وبين في هذه السياق أن ما جرى ويجري من أحداث في اليمن لم تكن منفصلة عن مسار الأحداث في المنطقة العربية لتكون ثورات الربيع العربي التجلي الأوضح لذلك التلازم مع التأكيد على نموذجية اليمن في تحقيق التغيير السلمي الذي- استنادا إلى المعطيات- يمضي في اتجاه مفاجأة العالم رغم المصاعب المنبثقة من طبيعة تشابك القضايا في هذا البلد العربي الذي شعبه الحضاري العريق لن ينسى مواقف أشقائه في دول مجلس التعاون الخليجي وأصدقائه في المجتمع الدولي إلى جانبه, والتي مازالت تكتسب أهميتها الحيوية والإستراتيجية على طريق استكمال تنفيذ المبادرة الخليجية خصوصاً أن اليمنيين قد بلغوا مرتكزها المحوري والمفصلي- الحوار الوطني الشامل- وفيه سوف يحلون قضاياهم ويعالجون مشاكلهم مهما كانت عصية.
ففي النهاية ستتغلب حكمتهم وسيتوافقون ويتفقون على إعادة صياغة حاضرهم ومستقبلهم وفقاً لرؤى وتصورات تستجيب لمصالح الجميع في التغيير وبناء الدولة التي يريدها الشعب اليمني وفي المقدمة الشباب الذين خرجوا في ثورة تنشد تغييراً يؤسس ليمن جديد تسوده العدالة والمساواة واحتكام الجميع للنظام والقانون الذي يعلو على الجميع ولا يُعلى عليه أي مركز اجتماعي أو سياسي أو عسكري ولا الانتماءات والعصبيات والولاءات المناطقية والقبلية والمذهبية والطائفية والحزبية والجهوية التي يفترض أن تكون من مساوئ ماضٍ قبرناه على طاولة الحوار, ومن خلال نتائج أدت إلى صيغٍ جديدة بنيت على حل القضية الجنوبية وصعدة اللتين تشكلان بوابة الدخول لحل كافة مشاكل اليمن السياسية والاقتصادية والأمنية وعلى نحوٍ يحفظ له وحدته ويؤدي إلى أمن واستقرار وطيد يمكن اليمنيين من التفرغ لتنمية وطنهم تنمية مستدامة تحدث نقلة نوعية تطورية تُثمر تقدماً ورقياً وازدهاراً لجيل اليوم والأجيال القادمة.