مقاطين منطقة شاطئية جميلة تابعة لمديرية أحور محافظة أبين تبرز فيها جبال تحميها من الرياح الموسمية، وتتبع منطقة مقاطين العديد من الجزر القريبة من شاطئها التي تمتاز بوفرة أسماكها وتنوعها، كما يحتوي بحرها على متحف عائم من الشعب المرجانية الرائعة يجعلها أغنى منطقة سمكياً لتوفر البيئة المناسبة لتكاثر الأسماك .
وقد تمكن أهالي المنطقة والمشتغلون في عمليات الاصطياد التقليدي من فرض اجراءات صارمة بمنع الغوص ببنادق الصيد ومنع فرش شباك الصيد على شواطئها، كما يمنع أهالي المنطقة من استخدام السخاوي المعدنية في عمليات الاصطياد، ومنع ومصادرة معدات الغوص والشباك السخاوي ومنع المخالفين من الاصطياد في شاطئ مقاطين، ويسمح فقط بالاصطياد التقليدي عبر خيوط التجليب العادية، واستخدام شباك الصيد بمعايير دقيقة وفي عمق البحر .
تلك الإجراءات البسيطة الصارمة، بجهود أهالي المنطقة تمكنوا بها من الحفاظ على مستوى المخزون السمكي وتنوعه وتنميته، كما تمكنوا من الحفاظ على مصدر عيشهم.
وعلى بعد 220كم غربا وتحديدا في محافظة عدن تجد بحارها مستباحة بكل ما تم منعه في مقاطين وأكثر، وتلك الاعتداءات تحدث في عدن وكأن ليس لعدن احد يدافع عن مصالحها وبحارها وثرواتها .
بحر في عدن تنتشر فيه الشباك القريبة من الشواطئ لعدة أشهر وتسمى تلك الطريقة (القصوص والمدود ) وفيها يذهب مالك الشباك إليها في البحر ليستخرج ماعلق فيها من اسماك، ويكون بعض تلك الأسماك قد تعفن فيها فيقوم برميها في البحر وتبقى الشباك عالقة في البحر الى ما لا نهاية، ومع حركة تيارات البحر القوية تتحرك الشباك وتختفي على الصياد فيقوم بانزال شباك اخرى، وتلك العملية الجائرة أدت إلى هروب أنواع كثيرة من الاسماك .
وهناك الاصطياد بالسخاوي المعدنية والتي من المؤكد وبحسب تقرير سابق من هيئة حماية البيئة تنتشر على طول وعرض بحار عدن متسببة بضرر بالغ على البيئة البحرية.
وهنا لابد أن تبدأ السلطات بإعداد فرق حماية الثروة السمكية من تعديات اضرت كثيرا بالمخزون السمكي، فواجب السلطات المحلية في المدن الشاطئية القيام بتشكيل فرق مراقبة من صلاحياتها المصادرة والمخالفة وانزال الغرامات المالية بالتعاون مع مكاتب الأسماك في المديريات الثمان، بعد تمكينها من المعدات والصلاحيات والوسائل والمقدرات المالية لإتمام عملها في الحفاظ على مستويات المخزون السمكي لعدن .
نحن مساءلون عن هذه الثروة السمكية المتجددة والحفاظ عليها أمام الله اولا، وواجب علينا تنميتها جيلا يعد جيل باعتبارها ثروة قومية متجددة، ولاتحتاج أكثر من إرادة وشيء من مخافة الله وإدراك شديد بأهمية الحفاظ عليها كثروة حبانا الله بها .
فما قام به رجال شاطئ مقاطين في مديرية أحور محافظة أبين بالإمكان القيام به في محافظة عدن والتي تمتلك شواطئ طويلة خصبة و كوادر متخصصة في علوم البحار والاحياء البحرية قادرة على وقف تلك الأعمال التي أضرت بمستويات المخزون السمكي، وتقنين اعمال الاصطياد، بدلا من أن يرحل صيادو عدن إلى سواحل الصومال وجيبوتي في رحلات شديدة الخطورة بحثا عن مصدر رزقهم .