أما الخيار الخامس فهو الذي أضيفه أنا إلى الخيارات الأربعة التي ذكرها الأخ العزيز القاضي فهيم في مقاله ( الوطن أمام أربعة خيارات) الذي قرأته على صدر نفس هذه الصحيفة في 21 / 12 /2013م.
ولكن قبل أن أذكر الخيار الخامس أود أن ألمح إلى العنصر الحضرمي وأثره في التاريخ الإسلامي .. ذلك الأثر الذي تجلى في هجرة الحضارم إلى قارتي أفريقيا وآسيا ونشرهم الإسلام هناك .. ليس بحد السيف ولا بالحزام الناسف.. ولا بالسيارة المفخخة.. وإنما بالقدوة الحسنة والأخلاق والمعاملة الطيبة!
أما مسك الختام في مقالة أخي فهيم حيث قال(إننا كلنا في وطن واحد .. جمعنا هذا الوطن وفرقتنا السلطة والمال.. إنك من هنا وأمك من هناك وأختك متزوجة من هناك وعلينا أن نحافظ على الوطن)!
هذه العبارة الأخيرة ذكرتني بحديث قديم جرى بيني وزميلة في العمل .. إذ قلت لها بأن جدي أصله حضرمي .. نزح من حضرموت إلى جبلة في محافظة إب .. حيث مكث هناك قليلاً ثم أخذ منها عروسته الجميلة وانتقل بها إلى عدن.. حيث أسس عائلة آل الصحبي العدنية منذ أكثر من مئة وعشرين سنة في البيت الذي أسكن فيه أنا اليوم في شارع الزعفران في عدن.. هتفت زميلتي في العمل بمرح ( على كده جدك هو أول من عمل الوحدة .. مش كده برضو)!
نعم .. إنها عدن.. كما هي ( عين اليمن) هي أيضاً قلب ووجدان الوحدة اليمنية .. بل والوحدة الإنسانية كلها .. لقد عاش في عدن كل أهل الدنيا .. بمحبة وسلام .. العربي والفارسي والتركي والصومالي والهندي والداغستاني والصيني.. والإنجليزي الذي طلب من أحد العدنيين يوماً في بريطانيا أن يأتيه بحفنة من تراب عدن.. نعم إنها الإنسانية عندما تتجرد من سيطرة الشيطان .. سيطرة السلطة والمال!
وهنا يمكنني أن أفصح عن الخيار الخامس الذي ذكرته في عنوان هذا المقال .. إنه خيار لا تملكه السلطة الحاكمة .. ولا البرلمان .. ولا حتى لجان الحوار .. إنه خياري وخيارك عزيزي المواطن ... خياري في أن أحبك .. وخيارك في أن تحبني .. خيارنا في أن نفهم ديننا الإسلامي صح .. أن ترحمني وأن أرحمك .. وأن لا تتخلى عني ولا أتخلى عنك .. أن نتوحد ،نتماسك، نتعاون .. أن نشغل عقولنا صح .. أن نعرف عدونا صح.. ( مش كده برضو صح)!