في مقابلة تليفزيونية أجرتها معه قناة (العقيق) حول أحداث جمعة (18مارس) .. العميد يحيى صالح :
صنعاء / متابعات:قال العميد ركن يحيى محمد عبدالله صالح رئيس أركان قوات الأمن المركزي ان قوات الأمن المركزي توجد بها عدة وحدات منها وحدة مكافحة الإرهاب ووحدة السيطرة على الشغب التي من مهامها حراسة المسيرات والمظاهرات وكذلك السيطرة عليها في حال خروجها عن النظام والقانون وتخريب المنشآت أثناء مرورها.جاء ذلك في مقابلة تليفزيونية أجرتها معه قناة ( العقيق ) الفضائية المستقلة تناول فيها أحداث جمعة 18 مارس 2011م التي تصادف ذكراها الأولى اليوم الأحد ، مشيرا إلى أن تواجد الأمن المركزي في شارع الدائري مع عدد من الوحدات الأمنية بمعدات السيطرة على الشغب، فيما كانت هناك خطبة جمعة تحريضية تدعو الشباب الى إثارة الفوضى في الحي، وتحطيم السياجات التي وضعها الأهالي في الأحياء المجاورة لساحة المعتصمين بهدف حماية منازلهم وتأمين مرور أطفالهم ونسائهم .وفي مستهل إجابته عن أسرار ما حدث يوم 18 مارس 2011م التي توصف بأحداث ( جمعة الكرامة ) قال العميد يحيى صالح : كما هو معروف كانت الأجواء متوترة بين أبناء الأحياء والشباب المعتصمين.. كثير من الشباب المنضمين للساحات انا اعرفهم ولهم رؤى في الدولة وخاصة المطالب. للأسف الشديد تم استغلال الشباب من قبل الأحزاب السياسية وإحضار عدد من المجاميع القبلية المسلحة الملتزمة قبليا وحزبيا لعدد من الأحزاب والشخصيات القبلية والتي نعتبرها هي التي استغلت تواجد الشباب في الساحة لتحقيق مآربهم التي لم يستطيعوا ان يحققوها في الفترات الماضية. وعندما بدأت المشكلة والاحتكاك بين المواطنين والمتظاهرين تم الدفع بعدد من عربات السيطرة على الشغب وحصل اشتباك وإطلاق نار.ومضى يقول : إن الوحيدين الذين كانوا موجودين بدون سلاح هم أفراد الوحدات الأمنية، فيما كان غيرهم مدججين بمختلف أنواع الأسلحة .. فالمعتصمون بعضهم كان معهم سلاح وكذلك بعض المواطنين في الأحياء كما هي طبيعة كل يمني بعضهم معهم أسلحة في البيوت، ولأن الأجواء متوترة حصلت اشتباكات وحصل أن بعض المعتصمين حاولوا اقتحام بعض البيوت، فبعضهم اضطر لاستعمال السلاح الناري للدفاع عن منزله.. طبعا الاتهامات كانت جاهزة من قبل الإعلام المغرض ووجهت لعدد من الوحدات الأمنية والعسكرية منها قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري والحرس الخاص والنجدة والأمن السياسي والأمن القومي. بعض الوحدات لم تكن موجودة نهائيا مثل الحرس الجمهوري والحرس الخاص لكن التهم كانت جاهزة لاستهداف هذه الوحدات البطلة التي كان لها أدوار بطولية في الحفاظ على النظام والدولة والبلد ومكتسباته.وأضاف: الإعلام الخارجي كان جاهزاً لاستقبال هذه الدعاية والترويج لها . بعد الحادث تواصلت مع النائب العام وطلبت منه معرفة ماذا حدث في موضوع الإجراءات القانونية لأنه كانت الحملة موجهة بالذات على الأمن المركزي.. تعاونا مع النيابة العامة والبحث الجنائي وتم القبض على عدد من المطلوبين وبعض الذين ارتكبوا الجريمة تم القاء القبض عليهم من الشباب وتم تسليمهم على حسب ما يذكر الى الفرقة الأولى مدرع ولا نعلم عنهم شيئاً إلى الآن.. هناك تقصير بالإجراءات الأمنية وإجراءات النيابة.. ومن هنا أطالب بالكشف عن الجناة الحقيقيين وتقديمهم للعدالة ليعرف الشباب وشعبنا من الذين ارتكبوا هذه الجريمة لأنها استغلت اسوأ استغلال من قبل بعض الأحزاب السياسية والانقلابية - حسب وصفه .