مازالت تلك العقبات التي تعطل التعليم موجودة متكررة، بالنتيجة سنجد أن مخرجات التعليم أيضا ستكون باهتة ودون المستوى الطبيعي.
يدرك القائمون على العملية التعليمية أن الفصل الدراسي بأعداد مناسبة والكتاب المدرسي والمعلم هي قوام تلك العملية التعليمية التربوية وأساسها، ومن دونها لايوجد لاتعليم ولاتربية.
ومازالت كل تلك الاحتياجات منقوصة وبشكل حاد مما يؤشر بفشل العام الدراسي حتى قبل أن يبدأ.
الكتاب المدرسي لم يطبع الا القليل ولسنوات محدودة وبكمياتٍ محدودة ومن بين 160عنوانا لم يطبع سوى 9الى 10 عناوين فقط .
المعلم (المختص) مازال منقوصا عدده بشكل لافت في كل مراحل التعليم الأساسي، بل وصل الأمر بإحدى مديريات التربية والتعليم والتي أعلنت عن حاجتها إلى 400 معلم لاستكمال النقص في المعلمين عندها، شيء مذهل ويبعث على الخوف وفي مديرية واحدة فقط .
وإذا تحدثنا عن الفصول الدراسية ولاسيما في السنوات الأولى الأساسية سنجد أنها تضم من 80/70 طالبا في الفصل الواحد، من هو المعلم الذي سيتمكن من أن يوزع المعلومة ويتأكد من وصولها إلى كل طالب في ذلك الزحام المهول.
ماسبق يؤكدأن العملية التعليمية برمتها قد زُلزٖلت، وسيسير الأمر كما الأعوام (الفائتة)، ومن المؤكد هُنا هو انتقال الطلاب السلس للعام الدراسي الاعلى (دون عناء) .
عام دراسي جديد حامل كل إخفاقات الأعوام التي سبقته دون تغيير، وإن كان هناك ما أضيف له من إخفاق ، فهي حالة الغلاء الفاحش الذي أفقر كل المجتمع وجعل تجهيز طالب للذهاب إلى المدرسة من مقتضيات (لمن استطاع إليه سبيلا).
لم يكتف القائمون على تلك العملية التربوية المهترئة بل أضافوا لها عبئا آخر على شكل رسوم تحت مسمى دعم خاص للمدرسة خلافا للرسم الرسمي.
نجد دائما مواقع الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة تتحدث عن النشاطات المدرسية أو ماتسمى النشاطات اللا صفية أكثر مما نجد أخبارا تًبشٍر بتوفير الكتاب لكل الطلاب وبناء الفصول الإضافية وتوفير العدد الكافي من المعلمين.
نرجو أن يصل صوتنا إلى اصحاب الحل والعقد لإحداث وقفة جادة ومسئولة أمام تلك الإخفاقات وإيجاد حلول ناجعة لها فالأجيال تمضي نحو المجهول بمخرجات متدنية بسبب القصور القديم الجديد، وإن ترك الأمر على عواهنه يسير كيفما يشاء فهو أمر مريب وخيانة للأمانة سيحاسبون عليها أمام الله إن لم يحدثوا تحسنا ملموسا.
أم أن مقتضيات المرحلة القادمة تتطلب إخراج أنصاف متعلمين للمجتمع حتى يرزح تحت جهل مطبق وفوضى عارمة وفساد مستشرٍ وغياب عدالة، فإن كانت كذلك فأعلمونا حتى تتوقف أقلامنا عن الصراخ المتكرر، ونستقبل أنصاف الجهلة ليقودوا المجتمع بصدور رحبة.