الكـــنـــز ..
د . علي عبدالكريم اقول لمن اخرج الكنز والى من تبقى ممن شاهدوا تلك التحفة الرائعة في السبعينات وعلى مداري صهاريج عدن الخالدة وضمن لوحة آخاذة واضاءة مبهرة وتجسيد لمعان تغنى لمسرحية الكنز . تعالوا بنا الى لحظة تقابل فيها الزمان الذي كان فيه تجسيداً لانسان ومعانٍ ومدى كان فيها وجوداً محايكاً لافعالنا وافكارنا التي تنتج منها صفا المودة والاخاء وتخرج فيها من امهات العقول ما يمكن في الارض لينفع الناس خيراً وذكرى . تعالوا بنا نتذكر ايام ماكنا وكان الزمان رفيقاً بنا بأعمالنا لكل الاحاسيس التي تعبر عبرها كل الشواطىء وعلى قوارب نمسك جميعاً بمجاديفها وكنا وكان المدى ملك لمن يصنع الحلم فجراً يغذي تباشير فجر المسيرة بصدق المواقف ونبل المعاني التي تعطي الوجود انساناً على قاعدة وكيان وفعل وقول امين . تعالوا بنا فيما تبقى من سويعات الزمان نزف الى فيصل في متواه فصول كل تلك الذكريات عن مسرح الحياة اجاد فيها طيب الله تراه صوغ المعاني النبيلة التي تصنع في كل كنز مأثره . ويا ايها الفيصل لك الراحة الابدية فقد تركت دنيا الشقاء والمعاناة والكذب والتملق والنفاق .. واية يا فيصل رحلت نعم رحلة بعيدة وتلك حكمة الباري وهي حق على الجميع اذ هي الحقيقة التي لانزاع فيها .. ويا راحلي العزيز لا اعتراض لنا في حكمة الباري بعد ما فارقناك ولكن نعترض كما يقول شاعر مصر الكبير الراحل فؤاد قاعود : أنا باعترض على الباطل المطلوق سراحه والحق متكثف بجنزيرحديد وباعترض على قلة البركه في كل ايد وبأعترض على قسمة المخاليق . حراس وسادة وعبيد . وازيدك القول في متواك الاخير وانا في غاية الحزن حيث فارقتنا وقت كنت خارج الوطن امحو جزء من كآبة الحياة ازيدك القول وانت الذي تعاملت مع الدنيا على انها مسرح كبير تعلي من تشاء وتحط قدر من تشاء ولله في عباده شئون كنت تعشق المسرح لانك محب للحياة رغم قساوة ومرارة ظروفها التي عشت واناسها حين تصيبهم تخمة الجاه والسلطان يتجاهل الاخرين وركنهم على رفوف الزوايا المعتمه من تاريخ بلادهم واوطانهم . واعود ختاماً وانا اودعك الوداع الاخير اناجيك واقرأ على مرقدك بعض من كلمات صاغها شاعر العامية المبدع الراحل فؤاد قاعود حيث يقول : انا باعترض على الهوا لما يكون مقصور على الشرفات وباعترض على الميه اللي مترضاش قمتي في العالي وباعترض ع الشمس لما توزع ضوءها من غير عدل وتطل على القصر بس وتهمل الاكواخ انا باعترض على ندوة المحاسيب لما يكون الرأي خدام مصالح وباعترض على خمس ميت طالح وختاماً ايها الراحل العزيز دعني اقول كلمة للزمن الباقي وللقائمين على ادارة شؤونه وشؤون افراده .. حافظوا على ما تبقى من كنوز الوطن حيث لا يفيد العزاء لمن مات مقهوراً في ظني تناساه واهمله لك الراحة الابدية ايها الراحل العزيز .