إنما نعني فيما سبق هو توافق كل اليمنيين في مؤتمر حوارهم الوطني على حل القضية الجنوبية وتوقيع كل مكوناته على وثيقة الحل العادل لهذه القضية التي كان الجميع منذ البداية يعتبرها مفتاح حلول كافة مشاكل وقضايا اليمن التي من أجلها أختار شعبنا بكل قواه السياسية وأطرافه الحزبية ومنظماته المجتمعية المدنية طريق التسوية السياسية للمبادرة الخليجية.. واختاروا الحوار ليحققوا تسوية تاريخية تقطع ما مضى وتصل كل ما هو عظيم ونبيل ومشرقاً وجميل بالمستقبل الذي أرادوه وناضلوا وضحوا من أجله, لكن رياح السياسة والمصالح المنبثقة من وعي قاصر ومتخلف كانت تأتي بما لا تشتهي مسارات سفينتهم, وها هي الفرصة قد جاءتهم مدعومة بتوافق عالمي وعربي ولم يبق إلاَّ توافقهم ليصلوا إلى بر الأمان.
نعرف جيداً أن العقدة والصعوبة في حل قضايانا ليس في إيجاد الحلول بل في توفر إرادة تنفيذها وتطبيقها وتحويلها إلى حقائق يلمسها ويعيشها كافة أبناء هذا الوطن, لهذا بعد نجاح الحوار بإنجاز حلول توافقية لكل القضايا الحيوية والإستراتيجية لبناء اليمن الجديد وفي مقدمتها القضية الجنوبية يكثر الحديث عن ضمانات تنفيذ مخرجات الحوار لكن في رأينا الضمانة الأهم هي وجود الإرادة اليمنية المستوعبة لحقيقة أن لا نجاة لنا إلاَّ بالعمل لبلوغ شواطئ السلامة والانتقال إلى النهوض والبناء والتنمية, والأساس في هذا كله أولاً قيام دولة اتحادية قوية قادرة مؤسسة على قواعد مبادئ وقيم منظومة الحكم الرشيد.