مقدم البرنامج كان جاداً في جوابه فما كان له أن يهزل.. لأن عدن في تلك الأيام كما كانت مصر قلب العروبة النابض.. كانت عدن قلب اليمن النابض.. تعج بكل ألوان الطيف السياسي والنشاط الاجتماعي.. من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.. إخوان مسلمون وماركسيون.. نقابات عمال ومؤتمر عمالي عربي وعالمي.. منظمات مجتمع مدني للمرأة دور مشرف فيها.. فن وطرب وغناء وموسيقار عدني يقف إلى جوار حليم وعبدالوهاب.. اسمه احمد قاسم.. نوادي رياضية وثقافية ومعابد.. صوفية وماسونية.. هندوسية وموسوية وعيسوية وفارسية.. الكل يعيشون ويتعايشون معا.. يتجاورون ويتزاورون.. بمودة ورحمة وتراحم وإنسانية.. كل ذلك في ظلال الحرية والإسلام.. فحيثما تكون الحرية يكون الإسلام.. وحيثما تكون الحرية ينتصر الإسلام.
تلك حقبة تاريخية غابت عن الأذهان.. افتقدها الإنسان.. حقبة لا بل هي لحظة في تاريخ الإنسان.. لحظة فريدة.. لحظة أخلاق ظلت تدعو لها كل الأديان.. في كل زمان.. لحظة في تاريخ جنة عدن.. تلاشت.. يوم أن دخلها العربان.. في عام النكبة.. عام 1967م!.
فيا أهل اليمن.. يا أهل الحوار في مؤتمر الحوار الوطني في صنعاء.. يا كل أهل اليمن.. في الشمال وفي الجنوب.. وحيثما تكونون.. اخرجوا من عدن.. دعوها لأهلها.. أهل الجنة.. جنة الحب والرحمة.. إن فعلتم ذلك..ورفعتم أيديكم عن عدن..وعن أهل عدن.. فأنا اضمن لكم حل كل مشاكلكم.. كل مشاكل وقضايا مؤتمر الحوار الوطني.. فلا قضية جنوبية.. لا صعدة ولا حوثية.. وسيعود وسيبقى (الإيمان يمان والحكمة يمانية).