بكين/ سبأ: تتواصل بالعاصمة الصينية بـكـين فعاليات ملتقى الشباب العربي الثاني الذي تنظمه وزارة الخارجية الصينية بمشاركة 60 مشاركاً ومشاركة من كافة الدول العربية، ويستمر أسبوعاً».وفي الافتتاح استعرض مدير إدارة غرب آسيا وشمال افريقيا بوزارة الخارجية الصينية السفير تشن شياودونغ، مراحل تطور العلاقات التاريخية بين البلدان العربية والصين منذ العصور القديمة ما قبل الإسلام عن طريق تجارة الحرير البرية والبحرية وحتى الوقت الراهن والتي تتطلب مرحلة جديدة من التعاون والتواصل والتبادل الشامل بين الجانبين في مختلف المجالات لإحداث تنمية شاملة بين الجانبين حسب تعبيره.وأكد أن العلاقات اليمنية - الصينية متقدمة وتسير في الاتجاه الصحيح، وأن وزيارة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي مؤخراً إلى الصين، أحرزت نتائج إيجابية وكانت ناجحة بكل المقاييس، مبدياً استعداد الحكومة الصينية بسرعة تنفيذ ما تم التوصل إليه في الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين والاستمرار في لعب دور ايجابي لتعزيز الانتقال السلمي للسلطة والمساهمة في إعادة أعمار اليمن .ونوه بدور الشباب والإعلام العربي المشترك في تعزيز الصداقة العربية - الصينية، القائمة على السلام والاستقرار والتنمية المشتركة و الاحترام والتفاهم المتبادل والخالية من أي مصالح شخصية.. مؤكداً أن الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية حيث بلغ حجم التعاون والتبادل التجاري خلال العام الماضي 2013 قرابة 220 مليار دولار بنسبة نمو 10,5 بالمائة عن العام الماضي وأكثر من 11 ضعفاً عن عام 2001 م، كما أنه يعتبر أهم وأكبر شريك في مجال شراء النفط الخام من السوق العربية.وأشار إلى أن ملتقى الشباب والإعلام العربي في الصين واحد من 12 آلية للتعاون العربي - الصيني تسعى من خلالها الصين لتطوير التعاون الاستراتيجي بين الجانبين لمواجهة القضايا العالمية والإقليمية وبما يساهم في تعزيز السلام والأمن والاستقرار في العالم والمنطقة، بالإضافة إلى رفض كافة أشكال الهيمنة واستخدام القوة وعدم التدخل في الشئون الداخلية.كما تطرق شياودونغ إلى سياسة الصين الخارجية إزاء مختلف القضايا في المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ودعم الحقوق والقضايا العادلة وإقامة علاقات دبلوماسية معها وتجلى ذلك بوضح من خلال المبادرة التي قدمتها الحكومة الصينية لحل النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي، وتقديم المساعدات وجوانب التأهيل والتدريب للكادر الفلسطيني.واستعرض الخطوات والمبادئ الخمسة للتعايش والمعايير التي اعتمدت عليها الصين لتحقيق الحلم الصيني والمتمثلة في :«طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية التي قامت على أساس خدمة الشعب وإعطائه كافة حقوقه وكفالة حريته والمواطنة المتساوية، وإرساء قواعد الديمقراطية الحقيقية، والاعتماد على نظام تطبيق الإصلاح والانفتاح والاعتراف بالأخطاء وتصحيح السياسات التي تتناسب مع سياسة العصر، وتوفير البيئة الاجتماعية الآمنة والمستقرة التي تعد احد أهم عوامل الإصلاح والنجاح والنهضة الثقافية والتنموية والاقتصادية، بالإضافة إلى الاعتماد على الذات.وأوضح أن الصين خلال الفترة القادمة قدمت مساعدات للدول العربية بقيمة 23 مليار ين صيني، وساهمت في تدريب وتأهيل أكثر من 14 ألف كادر وقدمت العديد من المشاريع الخدمية والتنموية في مختلف المجالات الصحية والاقتصادية والرياضية والتعليمية للبلدان العربية، وتسعى الصين إلى تنفيذ مشروع التجارة الحرة بين الصين ودول الخليج ،وتعزيز التكامل الاقتصادي الذي كان حلقة وصل مهمة في طريق الحرير البري والبحري، فضلا عن وضع الخطة الخمسية 12 للإصلاحات السياسية والاقتصادية والمالية في الصين وفق خصائص بعيدة المدى.. وقال :» أن الصين باعتبارها أكبر دولة نامية والدولة النامية الوحيدة في مجلس الأمن لا يمكن أن تتنصل من مبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية لأي بلد نامي ،ويجب علينا تقديم مساعدات كبيرة للدول التي تخوض تحولات سياسية وجذرية في المنطقة، مضيفاً:» مصلحة الوطن العربي واستقرار المنطقة يخدم الصين والعكس».