ألقى كلمة اليمن في الدورة التاسعة لمنتدى حوار المنامة .. القربي :
المنامة / سبأ:القى وزير الخارجية الدكتور أبوبكر عبدالله القربي مساء أمس الأول في المنامة كلمة الجمهورية اليمنية في الدورة التاسعة لمنتدى حوار المنامة . جاء ذلك لدى مشاركته في الجلسة العامة الرابعة للمنتدى التي عقدت تحت عنوان “التعاون العسكري والوساطة والتدخل: عوامل استقرار الشرق الأوسط”؛ و شارك فيها وزير خارجية النرويج بورج بريندي ووزير خارجية كندا جون بيرد ونخبة من المفكرين والباحثين والأكاديميين والمسؤولين والقيادات العسكرية والأمنية من مختلف دول العالم.و استهل وزير الخارجية الكلمة بتوجيه الشكر الى مملكة البحرين والمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية لرعايتهم والتنظيم المميز لهذا المنتدى، مهنئاً القائمين على الحوار بالمشاركة عالية المستوى في هذه الدورة والتي وصلت الى 40 وزيراً. كما شكر الدكتور القربي كل الاشقاء والأصدقاء الذين تحدثوا في هذا المنتدى وقدموا في كلماتهم التعازي الى اليمن في ضحايا الاعتداء الارهابي الاجرامي الذي تعرض له مستشفى مجمع الدفاع في العاصمة صنعاء.واردف قائلاً “ان اليمن وهي تقدر عاليا الدعم المعنوي للأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ولحكومة الوفاق من خلال الاتصالات المباشرة او الادانات التي صدرت من العديد من العواصم .. الا ان ذلك وحده لا يكفي ويجب ان يواكبه دعم حقيقي لقوات الجيش والامن في جوانبه اللوجستية والفنية والتدريب والتأهيل”.ومضى قائلاً “ يجب إعادة النظر في اسلوبنا في مكافحة الارهاب بحيث تكون مواجهة شاملة لا تعتمد على الجانب الامني والاستخباراتي وانما تطال الجوانب الدينية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والقضاء على البطالة في أوساط الشباب”.وعبر وزير الخارجية عن آماله في مساندة جهود الدولة في خلق فرص عمل ومجابهة مظاهر الفقر الذي يعتبر العنصر الأساسي في استقطاب الشباب لمسار التطرف والإرهاب.وابدى استغرابه من سهولة حركة العناصر الإرهابية بين دول المنطقة، مشيراً إلى ان لدى الحكومات الشقيقة والصديقة مسؤولية في كبح جماح تنقلات العناصر المطلوبة واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من هذه الظاهرة.وتطرق وزير الخارجية في الكلمة الى التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط والعوامل المؤثرة على استقرارها .وقال الدكتور القربي “إن منطقة الشرق الأوسط تختلف عن المناطق الجغرافية الأخرى من حيث توحد الثقافة والتاريخ والصلات”.. موضحا أن الموقع الجغرافي للمنطقة يكتسب اهمية خاصة كونه جسر ترابط بين افريقيا وآسيا، كما تقع على مشارفه أوروبا.واستطرد قائلاً :«إن التفاعلات الداخلية والخارجية يمكن ان توظف إذا كان الهدف منها استقرار الدولة”.. مبينا ان استقرار اليمن من استقرار المنطقة والعكس صحيح.وخاطب وزير الخارجية المشاركين قائلاً “مضيق هرمز والممرات المائية في باب المندب وقناة السويس تتحكم بشحنات مصادر الطاقة”.وذكر وزير الخارجية ان التدخل الخارجي في الأزمة السياسية اليمنية كان إيجابياً .. لكون العملية السياسية استندت الى مبادرة رعاها الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي الذين هم على دراية بخصوصيات اليمن ..مشيداً في هذا الخصوص بدور مجلس الامن في تعزيز مسار نجاح المبادرة.وتابع الدكتور القربي قائلا:« إن قضايا الحريات والديمقراطية وحقوق الانسان لم تظهر على قائمة اولويات الدول الغربية قبل احداث 11 سبتمبر”.. لافتا انتباه الحضور الى ان المنطقة العربية كانت متأخرة في هذه الجوانب الحيوية واليوم اصبحت ثانوية مقارنة بالاهتمام بمجالات مكافحة الإرهاب.وتطرق الوزير القربي الى التدخلات العسكرية في المنطقة والضغوطات الدبلوماسية والقوى الناعمة من خلال المنظمات المدنية والعقوبات الاقتصادية.. مشيرا الى ان بعض التدخلات الخارجية خلقت آثارا سلبية وأزمات لسوء التقدير والفهم الخاطئ لتركيبة المنطقة.إلى ذلك، شارك المستشار الاعلامي في سفارة اليمن بواشنطن محمد احمد الباشا في طاولة نقاش حول “إدارة التغيير في الشرق الأوسط” وسلط الضوء على علاقة الاستقرار الامني السياسي والنمو الاقتصادي في انجاح التغيير المرجو. واستعرض الباشا التحديات التي تواجه اليمن والتي تشمل تهديدات امنية مختلفة تتصدرها التهديدات الإرهابية ومخاطر إذكاء فتنة الصراع المذهبي فضلا عن تدفق اللاجئين الافارقة وشحة موارد الدولة في معالجة الاحتياجات الاساسية . ودعا الباشا المجتمع الدولي إلى صياغة استراتيجية بعيدة لدعم اليمن بما يمكنه من التغلب على كافة التحديات ومعاجلة مختلف الاختلالات القائمة . . مؤكدا في الوقت ذاته على أهمية تمكين الشباب من المشاركة بفاعلية في صنع مستقبل اليمن.