فالقوى التي من مصلحتها بقاء اليمن في عهود ما قبل الدولة والتي لا مكان في وعيها لمفهوم الانتماء لشعبٍ أو وطن كانت دائماً تجدُ الوسيلة والقدرة على تسوية خلافاتها وصراعاتها مها كانت لتواجه بعقليتها القبلية والطائفية والمناطقية والمذهبية أية محاولة للتغيير مهما كانت بسيطة وضئيلة تهدف إلى إيجاد أي شكل من أشكال بناء الدولة بمعناها ومضمونها ودلالتها المعاصرة.
حدث هذا بعد قيام ثورة سبتمبر وأكتوبر وفي السبعينات والثمانينات وبعد قيام الوحدة ويتكرر اليوم وبصورٍ متعددة وبأساليب وقحة ومنحطة مستخدمة في حربها لإجهاض أية مشروع يهدف إلى تجاوز واقع الحال السياسي والاقتصادي والثقافي والأمني المزري والبائس القبيلة والدين في تجسيداته الإسلاموية الجديدة المبنية على نهج العنف والتطرف والإرهاب واضعين أمام الشعب خيار إما نحن أو الخراب والدمار والفوضى والعودة إلى عصور الظلام بدلالاته المباشرة والمجسدة في ذلك الإصرار المتعمد على استهداف أية إنجاز أو مظهر من مظاهر الحداثة والمدنية مهما كان شكلياً أو لا يرقى إلى مستوى ما يجب أن يكون عليه الوطن والمواطن.
ويكفي للدلالة على كل هذا الإشارة إلى ما تقوم به العناصر الإرهابية من قتل وخراب ودمار ذهب ضحية جرائمها العبثية الأبرياء من أبناء شعبنا وقواته المسلحة والأمن, ومسلسل الإصرار على ضرب المنشئآت الخدمية والاقتصادية مثل الكهرباء والنفط معممين الظلام على النفوس والعقول وكل مناحي الحياة المتبقية التي تذكرنا بأننا نحيا في القرن الحادي والعشرين.