صنعاء / سبأ;أكدت وزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور العزم للمضي نحو بناء يمن جديد يحترم ويصون حقوق الإنسان .وأشارت في الحفل الذي أقيم أمس بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان الى أن قضية حقوق الإنسان احتلت صدارة اهتمام الحكومة ، ويجب أن تكون كذلك موضوع اهتمام مختلف الفاعلين من القوى السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص والمجتمع الدولي الداعم لليمن خاصة في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة والتاريخية التي تمر بها بلادنا .وأضافت مشهور أن احتفالنا هذا العام باليوم العالمي لحقوق الإنسان يأتي واليمن تقترب من إنجاز أهم استحقاق وطني في المرحلة الانتقالية والمتمثل في اختتام أعمال مؤتمر الحوار الوطني بالرغم من الصعوبات والتحديات الأمر الذي يدعو إلى استدراك واستشعار القوى الوطنية المخلصة والمجتمع الإقليمي الداعم أهمية هذا العمل الوطني الهادف الى رسم خارطة مستقبل اليمن الجديد - يمن الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية وسيادة القانون والنظام واحترام وحماية حقوق الإنسان والخروج من دوامة العنف والصراع إلى رحاب البناء والتنمية والاستقرار .ولفتت إلى أهمية مؤتمر الحوار الوطني في إنجاز دستور جديد للبلاد تتجسد فيه مبادئ وأحكام واضحة وصريحة لاحترام وتعزيز و حماية حقوق الإنسان وردع ومعاقبة منتهكيها، وبينت أن جل أعمال مؤتمر الحوار تمحورت حول حقوق الإنسان وتقديم الرؤى والتصورات بحلول ومعالجات لإنصاف الإنسان الذي مازال يعيش تداعيات ماض وواقع مرير بتجاوزات كبيرة وخطيرة لحقوق الإنسان .واستعرضت وزيرة حقوق الإنسان في كلمتها أهم الانجازات التي تحققت على صعيد تعزيز حقوق الإنسان .. مبينة أن الوزارة تعكف حاليا على ترجمة كل ما يتعلق بالإستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب إلى خطط وبرامج عمل ذات أبعاد مختلفة ، بعضها يلامس التغيير في المناهج التعليمية وبعضها يعنى ببناء القدرات الوطنية لاجتثاث الإرهاب وأخرى تعنى بمكافحة الفقر ومكافحة الفساد في كل مؤسسات الدولة .ونوهت بجهود الداعمين والمتابعين والمهتمين بملف حقوق الإنسان في اليمن .. مطالبة بمزيد من الشراكات والتحالفات والمتضامنين مع حقوق الإنسان من أجل التطوير والانتصار لحقوق الإنسان وكرامته. من جانبه أكد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الى اليمن جمال بنعمر أن انتهاكات حقوق الإنسان ما تزال ترتكب بشكل ممنهج في العديد من الدول ومن ضمنها اليمن .وقال “ رغم أنّ الإعلان العالمي دخل موسوعة “غينيس” كأكثر الوثائق ترجمة في العالم ، لا تزال انتهاكات حقوق الإنسان ترتكب بشكل ممنهج في كثير من الدول ، وللأسف اليمن ليس استثناء، فقد عانى اليمنيون واليمنيات طويلاً من انتهاكات جسيمة ، إضافة إلى المهمّشين والفئات المستضعفة كالنساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة».وأضاف “ أمام اليمن حالياً الكثير من المهام لتصويب أوضاع حقوق الإنسان، وقد بدأت المسيرة فعلاً في اتفاق نقل السلطة ومؤتمر الحوار الوطني ،حيث دأبت فرق العمل المختلفة على وضع أسس واعدة سوف تساهم في منع تكرار انتهاكات حقوق الإنسان، ويناضل كثير من الناشطات والناشطين اليمنيين على هذا الدرب ».