حتى عندما كان الإخوان في المعارضة لم يقدموا مشروعاً بديلاً، كان كل هدفهم إسقاط النظام، بدليل أنهم حينما أيدوا القضاء في حربه لضمان الاستقلال وكانوا يذهبون إلى نادي القضاة طلباً للتودد وإثبات حسن النية انقلبوا على كل ذلك وأصبح النادي بالنسبة لهم جمعية زيت وسكر، واستقلال القضاء يعني تسييسه.. وأصبح همهم الأكبر هو هدم القضاء لإعادة ترتيبه على أسس إخوانية، كما أن المتابع للتعديل الوزاري المطروح يتأكد من أن هذا النظام فاشل وعاجز؛ فقد جرى في عهد د. محمد مرسي 3 تشكيلات حكومية، الأول استغرق أكثر من شهر واستمرت وقتها حكومة د. كمال الجنزورى مدة أكثر، كان الإخوان يطالبون بإقالة حكومته أثناء وجودهم في البرلمان ولا أحد يجب أن ينسى أن نواب الإخوان اتهموا حكومة «الجنزورى» الوليدة بأنها وراء أسباب أزمة السولار التي تؤدى إلى تراجع شعبيتهم في الشارع، وبعد 10 أشهر من وصول الإخوان للحكم ما زالت أزمة السولار تتفاقم، ما يؤكد أن الإخوان لا يجيدون سوى الهدم.
الغريب أن تشكيل حكومة «قنديل» الأولى استغرق شهراً وخرج الإخوان يقولون أول مرة ونسوا أنهم صدعوا رؤوس المصريين باستعدادهم لتشكيل حكومة منذ أن غضبوا على د. الجنزورى.. المهم جاءت حكومة «قنديل» الثانية التي طالت عدداً قليلاً من الوزراء واستمرت مشاوراتها أكثر من أسبوعين رغم أن الجميع يعلم أن هناك تغييراً حكومياً سيحدث بعد إقرار الدستور، وتكرر السيناريو ذاته مع التشكيل الثالث للحكومة الذي كثر الحديث حوله منذ أكثر من شهر وأعلنه «مرسي» رسمياً في «تويتة» له منذ أكثر من 10 أيام ومع ذلك ما زالت المشاورات مستمرة وأعمال دواوين الحكومة متوقفة رغم أن التعديل ليس كبيراً كما تردد.
فشل الإخوان، حتى في تشكيل حكومة، يضاف إلى فشلهم فى إتمام إنجاز على أرض الواقع، بينما حملات الهدم مستمرة ضد الإعلام والقضاء والجيش والأزهر، في حين أن المواطن الذي انتخب د. محمد مرسي لا يجد إنجازاً على الأرض.. الإخوان ورئيسهم أثبتوا أنهم رواد في الهدم.