هناك مصطلحات كثيرة يصعب ايجاد تفسير معين لها يتفق عليه الجميع لذلك فان كل جماعة تجتهد لوضع تعريف معين لهذا المصطلح او ذاك وفق رؤيتها للامور ومن بين هذه المصطلحات الثقافية التي يستدعى وجودها وجود مثقفين وعادة ما تقرن الثقافة بالادب لدى بعض الاشخاص وبالتالي ظهور مجموعة من الادباء والكتاب في مختلف المجالات سواء العلمية او الادبية او غيرها ولكن ما يعنينا هنا هو الحديث عن الجانب الادبي بشقيه الشعري والنثري فالمتتبع للجانب الشعري يرى انه مر بمتغيرات كثيرة فعلى سبيل المثال انتقلت القصيدة او الشعر بشكل عام من القصيدة العمودية وهو الاسلوب الذي عرفه العرب قديماً قبل أي فن ادبي اخر وبمرور الوقت وتحديداً في اربعينيات القرن الماضي تم كسر تلك القاعدة المعتمدة على الشعر المتقيد بالقافية وظهر ما يسمى بالشعر الحر او شعر التفعيلة على يد نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وصلاح عبدالصبور الذي كان سباقاً بالكتابة في هذا اللون الشعري وقد فسر الشعراء ان الكتابة بذلك الاسلوب انما جاء للتعبير عن كل مكنونات النفس دون ان يكون هناك ضابط لتلك المشاعر من خلال القوافي وهكذا بمرور الوقت ظهر مؤخراً ما يسمى بالقصيدة النثرية الامر الذي يعني انه كلما مرت علينا حقبة من الزمن اخذت اشكال الشعر ومضامينه التي يحملها تتغير هي الاخرى وذلك على اعتبار ان العصر الذي نعيش فيه ليس عصر الشعر . اما عند الحديث عن الشق الادبي الاخر وهو النثر والذي يتمثل بالقصة والرواية فهذه الاخرى قد خاضت حروب ضروس في سبيل التغيير والاعتماد على اللغة او الرمز في محاولة لتجديد اساليب الكتابة الامر الذي ادى الى ظهور مصطلحات كالحداثة بعد الحداثة البنيوية وغيرها من المصطلحات التي تتوارد على الساحة الادبية فنجد ان الكاتب يحاول ان يجعل ما يكتبه يصنف على انه حداثه ليأتي بعد فترة ليجعل ما يكتبه ينتمي لما بعد الحداثه في ذات الوقت نجد ان النقاد يجتهدون لتصنيف ونقد كل عمل ادبي ان كان من الحداثة او بعدها وجميع تلك المصطلحات هي بالاساس غربية وكاننا بذلك نحاول تطبيق كل التجارب الغربية على ادبنا متناسيين ان لكل مجتمع خصوصيته وتجاربه التي تصقله وتجعله يتجه لاسلوب معين في الكتابة . ان جميع تلك المصطلحات التي ظهرت في النثر او التغير الذي طرأ على اشكال الشعر جعل النقاد يفرقون في الخوض في تلك المسميات ويحاولون ان يحصروا الشعراء او الكتاب وفق تلك القوالب او المسميات متناسيين ان الكتابة الادبية بالاساس هي اعمال ابداعية وان على الكاتب ان يكتب عما يحس به او ما يجول بذهنه لان ما يهم القارئ هو العمل الابداعي الذي يرتقي بالذوق العام بغض النظر عن التصنيف الذي يصنف فيه هذا العمل الادبي او ذاك . أثمار هاشم
|
ثقافة
الكتابة عمل إبداعي
أخبار متعلقة