هذا هو السياق الذي تحمله هذه القرارات لنخرج من دوامة الأزمات ونكسر من خلاله طوق الحلقة المفرغة لنتمكن من التحليق في فضاء التغيير، وهو ما يؤكد عليه الأخ المناضل عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية دوماً منذ تحمله مسؤولية قيادة هذا الوطن في فترة شديدة التعقيد والصعوبة والدقة والحساسية، مستبقاً ذلك بتأكيداته في اجتماعه مع سفراء الدول العشر الراعية والداعمة والشريكة في إنجاح التسوية السياسية ليضعهم في صورة مساراتها والنجاحات المحققة والتحديات والصعوبات التي تواجهها بعد انطلاق مؤتمر الحوار الوطني والدور المطلوب من الأشقاء والأصدقاء لانجاز القضايا المؤجلة في تنفيذ المبادرة الخليجية ليأتي تأييدهم لتلك القرارات ودعمها يعكس استيعاب أهميتها, كون ذلك يعد أمراً ضرورياً وحيوياً للبلوغ بالحوار إلى غاياته وأهدافه الوطنية والإقليمية والدولية النبيلة والعظيمة، والتي ستجعل من التسوية السياسية تاريخية ونموذجية يجسد من خلالها اليمنيون حكمتهم، التي أثبتوا من خلالها للمجتمع الدولي أن التغيير يمكن أن يتحقق بالوسائل السياسية السلمية إذا ما توفرت الإرادة الوطنية المتلازمة مع الإرادة الدولية التي وثق بها أبناء الوطن واعتبروها الضامنة لتحويل آمالهم وتطلعاتهم إلى واقع معاش وملموس على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني، وفي هذا تتداخل مصلحة الشعب اليمني بالأمن والاستقرار والتنمية والبناء بالمصالح الإقليمية للأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي والعالم الذي بدون شك تدرك قواه الفاعلة الأهمية الحيوية لموقع اليمن الجيوسياسي الاستراتيجي في منطقة الجزيرة والخليج وجنوب البحر الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي، وهذا كله يعطيه تأثيراً ايجابياً أو سلبياً على السلم والاستقرار العالمي.
إن قرارات الأخ رئيس الجمهورية والموقف الايجابي القوي من الدول الداعمة لليمن يعبر عن التزامها بضرورة تحقيق الانتقال السلمي للسلطة والدفع بالتسوية السياسية إلى مستوى جديد يكفل نجاح مؤتمر الحوار الوطني وهذا مرتبط بتنفيذ قرارات رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة الخاصة بإعادة هيكلة المؤسسة الدفاعية والأمنية والتي أصبحت عملية تطبيقها الآن شرطاً أساسياً ورئيساً لإنجاح الحوار وتنفيذ مخرجاته على نحو يستجيب لمتطلبات أن تشكل القوات المسلحة والأمن الضمانة الحقيقية لترجمة تلك النتائج على صعيد بناء النظام السياسي ودولة اليمن الجديد المستقر والمزدهر.