مراتب الحاجة إلى الماء تسعة تبدأ بـ "العطش" وتنتهي بـ "القاتل"
[c1]* لابد من توافر الماء في الجسم بنسبة معينة لاتزيد أو تنقص حتى يتمكن من الحياة [/c]لماء معجز في كل شيء، في تركيبه ووظيفته، فتركيبه الكيميائي بسيط جدا، فهو مكون من ذرتين هيدروجين - وهو أصغر عنصر كيميائي - وذرة أكسجين، فتكون نسبة الهيدروجين إلى الأكسجين 2 إلى 1، وفي المركبات الحيوية تكون نسبة الهيدروجين إلى الأكسجين كتلك النسبة، ولكي يعيش مخلوق لا بد من توفر الماء في جسمه بنسب معينة لا تزيد ولا تنقص، ولا يمكن لأي عملية حيوية تحدث في إنسان أو حيوان أو نبات بدون الماء، فهو بيئة التفاعلات الكيميائية وأساس لكل تفاعل، ويعمل الماء عمل زيوت التشحيم أثناء حركة العضلات والأنسجة لتقليل احتكاكها، لهذا عندما يختل التوزان المائي يتيبس الجسم، كما أنه مركب أساسي للدم، ولو اختلت نسبة البروتين التي تنظم سيولة الدم لتجمع الماء في الساقين، لأن الماء ثقيل فتجذبه الأرض، في حين يجف الدم في الجزء العلوي، لهذا يحدث نوع من التورم للساقين لدى الحوامل عندما يختل ذلك التوازن قليلاً.ومن أهم وظائف الماء في الجسم أنه ينظم درجة الحرارة من خلال التعرق، أيضاً يفرز الجسم حوالي 8 لترات من الأنزيمات غالبيتها ماء، واختصارا فوظائف الماء لا تعد ولا تحصى، وكما قال الله تعالى (وجعلنا من الماء كل شيء حي).. من الأشياء المعجزة حقيقة شكل التركيب نفسه، فتكوّن ذرات الهيدروجين والأكسجين شكلا هرمياً لتشكل جزيئ الماء، بحيث يمكن تداخل تلك الجزيئات بشكل محكم، فلا يمكن أن توجد فراغات إلا فراغات الهواء، وبحيث تستطيع أن تتباعد ببساطة، كما يحدث في البخار أو السحاب، فلو جمعنا كميات من البخار والسحاب وضغطناه كون ماء، كما يحدث في عملية المطر، والذي يقوم بعملية الضغط تلك هو اختلاف الضغط الجوي، مع برودة الجو في طبقات الجو، مما يجعل تلك الجزيئات تتجاذب لبعضها وتترابط، فتكون قطرات ثقيلة لا يستطيع الهواء حملها، فتسقط مطراً على الأرض.الماء لا ينضغط بحيث يمكننا أن نجعل نفس الكمية في حجم أصغر كما نفعل بالهواء مثلاً، لهذا يستفاد منه في عمليات الهيدروليك التي جاء اسمها من الماء، لأن كلمة "هيدرو" تعني الماء، ويستفاد منه حالياً في عمليات قص الصخور والحديد الصلب، فالآن يستخدم الماء المضغوط جداً كمنشار لقص تلك المعادن الصلبة، فهو أفضل من الليزر على دقته، لأنه يترك الجزء المقطوع ناعماً، فلم يكن أحد يتصور أن الماء سيقطع الحديد، لكن إعجاز الله في خلقه لا حدود له.من الأمور المعجزة أن الماء لا يحتاج إلى هضم، وهذا الأمر ليس سهلاً فلو احتاج إلى هضم، فيحتاج إلى أنزيمات هاضمة أو هرمونات، فلو نقصت أو اختلت كما يحدث لمرضى السكر حيث يفقد تأثير هرمون الأنسولين، فلا يستطيع الجسم إيصال السكر للخلايا، ولو حدث هذا للماء لما استطعنا الاستفادة منه ولتوفي المريض في الحال.[c1]متى نشرب؟