وبينما أنا هكذا.. بين صحوة الموت لا أدري أم غفوة الحياة.. وجدت نفسي بما يشبه الهذيان أخوض حوارا مع مؤتمر الحوار الوطني الشامل في صنعاء.. وأنا على حالي هذا في عدن.. اصطلي لفحة النار والهجير.. وأقتلي بسليط عرقي على السرير!.
حوار طويل كأنه الدهر.. امتد نحو ساعتين.. توقف عندما عاد التيار الكهربائي.. وتحركت أجنحة مروحة السقف العتيقة.. وعادت إلي أنفاسي ومعها روحي التي أوشكت أن تفارقني!.
ألححت كثيرا على المؤتمر أعلاه بمقولة لينين أعلاه أيضا.. قلت إني أعلم ان لديك قضايا كثيرة.. (القضية الجنوبية) و(القضية العدنية) و(القضية الحضرمية)..ولا ننسى قضية صعدة والحوثية وقضايا أخرى.. ولكن اعلم أن (القضية الكهربية) هي الأهم.. خاصة وبالتحديد في عدن.. لأن انقطاعات التيار الكهربائي المتواصلة في جحيم صيف عدن هي بمثابة أحزمة ناسفة وسيارات مفخخة تحصد أرواح العائلات شيوخاً وأطفالاً ونساء ومرضى داخل بيوتهم.. ألا يكفي ما يفعله الإرهابيون في الشوارع؟!.
عدن مدينة منكوبة.. منذ عام 1967م وإلى يومنا هذا.. دمرها زلزال عربان الجنوب وتبعه زلزال عربان الشمال وأخيرا زلزال انقطاعات التيار الكهربائي.. الذي هو بمثابة حكم بالموت البطيء لأبناء وأهالي عدن.. فأغلبية أبناء وأهالي عدن يسكنون البيوت القاعي المخزن والدارة.. وشقق العمارات التي توشك أن تصبح منهارة.. ومنهم من يسكن مستودعات البضائع (البخاخير) في الأزقة والحارة.. ولا يملكون من أجهزة التكييف الكهربائية سوى مروحة السقف العتيقة.. فما بالكم وأنتم تنتزعون منهم سلاحهم هذا الوحيد الذي يقاومون به حرارة صيف عدن الحارقة؟!.
فيا أيها المؤتمر..اعلم وافهم.. قضاياك الكثيرة التي تثقل كاهلك لن تجد لها حلا أبدا.. إلا عبر حل (القضية العدنية) أولا.. بكل تفاصيلها.. الوطنية والانسانية.. والكهربية طبعا.. وبقرارات وإجراءات عاجلة وفورية!.
E-mail: Farid [email protected]