القاهرة/ متابعات:يضم الكتاب أربعة فصول، تحدث المؤلف عن (أسطورة الدولة اليهودية) وتتبع تطورها منذ إقامتها على أرض فلسطين سنة 1948، مشدداً على أن الإسرائيليين أصبحوا ضحايا توسعهم واحتلالهم الضفة الغربية وغزة سنة 1967، بحيث فقدوا روحهم، كما طرح الكاتب أسئلته الأربعة وهي ما سبب اهتمام أمريكا بإسرائيل؟، وما هي الدولة اليهودية؟، لماذا لم يتحقق سلام مع العرب؟، ولماذا لا يحصل الفلسطينيون على دولة؟، بلغ هذا الكاتب ذروة انتقاداته اللاذعة عندما تحدث عن الجنرال أرئيل شارون الذي كان رئيساً للحكومة آنذاك، فاستعار وصف جنرال إسرائيلي لشارون بأنه (سافل وكذاب ومنافق وغشاش وقاتل يتفنن في سفك الدماء)، واختتم كتابه الذي حاز على جائزة بوليتز الأمريكية للصحافة ببحث شجاع عن الانتفاضتين الفلسطينيتين والقمع والإرهاب الإسرائيلي وسياسة العقاب الجماعى ضد الفلسطينيين، ومن حديثه عن تسويق أكذوبة (أسطورة الدولة اليهودية) عالمياً منذ التزم هو بها لدى قيامها مخدوعاً بالدعاية الصهيونية المضللة إلى اكتمال سقوط الأقنعة عن المشروع الصهيوني الذي مضى يوغل فى ارتكاب جرائم وحشية ضد الإنسانية، وفق ما ذكر الكاتب، كان الجنون سمة ملازمة للسلوك الصهيوني على امتداد عمر هذا المشروع الاستعماري، بحيث أدرك المؤلف شيئاً فشيئاً أنه مشروع لا يستطيع الاستمرار.يحمل الكتاب الكثير من الإدانة للسياسة الإسرائيلية الفظة ضد الفلسطينيين على مدار سنوات الاحتلال التي تجاوزت 43 عاما، لأن ذلك الأمر بات معلوما للقاصي والداني، ولم يعد بمقدور أكثر المدافعين عن إسرائيل والمؤيدين لها أن يجادل في عدوانيتها المفرطة ووحشيتها غير المبررة، ويقول المؤلف لو كان الإسرائيليون جادون في السلام لأعادوا لأهل فلسطين كل أراضي الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية كدفعة أولى ضمانا لتحقيق السلام.ينتقل المؤلف إلى توصيف عميق الجذور لأسباب هذا التشدد الإسرائيلي قائلا: لقد أصبح معظم جنرالات إسرائيل يفكرون في مستقبلهم بعد التقاعد إما بقيادة الأحزاب السياسية أو المؤسسات العامة أو الشركات الخاصة، وبمجرد وصولهم إلى مراكز القيادة هناك ينقلون إليها ثقافتهم وخبرتهم العسكرية ويستخدمون وسائل القوة لحل المشكلات المادية طبقا للمأثور العسكري فإذا لم يجد استخدام القوة لحل المشكلة فمن الممكن استخدام قوة أكبر، ولا يوجد ضابط في إسرائيل وصل إلى رتبة جنرال من دون أن يفهم أن أعداءه وأعداء إسرائيل هم العرب، وأن استخدام القوة والقوة الأكبر هو الكفيل بحسم الأمور.وهكذا يفسر لنا السؤال الأكثر شيوعا كيف تتغير الحكومات في إسرائيل ما بين تحالف يقوده حزب العمل وآخر يقوده حزب الليكود دون أن تتغير نظرتهم نحو العرب وإمكان تحقيق سلام معهم، الحقيقة المرة هي أن قناعة الجنرالات العميقة هي أنه إذا دخل السلام فلا أحد يحتاج إليهم في إسرائيل ولذلك يحاربون كل إمكانات احتمال السلام.
|
ثقافة
صدور كتاب (كيف خسرت إسرائيل؟)
أخبار متعلقة