ولذلك كله نجد أعضاء الفصيلين المتصارعين في منظومة الحكم السابق يعملون كل ما في وسعهم للثأر والانتقام من هذه المحافظة من جهة، والتسابق المحموم لإخضاعها وتركيعها وإذلالها والسيطرة عليها من جهة أخرى.. وتارة نجدهم يشعلون الفتن بين أبنائها وأبناء غيرها من المحافظات..وتارة أخرى يحاولون إظهارها بالمظهر المتخلف القبيح، يشوهون جمالها بتكديس مخلفات القمامة في كل شوارعها وأزقتها وبصورة مقصودة ومتعمدة.
لا يغيب عن احد من أبناء تعز أو متابعي أحداثها حقيقة ما يجري في هذه المدينة المدنية من فوضى ممنهجة ومنظمة تديرها عصابات الخمير الحمر التي لا تدرك حقيقة نتائج لعبتها القذرة، وهي تسعى لاغتيال ما بقي من وعي وطني يرفض الإذلال والتعصب الأعمى ولا يقبل بالقوى التقليدية المفتقرة لأي مشروع مدني نهضوي خاصة بعد أن فشلت مشاريع تلك القوى في غير اليمن من تحقيق مآربها وباتت تراهن في أكثر من مكان على تحاشي تكرار تلك الهزيمة ومنها في اليمن فعمدت إلى ضرب وتفتيت تعز وتحويلها إلى حاضنة للهمج وثقافة الهمجية وساحة لتصفية حسابات قديمة جديدة بين تلك القوى المتسلطة على ثرواتنا ومقدراتنا منذ أن عرفنا أنفسنا.
المشكلة أن جميع أبناء تعز يعلمون تلك النوايا ويعرفون أدق تفاصيلها ولكنهم صبورون ليس من ضعف وعدم معرفة ولكنهم يعلمون أن مؤججي وممولي الفوضى في تعز هم اللاعبون أنفسهم في مؤتمر الحوار فليس من المنطقي أن تكون تعز الذريعة لإفشاله وإلا لخرجت تعز عن بكرة أبيها تنفض عن نفسها ما علق بها من أدران هي من فعل أُناس لا ينتمون إليها ولكن أدواتهم للأسف يظن أنهم من تعز وبعض الظن إثم.؟!
حقيقة تعيش تعز اليوم أسواء مراحلها بعد أن استطاع حقد دفين وغبن وغباء المتآمرين نفث عفَّنهم في أوساط التائهين بين الحقيقة والوهم من شباب تعز الفقراء الذين سُلطت عليهم معاول الهدم والتفتيت منذ زمن ولهدف واحد يتكرر في كل زمان ومكان وهو ضمان إخراج هذه المدينة والمحافظة من دائرة الفعل النهضوي..كفاكم تقاسما للفوضى والسلاح والتقطعات والهمجية في هذه المدينة التي خيم البؤس على المكان والزمان ، ولم يبق شيء جميل فيها سوى الرعب الذي تقرؤه في واجهات المنازل وأرصفة الشوارع وجباه الرجال ووجوه الأطفال وخدود النساء..لأنكم وستظلون أحباب الأمس أعداء اليوم وفي كل الأحوال انتم أعداء تعز ولن ترحمكم مهما سخن صفيحها فلاشك ستُحرقون بنار انتم من أشعلها.