لقد اهملت ادارة الثقافة في محافظة لحج الكثير من الابداعات الثقافية الادبية والفنية التي هي تاج يتلألأ على رؤوس المبدعين وبالذات في مدينة الحوطة عاصمة لحج.. هذه هي حوطة الفضائل كما اطلق عليها شاعرها (صالح سعد سالم) من العشرينيات الى الاربعينيات او حوطة ذي الجفار كما اطلق عليها شاعرها واديبها وفنانها احمد فضل بن علي القمندان .. هذه المدينة التي هي مزار لكل الادباء والفنانين من مناطق الجنوب العربي والبعض استقروا وعاشوا فيها، ومزار للمثقفين من الوطن العربي يستقصون شعرها وشعراءها، وفنها وفنانوها، ويتفقهون من علمائها كالاديب امين الريحاني صاحب كتاب (ملوك العرب) هذه المدينة التي تعرفها كل الجزيرة العربية والخليج ولقرون من الزمن هي ام الابداع والمبدعين وسمعت في الاقطار العربية وربطت معها علاقات ثقافية، وتحملت تعليم ابنائها بل كل ابناء السلطنة العبدلية كمصر والسودان والعراق الى اواخر الستينات من القرن العشرين الماضي.من ذا الذي لايعرف ان لحج ولقرون من االزمن بانها ام الجمال الطبيعي الخلاب تحيط بها البساتين والوديان كجناين الحسيني واحيط الحبيل وحيطة لكرود وآل شاكر، تفوح روائحها الى خارج المدينة بعدة كيلومترات .. وقد قال ذات يوم فيلسوف اليمن وشاعرها عبدالله البردوني انه كا يشعر ويشم رياحين الفل والكاذي الممزوج بروائح فواكهها الكثيرة على بعد عدة كيلومترات . اما اليوم لايشم اي شيء من تلك الرياحين ، هذا قول الشاعر رحمه الله في السبعينات.نعم هذه لحج ام للجمال الطبيعي وام الابداع الادبي والفني واسألوا الشعراء ان شئتم احمد فضل بن علي (القمندان) ومن قبله فضل ماطر (باجبل) ومن بعدهما الاستاذ صالح الفقيه والاستاذ عبدالله هادي سبيت والفنان فضل محمد اللحجي والشاعر الشعبي الساحر مسرور مبروك والفنانان احمد يوسف الزبيدي واخيه صالح الزبيدي والاديب والشاعر الشعبي علي عوض مغلس والفنان صلاح ناصر كرد، والفنان محمد سعد الصنعاني وامه (ردينة) وقبل كل هؤلاء الاديب والشاعر الفحل صالح سعد سالم ووالد الفنان محمد سعد عبدالله وامه المقهوية ومن بعدهم الاديب والشاعر صالح مهدي بن علي، والشاعر والملحن عبده عبدالكريم والشاعر المحلتي، وقد توارث هذا الادب والفن ابناء لحج ووجدنا على العرس الفنان الكبير سعودي احمد صالح، والفنان الاستاذ حسن محمدعطا والفنان محمد صالح حمدون والفنان عبدالكريم توفيق وفيصل علوي، والشاعر عارف كرامة، والشاعر خالد محسن (الحوت) والشاعر علي حامد والشاعر بن مشبح وغيرهم كثير ممن عطروا المدينة بماء الورد، وبخروا الحواري وشوارع الحوطة بالعود والند.واليوم يذكرنا الفنان الكبير سعودي احمد صالح في مقابلة له في (الايام) ان ادارة الثقافة في محافظة لحج لم تنتج شيئا للمحافظة بقوله للاسف الشديدلم احصل على اي تكريم من قبل الدولة حتى في صنعاء عاصمة الثقافة العربية عام 2004م وحرمت من المشاركة بهذا المهرجان الكبير.وفي الواقع لم يحرم سعودي احمد صالح الفنان الكبير لوحده بل اقصيت لحج كلها من هذا المهرجان عن بقية المحافظات بمؤامرة من مدير عام الثقافة بدعوة بان لحج ليس فيها اي فن او ادب .. وهذا بهدف الحصول على مخصص القافلة الادبية والفنية والمفترض طلوعي الى صنعاء في شهر يونيو 2004م وفق برنامج المهرجان.وللغرابة ان يوم اقرار المدير العام للثقافة بلحج كان هو يوم التدشين لافتتاح المهرجان في يناير 2004م هو نفسه يوم تكريم ثلاثة من مبدعي لحج ادباً وفناً فقد كرمت وزارة الثقافة كل من الاديب الفنان الاستاذ عبدالله هادي سبيت، والفنان والشاعر الامير عبده عبدالكريم والفنان المطرب فيصل علوي .. فكيف اذاً يقر مدير عام ادارة الثقافة في لحج انه لايوجد اي فن في لحج، وكيف يقبل هذا الاقرار من قبل وزارة الثقافة والغرابة الاكثر قد احتج في حينها بمذكرة رفعت للاخ الامين العام للمجلس المحلي في المحافظة بتوقيع اكثر من سبعين مثقفا ولكنها في سلة المهملات.ورداً على هذا الاجحاف بحق لحج ومبدعيها، نذكر مدير عام ادارة الثقافة في لحج، والامين العام للمجلس المحلي واللذان يتحملان المسؤولية بضياع لحج من مهرجان صنعاء عاصمة الثقافة العربية لعام 2004م انه منذ ان تأسست ادارة الثقافة في لحج عام 1978م قد قدمت من الفن بشتى انواعه من الموسيقى والغناء والرقص والمسرح من خلال مدرائها ، وعلى رأسهم الشاعر المرهف الواعي الوطني المناضل المرحوم احمد سيف ثابت ومن بعده الاستاذ حسن محمد عطا الفنان المعروف والمسرحي، والاستاذ عبدالملك محمدناصر كرد المسرحي ومن اسرة فنية قدموا الاعمال الموسيقية والمسرحية والرقص، وهنا يكفي ان نشير الى مسرحية (وامصيبتش وانويره) وغيرها من المسرحيات الجادة والكوميدية وكذلك المسلسل الاذعي (شروا).وهناك مسرحيات تم عرضها في مدينة الحوطة وخارجها ودخللت لحج في المسابقات المسرحية مع عدن وابين وحضرموت وكانت في المراتب المتقدمة، وعرضت بعض الاعمال الموسيقية والغنائية خارج اليمن كل ذلك كان في فترة الثمانينات من القرن العشرين.. بغض النظر عن ماقدمته لحج من هذه الاعمال المسرحية والموسيقية في عهد السلطنة العبدلية في الاربعينات والخمسينات والستينات من ندوات موسيقية ومسارح للتمثيل كمسرح العروبة للتمثيل ومسرح القومية للتمثيل في الاربعينات او تمثيل لحج من خلال الشاعر صالح سعد سالم في تتويج امير الشعراء احمد شوقي 1922م في لبنان.ماذا بعد يا مدير الثقافة في لحج وامين عام المجلس المحلي لقد اضعتوا كل ذلك وانتم تتحملون المسؤولية بذلك لانكم لم تكونوا عند مستوى المسؤولية وان الفساد قد شملكم وماخفي كان اعظم.
|
ثقافة
ماذا بعد يا إدارة ثقافة لحج ؟!
أخبار متعلقة