وأشار إلى أن اليمن شهدت خروج آلاف اليمنيات واليمنيين إلى الساحات ينشدون التغيير ، وينشدون طيّ صفحة الماضي، وطيّ صفحة الحروب والنزاعات والاستقواء بالمال والسلاح على الضعفاء والاستئثار بالسلطة والفساد والانتهاكات الفظيعة لأبسط حقوق المواطنة.وقال “ لقد خرجوا ينشدون أملاً جديداً، ويمناً جديداً، تسوده قيم الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان، يمن يكون فيه القانون فوق الجميع دون استثناء، ولكن جهودهم ومساعيهم هذه واجهت تحديات كبيرة وعراقيل كثيرة تهدف إلى إعاقة العملية الانتقالية الفريدة من نوعها في تاريخ اليمن والمنطقة ، وليس التفجير الإرهابي الذي استهدف قبل بضعة أيام مستشفى مجمع وزارة الدفاع في صنعاء إلا دليلاً على حجم هذه التحديات». وأضاف جمال بنعمر ان أمام اليمنيين الآن فرصة لضمان حماية فعلية لحقوق الإنسان وعدم تكرار انتهاكات الماضي، وتقدمهم في العملية الانتقالية وإنجاحهم مؤتمر الحوار الوطني كفيلان بتحقيق ذلك وستكون المسيرة طويلة وشاقة، وستتطلب تعاون جميع المدافعين عن حقوق الإنسان ، فغايتنا مشتركة، لأنّ مرجعية الأمم المتحدة هي القيم النابعة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي نحتفي به اليوم ، ولهذا نحن سنبقى منحازين بفخر لهذه القيم وللمدافعين عنها ».بدوره أكد الممثل المقيم للبرنامج الانمائي للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد التزام ودعم الأمم المتحدة لليمن شعبا وحكومة ومنظمات المجتمع المدني من أجل بناء مستقبل جديد لليمن مستقبل يحيا فيه الجميع حياة هانئة بسلام . ولفت الى ان اليمن تواجه العديد من التحديات .. منشيراً ألى أهمية أن يكون احترام حقوق الإنسان جوهر كل الأنشطة التي تتعاطى مع هذه التحديات من حقوق سياسية مثل حرية التعبير والحماية تحت سلطة القانون وكذا الحق في الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والغذاء والمياه النظيفة .وشدد على ضرورة الالتزام بالشفافية والمساءلة من أجل مشاركة الأفراد والنساء والفئات المهمشة في الحياة العامة .. منوها بالإنجازات الإيجابية التي تحققت في إطار مؤتمر الحوار الوطني.. معتبرا أن الدفع بالعملية السياسية قدما توجه مهم ينبغي أن يستمر .فيما أكد نائب المفوضية السامية لحقوق الإنسان جورج أبو زلف أهمية الاحتفال بهذه المناسبة لتجديد العزيمة والإرادة الحرة والتصميم لمواجهة كل التحديات والعقبات أمام الشعب الواحد وتطلعاته نحو مستقبل البناء واحترام حقوق الانسان وحمايتها ورسم مستقبل المحبة والوئام والتسامح بين كافة أطياف الشعب اليمني .كما ألقيت في الحفل كلمات من قبل ممثل شبكة حقوق الإنسان اليمنية جمال الشامي وممثل منتدى الأعمال التجارية وحقوق الإنسان في اليمن حسن الكبوس، طالبا فيها الحكومة ببذل جهد كبير في تحسين وضع حقوق الإنسان ومراقبة ومحاكمة كل من ينتهك حقوق أي فرد في المجتمع وأن تضاعف جهودها في التوعية لتعزيز وترسيخ مبادئ حقوق الإنسان .وتخلل الاحتفال إعلان أسماء الفائزين في مسابقة فيديو حقوق الإنسان التابع لبرنامج الأمم المتحدة والذين شاركوا بتقديم أفلامهم بحسب المعايير التي تتبعها الأمم المتحدة حيث تبلغ قيمة الجائزة ثلاثة آلاف دولار ، كما تم تكريم عدد من الشخصيات البارزة والمساهمة بشكل فعال في تعزيز حقوق الإنسان .