على ذمة "نيويورك تايمز"
نيويورك / متابعات :على الرغم من ان الترويج غير المباشر للمنتجات في الأفلام أو العروض التلفزيونية هو ممارسة مألوفة الى حد ما، إلا انه من المقبول عموما أن لا توافق مقالات المجلات والصحف والبرامج الاخبارية في التلفزيون والراديو على الدفع لها مقابل تسمية المنتجات. الى ذلك سلطت صحيفة ( نيويورك تايمز الاميركية) الضوء على دراسة اجريت أخيرا تتحدى هذا الفهم. فقد توجه استطلاع سنوي أدارته (مجلة بي آر ويك وماننغ سلفيج أند لي)، وهي شركة علاقات عامة، بسؤال 266 من مديري التسويق، عما اذا كانوا قد دفعوا مقابل الترويج غير المباشر الاذاعي او التحريري. وأجاب ما يقرب من نصفهم بالايجاب. وقال ما يقرب من 46 في المائة من أولئك الذين لم يدفعوا مقابل عملية الترويج بأنهم سيفكرون بالقيام بذلك في المستقبل. من جانبه قال مارك هاس الرئيس التنفيذي لماننغ سلفيج أند لي والصحافي السابق "لا أعتقد انه أمر مفضوح مثل وضع نقود في يد محرر. فالمسألة أكثر تعقيدا من ذلك، وبالتالي أكثر سوءا. وتظهر النتائج ان هناك قضية أخلاقية بحاجة الى نقاش، ولا بد ان تتوفر معرفة حول الموضوع، حتى تطور صناعة التسويق استيعابا أعمق للفصل بين التحرير والاعلان". واستشهد هاس بالضغط المالي على مديري التسويق من اجل عرض اوسع لمنتجاتهم باعتباره أحد أسباب تجذر هذه الممارسة. وقال ان السبب الآخر يتمثل في العدد المتزايد لمجلات المستهلك الخاص والعلاقات بين الشركاء التجاريين. وقال "انظروا الى المطبوعات الـ 14 الموجهة الى التصوير الفوتوغرافي أو الـ10 الموجهة الى الرجال الشباب، كيف يمكنها ان تستمر في الصدور؟ انها تخلق ذلك النوع من الضغط، حيث يجري اجتذاب المحررين الى عملية البزنس". ولكن عندما يستسلمون فان ذلك يضعف ثقة المستهلكين بوسائل الاعلام حسب قوله. وقارن اليكس جونز، مدير مركز جوان شورينشتاين للصحافة والسياسة والعلاقات العامة في جامعة هارفارد، تلك الأنواع من عمليات التبادل التجاري بعمليات الترويج السياسي، بما في ذلك الكشف عن أن الصحافي المحافظ البارز آرمسترونغ ويليامز كان قد دفع له مقابل الترويج لقانون "توفير التعليم لجميع الأطفال". وقال ان "ما يتحدث عنه هؤلاء الأشخاص مستمر في الحدوث منذ زمن طويل جدا. فاذا ما اشتريت اعلانا فاننا سنقدم عرضا عن مطعمك. وذلك شيء أعتقد أنه مثير للتساؤل الى حد كبير ولكنه لا يخيفني كما يفعل شراء الفكر او شراء النفوذ". وارتباطا بالانتشار المتزايد للجمهور وتقلص ميزانيات الاعلان، فان مؤسسات التسويق تبتعد تدريجيا عن النماذج الكلاسيكية وبدلا من ذلك تستخدم "الأساليب الجديدة" البديلة مثل "الترويج غير المباشر". وتوفر هذه المناهج طريقة أكثر كفاءة في الترويج لمنتج تجاري معين. ومن بين اللاعبين الكبار في الصناعة ممن قرروا تقليص الانفاق على الاعلان يونيلفر وبروكتر أند غامبل، وهما اثنتان من أكبر الشركات انفاقا على الاعلان في العالم.