افتعلتها جماعة الحوثي المتمردة ، وهدفت ليس فقط الانقلاب على الشرعية الدستورية وإجهاض مخرجات الحوار الوطني .. بل استهدفت اليمن برمته من خلال محاولة السيطرة على العاصمة صنعاء وضرب المؤسسات الحكومية والأمنية والعسكرية .
أقول إن حكمة وصبر الرئيس هادي في التعامل مع الأزمة التي مازالت مستمرة تنم عن قوة وقدرة الرئيس في قيادة الوطن في أحلك الظروف كما تنم عن القوة وليس الضعف الذي قد تعتقده جماعة الحوثي وتحاول أن تسيطر على المؤسسات الأمنية والعسكرية بل والوطن بكامله ، وهو أمر تدركه جماعة الحوثي المتمردة كما يدرك العالم كله خطأ التفكير به ولعل التأييد الواسع شعبياً واقليمياً وعربياً ودولياً للجهود العظيمة وسعة الصدر اللذين يتحلى بهما الرئيس القائد هادي هدفها الأول والأخير تجنيب الوطن الحرب الأهلية التي يحاول الحوثيون دقَ طبولها بين الحين والآخر ...
هذه الجهود التي يلمسها كل مواطن والمبذولة من الرئيس هادي جعلت منه رجل المرحلة الصعبة التي أثبتت معادن الرجال ، فالرئيس هادي لايخاف إلا الله ، ولعل تأكيده في أكثر من لقاء مع الأحزاب والهيئات المدنية والمؤسسات الأمنية والعسكرية بأنه ((هو وأسرته سيكونون في مقدمة المدافعين عن صنعاء ولن يذهب منها إلى مكان آخر)) تأكيد بأن الرجل تحمل المسؤولية بكل شجاعة كما كان قَسمه لليمين الدستورية عندما تسلم قيادة الوطن ، يجسد أن الرئيس هادي مدرك منذ البداية أنه سيواجه ليس أمواجاً من التحديات بل وعواصف وسيولاً وتتطلب القيادة منه التحلي بالصبر والحكمة والابتعاد عن مقولة أنا الرئيس يعني أنا القوي .. فالرجل رغم بساطته إلا انه اثبت أن معدنه أصيل ، ويرى الوطن والشعب بعينٍ واحدة ، وأن تحمل المسؤولية بكل أمانة مسؤولية أولاً أمام الله العلي القدير .
من هنا كبر الرجل ونقولها بكل فخر واعتزاز أنه الرئيس الذي لا ينام إلا وعيناه وعقله متفتحان على مصالح الشعب .. فالأزمات المتلاحقة وفي مقدمتها الانفلات الأمني وخروج جماعة القاعدة الإرهابية من تحت الأرض ليظهروا على السطح في كل مكان ، ومحاولات العابثين باستقرار وأمن البلاد والعباد الذين ينفذون مخططاً خارجياً كشف عنه بصراحة قائد مدرك لمجريات الأمور ، مخطط إعادة تمزيق الوطن الواحد وضرب المنجزات التي تحققت منذ ثورتي السادس والعشرين من سبتمبر 1962م والرابع عشر من أكتوبر 1963م ، وفي المقدمة المنجز العظيم تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في الثاني والعشرين من مايو 1990م ، وبناء الطرقات وربط الوطن بكامله بطرق موحدة وبناء البنية التحتية من مدارس ومعاهد وكليات وجامعات وكذلك الخدمات الصحية .
هذه المنجزات وغيرها التي هي شاهدةٌ على عظمة شعبنا تحمل الرئيس هادي مسؤولية الحفاظ عليها والدفاع عنها .
كبر الرئيس هادي في عيون الشعب وعيون العالم أجمع الذي وأذهلته حنكة وقدرة الرئيس هادي في قيادة وطن مضطرب ومحاولته الدؤوبة للخروج بهذا الوطن إلى بر الأمان .
نقول ويشهد الله صدق قولنا بأن الرئيس هادي أصبح جزءاً من الشعب والوطن ، وليس فقط رئيساً لمرحلة انتقالية .
الوطن اليوم وما يواجهه من تحديات وأزمات تصغر أمام حكمة وصبر وقيادة الرئيس هادي ، وبإذن الله سيعبر الرئيس بالوطن إلى شاطئ الأمان ولو كره الكارهون.