بالتأكيد “لا”.
إذًا، من المسئول عن كل هذا الدّمار والخراب والدماء التي سالت طوال مايقارب العشر سنوات؟
الجواب: هو من انقلب على ما توافق عليه اليمنيون، وأعاق مسار التغيير، ورفض بناء دولة الشراكة الحقيقية..
لا تتذرعوا بالمؤامرة الخارجية، فنظريّة الموامرة هي دائما “مبرر الفاشلين”..
فالفاشل دائما يبحث عن مبرر لفشله، بدلا من مواجهة نفسه بالأسباب الحقيقية التي أدت إلى الفشل.
السبب داخلي، والمتسبب داخلي، الخارج ما تدخّل إلا لأنه وجد من يعمل لصالحه، ولو بطريقة غير مباشرة.
قولوا الحقيقة لا غير...!
فتشوا عنها، تجرّدوا من الأهواء والنزعات.
فكّروا بعقولكم بعيدًا عن العواطف.
وصلنا اليوم إلى مرحلة حرجة جدا، ليس فيها مجال للمُداراة، والمجاملات، ونزعات النفس.
البلاد تضيع، البلاد تتمزق، البلاد في نفق مظلم..
قولوا الحقيقة لا غير ...!
قولوا لمن أخطأ أخطأت، ولمن أساء أسأت..
عودوا بذاكرتكم إلى الوراء، وتذكروا الأحداث.. إذا كنتم قد نسيتم، فتشوا عنها في “جوجل”، ستجدونها موثّقة بالتواريخ.. راجعوها جيدا.. وقيّموها بتجرّد، ثم قولوا للمتسبب “أنت السبب”.
قولوا الحقيقة لا غير ...!
صحيح أن أحداث الماضي لن تعود!!
ما حدث قد حدث، فلماذا نعود إليها، إذًا؟
نعود إليها لنعرف كلنا الحقائق، من أجل أن يفيق المخدوعون والمغرر بهم، ويعرفوا من هو المتسبب.
قولوا الحقيقة لا غير...!
لا تنخدعوا بالشعارات البرّاقة، والكلمات المنمّقة، ولا تصدّقوا من يحدّثكم عن الكرامة والسيادة والدفاع عن الوطن واستعادة الدولة، فليس كل من أكثر الحديث عنها صادقًا فيما يقول، تابعوا الأفعال واجعلوا مصلحة اليمن فوق كل المصالح، قيّموا أفعال الجميع بتجرّد: هل ما يفعلونه في صالح اليمن، أم هو خدمةٌ لأجندة خارجية؟!
قولوا الحقيقة لا غير ...!
اسألوا أنفسكم هذه الأسئلة، أجيبوا عليها بعقولكم وضمائركم، بعيدًا عن أهواء ونزعات النفس:
-هل من انقلب على مسيرة التغيير، وتآمر على مشروع بناء دولة الشراكة، التي توافق عليها اليمنيون ووثيقة الحوار الوطني، صادقٌ في دفاعه عن الوطن؟
-هل فرض الأجندة بقوة السلاح، وبناء دولة شُمولية بوليسية قمعية، سيحقق العدل، ويُنهي الوصاية الخارجية؟
-هل مصادرة الحقوق والحُريات ستحقق الأمن؟
-هل الإصرار على سياسة الهيمنة والاستحواذ سيُحافظ على وحدة اليمن الكبير؟
قولوا الحقيقة لا غير ...!
اليمن لن يستقر، ولن يحقق السيادة الكاملة إلا بشراكة حقيقية وتوافق سياسي يُعطي كلَّ ذي حقٍ حقَه..
أيّ مكون يسعى إلى السيطرة والاستحواذ وإقصاء الآخرين فهو يدمّر اليمن، ويزرع بذُور الخراب والتشرذم..