العاهل السعودي في خطاب تاريخي:
14
اكتوبر/ متابعات:بعد أقل من 24 ساعة على الخطاب الذي القاه الرئيس الأمريكي باراك اوباما حول الوضع في مصر، ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كلمة، مساء أمس الأول الجمعة، تعليقاً على تطورات الأحداث في مصر، أكد فيها أن كل من يتدخل في شؤون مصر الداخلية يوقد الفتنة، مؤكداً أن السعودية، شعباً وحكومة، وقفت وتقف اليوم مع أشقائها في مصر ضد الإرهاب والفتن.ونظرا لاهمية تلك الكلمة وردود الأفعال التي أحدثتها تنشر صحيفة (14 اكتوبر) نص كلمة العاهل السعودي والاصداء الواسعة لذلك الخطاب..«لقد تابعنا ببالغ الأسى ما يجري في وطننا الثاني جمهورية مصر العربية الشقيقة، من أحداث تسُر كل عدو كاره لاستقرار وأمن مصر، وشعبها، وتؤلم في ذات الوقت كل محب حريص على ثبات ووحدة الصف المصري الذي يتعرض اليوم لكيد الحاقدين في محاولة فاشلة ـ إن شاء الله ـ لضرب وحدته واستقراره، من قِبَل كل جاهل أو غافل أو متعمد عما يحيكه الأعداء.إنني أهيب برجال مصر والأمتين العربية والإسلامية والشرفاء من العلماء، وأهل الفكر، والوعي، والعقل، والقلم، أن يقفوا وقفة رجل واحد، وقلب واحد، في وجه كل من يحاول أن يزعزع دولة لها في تاريخ الأمة الإسلامية، والعربية، مكان الصدارة مع أشقائها من الشرفاء. وأن لا يقفوا صامتين، غير آبهين لما يحدث (فالساكت عن الحق شيطان أخرس).ليعلم العالم أجمع، بأن المملكة العربية السعودية شعباً وحكومة وقفت وتقف اليوم مع أشقائها في مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة، وتجاه كل من يحاول المساس بشؤون مصر الداخلية، في عزمها وقوتها ـ إن شاء الله ـ وحقها الشرعي لردع كل عابث أو مضلل للبسطاء الناس من أشقائنا في مصر. وليعلم كل من تدخل في شؤونها الداخلية بأنهم بذلك يوقدون نار الفتنة، ويؤيدون الإرهاب الذي يدعون محاربته، آملاً منهم أن يعودوا إلى رشدهم قبل فوات الأوان فمصر الإسلام، والعروبة، والتاريخ المجيد، لن يغيرها قول أو موقف هذا أو ذاك، وأنها قادرة ـ بحول الله ـ وقوته على العبور إلى بر الأمان، يومها سيدرك هؤلاء بأنهم أخطؤوا يوم لا ينفع الندم».[c1]مواقف السعودية تاريخية تجاه مصر[/c]في سياق متصل أكد خبراء وكتاب سياسيون سعوديون وعرب أن خطاب الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز الذي وجهه للفرقاء في مصر، يسجل له تاريخياً، وأن ما يحدث في مصر هو محاولة لتقسيمها وقصم ظهر المجتمع العربي من خلال ذلك، مؤكدين أن الخطاب يستنهض همم القادة العرب لتقديم دور فاعل في تخطي مصر لأزمتها.فمن جهته، يقول الكاتب السعودي يوسف الكويليت: «أعتقد أن الملك بادر بأهم موقف يسجل في تاريخ العرب الحديث»، لافتاً إلى أن مصر كانت تحترق وعلى خط التقسيم، وكانت بالفعل المستهدف الأول بعد العراق وسوريا، وكانت بالفعل يراد أن يقصم ظهر العرب من خلال تدميرها».واكد الكويليت أن «الملك عبدالله أدرك كل ذلك، وعرف خيوط المؤامرات التي تدار، وعرف ما هي اللعبة الدولية بشكلها المطلق، وهذا جاء عن ذهنية عالية جداً، وشخصية فذة في مواقفه في الحقيقة، وهذا الموقف يسجل في هذه المرحلة بالذات، وضد دول كبرى وقوى كبرى وإرهاب ممنهج في داخل مصر وغيرها، ويراد أن يمتد داخل كل الوطن العربي».وتابع: «طبعاً الإعداد لما يحدث في مصر يتم من دول عالمية مختلفة ودول إقليمية بشكل خاص، ولكن فوتت عليهم الفرصة، ولو استمر الاعتصام شهراً أو شهرين لربما غرقت مصر بأسلحة تستورد من جهات عدة من سيناء ومن جهة ليبيا، وعن طريق إيران بواسطة السودان. كله كشف في اللحظات الأخيرة وأحرج الإخوان كثيراً».واعتبر الكويليت أن الواجب القومي لا يتجزأ، وكون الملك يبادر ويضع ثقل المملكة التي لها ثقلها في اللعبة السياسية، ولها ثقل في كل النواحي السياسية والاقتصادية وغيرهما، فإن هذه المبادرة ستحرج الآخرين الذين لن يقفوا نفس الموقف مع مصر.من جهته، يرى أستاذ العلوم السياسية ورئيس الجمعية السعودية للعلوم السياسية د.سرحان العتيبي أن «مضمون الخطاب في الواقع هو اهتمامه ورغبته وحرصه على الواقع المصري، ومصالح الشعب المصري، ومحاولة لمّ الصف في هذه الظروف الصعبة جداً».ولفت العتيبي إلى أن الخطاب ينمّ عن غيرة على الأمة العربية، فمصر هي بمثابة الرأس من الجسد من العالم العربي، واستقرارها مهم جداً لكل العرب.