تقدم عرفات لأهلها أكثر من مرة.. رفضوه في كل مرة!
حاولت إقناعهم.. لكنها فشلت!.
حاولوا إرغامها على الزواج من أحد أقربائها.. فلم تجد حيلة غير الهروب!.
دون اتفاق مسبق مع عرفات.. اتجهت هدى صوب الحدود اليمنية.. دون أن تدرك عواقب ذلك أو تدري ما الجدوى منه، اتصلت بعرفات.. وضعته أمام الأمر الواقع.. إنها في منفذ حرض الحدودي، وأنهما إما أن يتزوجا أو أن الموت خيارها!.
ترك عرفات عمله وإقامته.. تبعها إلى الحدود، لينتهي بهما المطاف في السجن بصنعاء!.
هي الآن في السجن تحاكم بتهمة الدخول غير المشروع لليمن!.
هو الآن في السجن أيضاً، لكن تضامناً منه معها!.
القضية ليست سياسية، وليس لدى هدى موقف سياسي معارض للحكومة السعودية، ليس في القصة فصول غير أخلاقية، مجتمعنا المحافظ في اليمن متعاطف مع هدى للغاية وفخور بشهامة عرفات.
المقدمة أعلاه عزيز القارئ للأخت الكريمة توكل كرمان.. قرأتها في زاوية (للتأمل) في هذه الصحيفة الحرة.. صحيفة الرأي والرأي الآخر.. في عددها الصادر في 22 / 11 / 2013م.. في اليوم الذي يصادف يوم مولدي (الشقي)!.
بقدر ما شدتني روعة موضوع هذه المقدمة.. شدتني روعة القلم والأسلوب الذي ينقر حبات القلوب!.
بهذا العمل وحده الذي قدمته لنا الأخت توكل.. أراها تستحق جائزة نوبل للمرة الثانية.. بالمشاركة مع الأخت هدى!.
هدى التي أراد أهلها وأدها وهي على قيد الحياة.. دون خوف من الله الذي قال في محكم آياته «وإذا الموءودة سُئلت بأي ذنب قتلت».. وسيان موءودة تحت الثرى يوم ولدت.. أو موءودة بزواج من لا تحبه ولا ترضاه وهي في ريعان شبابها.. بل هي في الثانية أقسى وأمر!.
والآن ليس أمام أهل اليمن (الأرق قلوباً والألين أفئدة).. وليس أمام مجتمعنا اليمني المحافظ.. إلا أن يحافظ على كلام الله الذي أوصانا بالأرحام.. وبكل ذي رحم «واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا».. إن الله هنا يربط الإيمان برحمة الأرحام.. فلا إيمان بدون رحمة الأرحام.. ورحمة كل ذي رحم!.
فلتكن اللفتة البارعة التي وجهتها لنا الأخت الكريمة توكل كرمان حافزا لنتحرك جميعا.. منظمات مجتمع مدني وكل أهل اليمن (الأرق قلوباً والألين أفئدة).. وفي المقدمة اتحاد نساء اليمن.. برئيسته الجديدة الأخت الفاضلة فتحية محمد عبدالله.. لنتحرك كلنا لانتشال الأخت البطلة هدى والأخ الوفي عرفات من داخل سجن صنعاء.. معززين مكرمين.. لنضعهما داخل القلوب وفي حدقات العيون.. ولنضمن لهما العيش الطيب والحياة الكريمة!.
وإني لأنتهزها فرصة هنا لأكرر دعوتي السابقة لإنشاء وزارة جديدة تحمل اسم (وزارة الأرحام) ضمن مجلس وزراء حكومتنا الرشيدة.. لتضمن وتحفظ حقوق المرأة الإنسانية من المهد إلى اللحد.. تحت شعار (صلاح حال المرأة صلاح لحال المجتمع).
mailto:[email protected]