عقب ذلك عقدت بوزارة التجارة جلسة حوار ونقاش قدم خلالها مسئول إدارة غرب آسيا وشمال افريقيا بالوزارة لي ييوبينق» عرضاً موجزاً حول التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية».وأشار إلى أن السنوات الماضية شهدت تطوراً ونمواً كبيرا في حجم التبادل التجاري بين الصين والبلدان العربية وصلت إلى 30 بالمائة خلال 2012م بإجمالي 220 مليار دولار بزيارة 13 بالمائة عن العام المقابل، فيما وصل حجم الاستثمارات الصينية في البلدان العربية إلى نحو 15 مليار دولار في مجالات الصناعات البتر وكيماوية والملابس والصناعات الخفيفة وتجميع السيارات وصناعة تكنولوجيا المعلومات وساهمت في توفير أكثر من ألف فرصة عمل، فيما ارتفعت الاستثمارات العربية في الصين إلى قرابة ثلاثة مليارات دولار ،بالإضافة إلى استثمارات أخرى في مجال الأسهم وشراء صناديق ائتمان في البورصة الصينية.وتطرق إلى مجالات التعاون المالية والسياحية والصحية والبيئية حيث تم خلال السنوات الماضية افتتاح فروع للبنك الصيني في عدة دول عربية وكذا افتتاح فروع لبنوك عربية في الصين، وافتتاح شركات طيران عربية في الصين والعكس ساهمت في تسهيل الحركة والتنقل من الجانبين ونقلت خلالها أكثر من 400 ألف سائح صيني خلال العام الماضي 2012م إلى البلدان العربية، وبواقع أكثر من مائة رحلة أسبوعياً، إضافة إلى البعثات الطبية المنتشرة في عدد من البلدان العربية «.وأثريت الجلستان بالمداخلات والنقاشات المقدمة من الوفد العربي حول مجمل القضايا والأوضاع الراهنة في المنطقة العربية ودور الصين في تحقيق الأمن والاستقرار وإحلال السلام في المنطقة، إلى جانب الدور الاقتصادي.وكان الوفد قد أطلع على القصر الإمبراطوري، وزيارة إستاد «عش الطيور والمكعب المائي» الذي أقيمت فيه فعاليات أولمبياد بكين، وتعرف الوفد على جزء من الحضارة الصينية والعوائل الإمبراطورية التي حكمت الصين على مر التاريخ وصولاً إلى الحكم الحالي الذي قاد الصين في فترة وجيزة إلى أعظم اقتصاديات العالم.واستمع الوفد من مسئول إدارة غربي آسيا وشمال افريقيا بوزارة الخارجية السيدة لي لينغينغ إلى شرح مفصل حول طبيعة الملتقى الذي يهدف الى تطوير وتوسيع علاقات التعاون الثنائية بين الصين والدول العربية في مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية.واستعرضت برنامج الملتقى الذي يشمل جلسات حوار ومناقشة مع المسئولين في وزارات الخارجية والتجارة والتخطيط والمؤسسات الثقافية والوفد العربي، حول آلية تفعيل وتطوير جوانب التعاون السياسي والاقتصادي والتجاري والثقافي».وأشارت لي لينغينغ إلى أن ملتقى الشباب العربي أعلن على هامش فعاليات منتدى التعاون العربي -الصيني، بغرض إيجاد آلية لتبادل الخبرات ووجهات النظر إزاء مختلف القضايا السياسية والثقافية والاقتصادية وآلية تعزيزها، ودور السياسة الخارجية للصين خلال الأوضاع الراهنة.ويشمل البرنامج زيارة عدد من المواقع السياحية والتاريخية والمتحف الوطني وشبكة الصين الإلكترونية، وجامعة الدراسات الأجنبية في بكين، ومشاهدة بعض العروض الفنية في مسرح تشاويانغ، إضافة الى التعرف على معرض التخطيط لمدينة تيانجين، وزيارة منطقة دونغجانغ الخالية من التعرفة الجمركية في الميناء، والإطلاع على معرض التخطيط لمدينة تشونغ تشينغ وزيارة عدد من المجموعات الصناعية والتجارية للتكنولوجيا المحدودة وشركة السيارات ليفات، وزيارة متحف الأودية الثلاثة وياعقة الشعب وبلدية تسيتشيكو».
|
تقارير
انطلاق فعاليات الملتقى العربي الثاني للشباب في العاصمة الصينية بكين
أخبار متعلقة