وأكد أن المتمعن في الخطاب يرى حياديته وموضوعيته، ولم يكن مع فريق أو آخر، وهذه الحيادية والموضوعية تعكس غيرة وحرصاً على الشعب المصري في المقام الأول. ما يحدث خطير جداً وماسأة، وخطاب خادم الحرمين هو دعوة للجميع ليتناسوا الخلافات، ووضع مصر في مقامها المعروف ومكانتها وتأثيرها في النظام الدولي.وعن أبعاد الخطاب يقول العتيبي: «الخطاب له صدى كبير، فهو صادر عن خادم الحرمين الشريفين، وهو الذي له مكانة وتقدير كبيران، ويفترض بالفرق المتصارعة أن تأخذ في اعتبارها أهمية الخطاب وتوقيته».بدوره علّق رئيس تحرير صحيفة «الرياض» السعودية، تركي السديري، بأن موقف الملك عبدالله واضح في دعمه لوحدة مصر ونبذ الدوافع الحزبية لتفتيت هذا الشعب المهم في المجموع العربي.وقال السديري إن ما يحدث في مصر ليس خلافاً حزبياً، وإنما هو مواجهة بين الدولة وفئة تحاول أن تتدخل لإسقاط الجماعية، مؤكداً أن هناك حكومة مؤقتة وأنها تعمل للإعداد للانتخابات، مستغرباً من فئات لا تبارك هذه الخطوة المؤقتة لاستعادة وضع مصر في العالم العربي.أما وزير الإعلام الأدرني الأسبق صالح القلاب فاستحضر موقف السعودية من مصر في حرب أكتوبر 1973، حين اتخذت السعودية موقفاً قوياً كان سبباً للنصر في تلك الحرب مع إسرائيل.وأشاد القلاب بموقف الملك عبدالله، معتبراً أن «الملك عبدالله بن عبدالعزيز رجل مواقف تاريخية، يقول كلمة الحق، وأن المملكة العربية السعودية أثبتت اليوم كما تفعل دائماً أنها جدار الأمة العربية الصامد».واعتبر القلاب أن الوقوف مع مصر مُهم في هذه المرحلة، حيث إن جماعة الإخوان تلعب دور حصان طروادة في الجسم العربي، مستنكراً الموقف الأميركي عبر الرئيس أوباما، والموقف الأوروبي والتركي، وكيف كان موقف التدخل في الشأن المصري متوعداً في مقابل الصمت أمام سوريا.ومن ناحيته أكد المحلل المصري عبداللطيف المناوي أن الموقف السعودي المتمثل في كلمة الملك عبدالله يؤكد إدراك السعودية أن سقوط مصر لن يكون في صالح الأمة العربية، وأن حمايتها والوقوف معها مهم للعرب وللمفهوم الحقيقي للإسلام.واستنكر المناوي الموقف الذي اتخذته بعض القوى الغربية، معتبراً أن موقفهم غريب ولا يتضح الدافع وراءه، وهو الذي دفع قادة الإخوان لاستمرار سيل الدماء المصرية.وحمّل المناوي القوى الغربية التي تدعم الإخوان مسؤولية الدم المُسال، فيما أثنى على موقف الملك عبدالله الذي اعتبره رداً على تصريحات القوى التي تسعى لمصالحها على حساب مصر.[c1]الإمارات تؤيد الموقف السعودي[/c]من جانبها أعربت دولة الإمارات العربية المتحدة عن تأييدها ودعمها الكامل لتصريح الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية حول الأحداث الجارية في جمهورية مصر العربية.وأكدت دولة الإمارات ان هذا التصريح ينم عن اهتمام خادم الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية بأمن واستقرار مصر وشعبها، كما يأتي في لحظة محورية مهمة تستهدف وحدة مصر الشقيقة واستقرارها وينبع من حرص خادم الحرمين الشريفين على المنطقة ويعبر عن نظرة واعية متعقلة تدرك ما يحاك ضدها.وتغتنم الإمارات العربية المتحدة هذه الفرصة لتقف مع المملكة العربية السعودية في دعم مصر الشقيقة وسيادة الدولة المصرية وتؤكد انها تدعم دعوة خادم الحرمين الشريفين لعدم التدخل في شؤون مصر الداخلية.وأشادت الإمارات بموقف العاهل السعودي الثابت والحازم ضد من يوقدون نار الفتنة ويثيرون الخراب فيها انتصارا لمصر الإسلام والعروبة.[c1]الأردن: أهمية مصر محورية للأمة العربية[/c]إلى ذلك أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، ناصر جودة، أن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني يقف إلى جانب مصر الشقيقة في سعيها الجاد نحو فرض سيادة القانون واستعادة عافيتها وإعادة الأمن والأمان والاستقرار لشعبها العريق وتحقيق إرادته في نبذ الإرهاب وكل محاولات التدخل في شؤونه الداخلية.وأشاد جودة في حديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) بموقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، الذي أكد فيه أن على المصريين والعرب والمسلمين التصدي لكل من يحاول زعزعة أمن مصر وشعبها.وأضاف أن أهمية مصر المحورية للأمة العربية والعالم تتطلب منا جميعاً الوقوف ضد كل مَنْ يحاول العبث بأمنها وأمانها.
![](https://14october.com/uploads/content/1308/7SWPW5LK-USDYWO/1155001212.jpg)