وردا على سؤال من مقدمة البرنامج المذيعة زعفران المهنأ حول تفتيت المؤسسات العسكرية والأمنية كما حدث في العراق.. قال العميد يحيى صالح: الحقيقة أن الشباب أبرياء والأذكياء منهم خرجوا من الساحة بعدما شافوا تواجد هذه العناصر الإجرامية في الساحة سواء كانت قبلية أو حزبية.. فبقي البسطاء الذين يستطيعون استغلالهم والسيطرة عليهم وأصبح تواجدهم هناك كمهنة، وللأسف الشديد يتم استغلالهم استغلالاً بشعاً من قبل العناصر الحزبية والقبلية ونتمنى ان يعوا ان ما يقومون به يخدم مخططات خارجية وداخلية لتخريب البلد وإضعافه ليسهل التحكم به من الخارج، ونأمل ان يعوا بعد عام كامل خطورة استغلالهم من قبل هذه الجهات. خلال الأزمة اتضحت الكثير من القضايا وكثير من الناس عادوا الى صوابهم ولم يبق الا القليل ممن لم يعوا خطورة ما يقومون به.وحول القاعدة وخطورتها قال العميد يحيى صالح: القاعدة كمنظمة إرهابية عالمية تستقطب عدداً من الإرهابيين من كل أنحاء العالم ومن جنسيات مختلفة أفكارها التخريبية والتدميرية جعلت كل قوى العالم تتحالف ضدها لأنها لاتمتلك هدفاً سامياً، هدفها القتل والقتل والقتل.. لان هذا هو الإيديولوجية التي للأسف الشديد تبنتها، وهذه إيديولوجية خاطئة لتنفيذ مخططاتهم بنهب الممتلكات العامة والتقطع والقتل. وأضاف: كل الوحدات الأمنية والعسكرية شاركت في مواجهة القاعدة لكن المواجهة تحتاج الى جهد شعبي ورسمي وتكامل. الأزمة أثرت على هذا الجانب ونأمل ان تعي القوى السياسية خطورة المماحكات السياسية وتأثيرها على الدولة وبناء الدولة وتواجد الدولة وهيبة الدولة، وهناك فرق بين معارضة نظام وإسقاط الدولة وهيبتها لان إسقاط الدولة وهيبتها يؤثر على المواطن والدولة ولن يعيش المواطن بأمان ان كانت الدولة ضعيفة لذلك فإن مواجهة القاعدة يجب ان تكون شعبية ورسمية وبمشاركة كل الناس على المستويات العسكرية والأمنية والسياسية والثقافية والتعليمية والتوعوية وللأسف الشديد هناك بعض الأطراف السياسية تدافع عن القاعدة وتعتبر الحاضنة لتنظيم القاعدة نأمل في المستقبل ان يتم القضاء على هذه الآفة لأنها تؤثر على الاقتصاد الوطني وامن المواطنين واستقرارهم ومعيشتهم.وأشار إلى أن: «قوات الأمن المركزي مع عدد من الوحدات تشارك في مواجهة القاعدة ويوجد لدينا قوات في أبين ورداع لمواجهة القاعدة وهناك بعض التصريحات الصحفية التي تتحدث «اين قوات مكافحة الإرهاب». فقوات مكافحة الإرهاب هي لمواجهة القاعدة على نطاق محدود لكن تواجد القاعدة. الآن أصبح على مستوى كبير منتشراً في أكثر من محافظة وهذا يحتاج الى تدخل الجيش وبقوات اكبر وتعاون المواطنين والى وحدة وطنية شاملة من كل القوى السياسية والشعبية لمواجهة تنظيم القاعدة، فهو لم يعد كما كان قبل أكثر من سنة بل أصبح يشكل خطورة كبيرة على الدولة والوطن والمواطن .وشدد العميد يحيى صالح على ضرورة مشاركة الجميع في مكافحة الإرهاب، وعلى الدولة ان تساهم مع المواطنين بشأن كيفية إشراكهم في مواجهة القاعدة ، مشيرا إلى أنها أصبحت تشكل خطرا على الكل وتستهدف الكل وهي منظمة إرهابية لا ترحم ولاتؤمن بالآخر المغاير ولا الديمقراطية ولا التعايش.. لافتا الى ان تنظيم القاعدة يسعى الى تحقيق أهدافه فقط بالعودة بالناس الى القرون الماضية والعيشة البدائية وكل ما يذكر منهم هي مجموعة أكاذيب وتضليل للبسطاء.وحول توعد القاعدة بالانتقام لضحايا يوم 18 مارس قال رئيس أركان الأمن المركزي: القاعدة ليست مخولة ولا الجهة التي تحدد ذلك، فمن فوضها وممن تنتقم..!؟ هناك جهات رسمية وقضائية هي المسئولة عن تحديد من قاموا بالجريمة وتقديمهم للعدالة. ثم تساءل قائلا : من فوض القاعدة وأعطاها الحق بان تتحدث باسم الشعب وتنتقم ؟!! هذا يندرج في إطار الأكاذيب التي درجت القاعدة عليها وتدعي أنها تدافع عن الناس وهي أول من يقتل الناس . أما بشأن هيكلة الجيش وسر تزامنها مع تزايد نشاط القاعدة وسر تبنيها من قبل جهات حزبية وقبلية فقال العميد يحيى صالح: هيكلة الجيش مطلب مهم جدا وكانت الدولة قد سعت الى إعادة هيكلة الجيش ومن ينادون الآن بإعادة هيكلة الجيش كانوا هم أول من عرقل إعادة الهيكلة ، مؤكدا أن هيكلة الجيش مطلب أساسي لكل القوات المسلحة والأمن ومطلب شعبي على أساس ان تتم الهيكلة على أسس وطنية وعلمية وعسكرية وأمنية وتتم عبر حصر القوى البشرية الفعلية للقوات المسلحة والأمن والمعدات والإمكانيات والوسائل وتحديد العدائيات الداخلية والخارجية وتموضع هذه الوحدات ونوعية تسليحها ويتم الهيكلة عبر لجنة مختصة بهذا المجال ، الى جانب ان يتم ذلك بالتدريج.. وعبر خطة مدروسة للحفاظ على هذه الوحدات وامكانياتها ومعداتها فبعض الوحدات خلال الأزمة قامت بالتصرف بالمعدات والأسلحة .. فالهيكلة ليست الطريقة السهلة التي تخرج فيها النساء والأطفال وكبار السن ليطالبوا بهيكلة الجيش. لا نعرف كيف اصبحت النساء والأطفال يطالبون بهيكلة الجيش.. وأضاف: طبعا هذه الدعوات وراءها جهات مغرضة ونعرف ماذا يقصدون بهيكلة الجيش وهي لا تستهدف أشخاصا وانما هي مسئولية وطنية تحظى باهتمام محلي ودولي أما ما ينادى به هو في إطار عملية الإقصاء والمماحكات السياسية والكل يعرف ذلك ولا يعير أي اهتمام لم تنادي بها هذه الجهات.وفيما يخص المبادرة الخليجية التي خصت وزارة الدفاع بالهيكلة دون شمول وزارة الداخلية وسبب الحديث الدائر حول الداخلية قال يحيى صالح: بعد توقيع الاتفاقية شكلت اللجنة العسكرية لتحقيق الأمن والاستقرار وإزالة التوترات لكن للأسف الشديد تواجه صعوبات كبيرة جدا في تنفيذ أهدافها الوطنية حيث ما تزال بعض العناصر القبلية المتخلفة تتمترس في شوارع العاصمة وبعض الوحدات العسكرية لم تلتزم بهذه التوجيهات طبعا هذا واضح لكل الناس التي تعرف ان هذه الجهات هي أسباب التوتر في البلد ولم تستوعب إننا تجاوزنا هذه المرحلة وان هناك مبادرة خليجية وآليتها التنفيذية اصبحت اتفاقية دولية تحت إشراف دولي وأي خروج عنها ومحاولة التلاعب ستجعل هذا الطرف تحت مواجهة مع المجتمع الدولي فهم لم يستوعبوا لأنهم ما زالوا يعيشوان فترة ما قبل توقيع الاتفاقية وعليهم ان يستوعبوا ان ما ينادون به انتهى، وهذه الأزمة بدأت قبل عام وأنا اقول أزمة لان هذا هو تصنيف مجلس الأمن والمجتمع الدولي بأنها أزمة واعترف بها بأنها أزمة .. وغير هذا الكلام غير صحيح إلاّ لمن يعيش بالخيال والوهم وعلى الواهمين أن يستيقظوا.وفيما إذا كان هناك تفاوت بين وجهات النظر اليمنية والأمريكية والأوروبية حول إعادة الهيكلة قال العميد يحيى صالح : هيكلة الجيش اليمني مسئولية وطنية يمنية بحتة، ولا يحق لأي جهة التدخل فيها إلا لغرض المساعدة وبطلب يمني فقط ..وردا على إشاعات الشارع حول محاولات اغتيال العميد يحيى صالح، أجاب العميد يحيى: كل منتسبي القوات المسلحة والأمن عند انتسابهم لهذه القوة العسكرية والأمنية يصبحون مشروع شهيد لهذا فعند انتسابنا لهذه المؤسسات سجلنا أنفسنا مشروع شهداء لهذا الوطن.. لذلك لا تخيفنا هذه الأقاويل وهذه التهديدات وقد تعرضت القيادة السياسية لمحاولة اغتيال ولن نكون اهم منهم وكلنا فداء للوطن.