغرب انه كان المعتدي على وجه الاجمال . وفي محاضراته التي القاها في منتصف القرن الماضي بالقاهرة عن الوحدة العربية يقول توينبي : " ان الدوافع السياسية التي تدفع بالعالم العربي في طريق الوحدة قوية جداً ولكن هناك عقبات في طريق الوحده ، ولنبدأ بالحديث فنقول : ان كل دولة عربية استقلت حتى الان كانت خاضعة سلفاً للسيطرة الاجنبية تفاوتت تفاوتاً بيناً ويرجع التمزق في الدولة العربية والحدود المصطنعه بينهم لما رسمته بريطانيا وفرنسا لتتناسب مع المصالح البريطانية والفرنسية ولم ترسم من اجل المصالح العربية واحتياجاتها ... " ان المتتبع لانتاج توينبي يرى ان ما قاله وكتبه في سنواته الاخيرة كان اكثر فهماً ووعياً لمشكلات الشعوب وتعاطفاً معها ، حيث يعلن في شجاعة ادانة الغرب ازاء قضية فلسطين ويقول : ان المنطقة التي تقع فيها دولة اسرائيل كان يجب ان تؤخذ من الاوربيين لا من العرب ، فدولة اسرائيل الجديدة كان يجب ان تقتطع من وسط اوربا لا من فلسطين العربية وان مسؤولية بلادي " انجلترا " ترجع الى ما قبل نكبة فلسطين فهي الحكومة التي اصدرت وعد بلفور وكان لها القول الفصل في وضع صك الانتداب الذي ظلت انجلترا تحكم بمقتضاه منذ عام 1922م وقد خلقت آمالا في اذهان عرب فلسطين وفي اذهان الصهاينة تتعارض بعضها مع بعض ان الاوضاع الراهنة في فلسطين تثير الالم ولكن اللاجئين لم يتنازلوا عن حقوقهم فما زالوا اصحاب الحق الشرعي في ديارهم وممتلكاتهم ومازال لهم الحق في ان يعيشوا في ديارهم وبلادهم وفي اعتقادي ان اية محاولة لتسوية قضية فلسطين لن تحرز نجاحاً اذا لم تحقق حقوق عرب فلسطين العادلة " . وفي حوار بين عميد الادب العربي الدكتور طه حسين والمستشرق الفرنسي " جاك بيرك " نشرته صحيفة الاهرام في 15/12/1967م يقول جاك بيرك : " ان الصهيونية قامت على خدعة كبرى وهي انها حولت الشعور الديني الى تعصب قومي توسعي ..! " ثم يطرح الدكتور طه حسين سؤالاً : " اليهود يعلنون باستمرار ان فلسطين كانت وطنهم منذ الاف السنين فهل صحيح ان اليهود الذين يعيشون الان هم بنو اسرائيل ..؟ ويجيب الدكتور طه حسين نفسه على السؤال : " الذي استطيع ان اؤكده هو ان اليهود يتحدثون عن التوراة ولا اعرف كتاباً ذكر اليهود بالشر مثلما ذكرتهم التوراة .. ! . ويؤكد المستشرق الفرنسي جاك بيرك رأي طه حسين قائلاً : " هذه واقعية وهامة جداً " ثم يتساءل طه حسين : - اين هم بنو اسرائيل الحقيقيون الان . ؟ - انهم غير موجودين ! وانا لا اعتقد ان هناك يهودياً واحداً من بني اسرائيل يعيش الان على ظهر الدنيا.. " ان وزر الغرب الاستعماري لعظيم فهو الذي زرع هذه القوة الغاشمة في كياننا العربي عندما التقى مصالح الصهيونية والاستعمار فاقاموا ذلك الحاجز البشري العنصري في فلسطين ليمنع من قيام وحدة عربية ويبقى الوطن العربي في حالة التجزئة التي تخدم مصالح الاستعمار واحتكاراته .
|
ثقافة
وزر الغرب
أخبار متعلقة