[/c]يمكن أن يكون الجواب عندما نعطش، لكن هذا غير صحيح، فالعطش لا يحدث إلا بعد فترة من حاجة الجسم للماء، فإذا عطشت فكأنما يقول لك جسمك لقد تأخرت علي بالماء. وقد صنف علماء اللغة مراتب العطش بدءاً بأهونها فأول مراتبه العطش, ثم الظمأ, ثم الصدى, ثم الغلة, ثم اللهبة، ثم الهيام, ثم الآًوام, ثم الجُواد, ثم القاتل وهو أعلى مراتبه. وفي العلم الحديث ترتيب طبي مشابه لهذا الترتيب تقريباً فالعطش يشير لحاجة الجسم المتأخرة للماء، ولكن لا خطر منه، ولكن الظمأ يعني بدء التأثير على الجسم وعملياته الحيوية، ثم مرحلة التأثير على حيوية الخلايا فلا تعد تؤدي وظائفها بالشكل السليم، ثم تأتي مرحلة الجفاف في الجلد والشفاه واللسان بحيث لو قرصت الجلد بين أصابعك ثم تركته لا يعود بسرعة لوضعه الطبيعي، وهي طريقة مهم معرفتها بالذات للأطفال للتأكد من عدم وصولهم لمرحلة الجفاف، ثم تأتي المرحلة التالية بأن الجسم يفقد تركيزه فتحدث زغللة في العينين ودوار شديد، ثم يفقد المخ سيطرته على الجسم فتحدث دوخة وفقد للوعي لو استمرت ساعات فإن ذلك يؤدي للوفاة، هذه الحالات يعرفها الذين يرتادون الصحراء، وتحدث لهم مشاكل وفقد للماء أو ضياع فيوقنون بالموت بعد الوصول للمرحلة الثالثة.[c1]كم تحتاج أجسامنا من الماء؟[/c]يحتاج الشخص إلى أقل قليلا من 3 لترات يومياً أغلبها تأتي من شرب السوائل وبعضها يأتي من الطعام والقليل يأتي من التفاعلات الكيميائية الداخلية، لهذا لابد أن نشرب مالا يقل عن لترين سواء ماء أو مشروبات ساخنة أو باردة، وللأسف كثير من الناس لا يشربون كفايتهم من الماء أو السوائل، بالذات هذه الأيام الحارة التي أتمنى من كل شخص أن يكون الماء أمامه دائماً ويشرب ولو لم يعطش، فالعرق غزير لتبريد الجسم، والحاجة أكبر لتعويض ذلك النقص ولإمداد الجسم بحاجته من السوائل، ونعرف كفاية الماء من عدمها بطريقة سهلة جداً، وهي لون البول فكلما كان مصفراً دل ذلك أننا لا نشرب كفايتنا، وهو ما يتعب الكلى في إعادة التكرير مرات ومرات لتخلص الماء من السموم وتعيده صافياً للدم. لهذا لا بد من التأكد من لون البول لجميع أفراد العائلة، ولا بأس من طرح هذه النقطة على أبنائنا وبناتنا وسؤالهم للتأكد من كفاية السوائل لديهم .الماء في الطعام هل تعتقدون أن نسبة الماء أكثر في الحليب أم الفواكه؟، الحليب سائل والفواكه متماسكة ولكن نسبة السوائل في بعضها أكثر، وما جعلها متماسكة كمية الألياف فيها بينما يقلل الدهون التي تبلغ نسبتها حوالي 4% من الحليب من وجود الماء، فالماء لا يدخل في تركيب الدهون، أما الحليب منزوع الدسم ففيه ماء أكثر.لا يمكن تخليص مادة من الماء إلا بحرقها، ولكن التجفيف لا يمكن أن يبخر كل الماء، فالبسكويت الجاف يحتوي على نسبة لا تقل عن 3% من الماء.[c1]من أكثر حاجة للماء؟[/c]كلما تقدم الإنسان بالعمر نقصت نسبة السوائل في جسمه، فهي تصل إلى 77% من وزن الجسم عند الرضع، وعند عمر 40 سنة تكون في حدود 60% عند الرجال و50% عند النساء، ولكن بعد عمر الستين تتناقص لتكون 52% عند الرجال و27 عند النساء، لهذا قد يعطش الشاب ويتحمل جسمه العطش، ولكن كبير السن وخصوصاً النساء تتأثر أجسامهن بأي نقص، مما يؤدي للجفاف.. ثم الوفاة.. لذلك يوصي الجميع بتقديم السوائل لجميع أفراد العائلة، ونخص كبار السن وبالذات النساء.