انتشرت في بلادنا العديد من المراكز الدينية وأخص بالذكر هنا المراكز التابعة للسلفيين الموجودة في العديد من المحافظات ، هذه المراكز التي تحوّل توجهها مؤخراً إلى مراكز تنذر بخطر قادم إذا لم يتم الانتباه لما تقدمه من تعبئة خاطئة وتبث ثقافة الكراهية وسموم العداوة والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد ، فلو نظرنا وأمعنّا النظر فيما يقوم به القائمون على هذه المراكز في الوقت الراهن لوجدنا العجائب ، ربما لا يستوعب القارئ ذلك ولكن لابد من سرد بعض الحقائق التي باتت همّاً يجب على الجهات المعنية الالتفات إليها وإدراك ما قد تتسبب به هذه المراكز من مخاطر وعواقب إذا لم يتم إلزامها بالتقيد بمناهج معتمدة من قبل وزارة التربية والتعليم وفي إطار النظام والقانون كي لا ندفع ثمن توجهات هذه المراكز غالياً مثل ما حصل من تمرد في بعض مديريات محافظة صعدة من قبل الفئة الضالة .لا شك في أن سب الناس وشتمهم والخوض في أعراضهم أمرٌ ليس بالسهل والهين ، وهنا أجزم بأن القائمين على مراكز السلفيين في اليمن لا يكاد يخلو مجلسٌ من مجالسهم أو خطبةٌ من خطبهم أو موعظة من مواعظهم أو شريط من أشرطتهم من الطعن في أعراض الناس والسب والشتائم وقد تطورت هذه الظاهرة مؤخراً حتى وصل الأمر بهم إلى التراشق بالألفاظ البذيئة فيما بين القائمين على هذه المراكز ، فكيف نأمنُ على وطننا وأبنائنا وأجيالنا من أمثال هؤلاء ؟لا بد من إمعان النظر أيضاً فيما قدمته هذه المراكز خلال وجودها لفترات طويلة في بلادنا ، فماذا قدمت للوطن ؟ وما هي الخطط والبرامج والأهداف التي أنشئت من أجلها هذه المراكز ؟ وماهو دورها في الدفاع عن قضايا الوطن وأمنه واستقراره ؟ في نظري لم تقدم هذه المراكز طيلة فترة وجودها أي شيء نلمسه في حياتنا ، ولم نرَ أي موقف مشرفٍ لها في الذود عن قضايا الوطن ، أليس كل ما ذكرته بحاجة إلى إعادة النظر ؟ لا بد من معرفة مصادر تمويل هذه المراكز وهذا الأمر من الطبيعي جداً على الدولة معرفته كي تكون هناك شفافية في معرفة مصادر التمويل ومعرفة الأهداف التي من أجلها يتم تمويل هذه المراكز لأنه وبصراحة من كثرة ما نسمع من القائمين على هذه المراكز من اتهامات فيما بينهم بخصوص التمويل فإنه أصبح من الضروري والواجب على الحكومة عمل حد لمثل هذه الاتهامات التي أصبحت تمارس علانية في بيوت الله التي لم تخصص لمثل هذه الأعمال .لقد لفت انتباهي واستغربت جداً من موقف حصل لبعض الساعين إلى فعل الخير حيث قد طلب أحد أبناء محافظة ريمة من أحد القائمين على مركز للسلفيين في محافظة الحديدة التوسط لدى فاعل خير في بناء مسجد في منطقة نائية ومحتاجة لمسجد في محافظة ريمة فما كان من الشيخ السلفي إلا أن رد بقوله “نحن لا نبني مسجداً إلا إذاكان كل أبناء المنطقة سلفيين “ فما رأي وزارة الأوقاف والإرشاد بمثل هذا الرد ؟ وما رأي المواطن أيضاً ؟ العديد من الأسئلة تحتاج إلى إجابات ، ولكن إذا وصل الحد بهؤلاء المشايخ إلى تبني فكرٍ طائفي يمارس باسم الكتاب والسنة لا بد من وقفة حازمة من قبل كل الجهات المعنية لإيقاف هذه الممارسات الخاطئة وفرض هيبة النظام والقانون والضرب بيد من حديد على كل من يخالف النظام والقانون ، لأنه لا مجال اليوم للف عجلة التاريخ إلى الوراء ، والوطن أيضاً ليس بحاجة إلى جروح جديدة على أيدي هؤلاء.[c1]وقفة أخيرة :[/c]لا ننسى أن نبارك للشعب اليمني وفخامة الرئيس / علي عبد الله صالح بمرور 30 عاماً على انتخابه رئيساً للجمهورية ، ولا ننسى أيضاً أن نبارك للجميع قيادةً وشعباً بمناسبة إخماد الفتنة التي أشعلها المتمردون في بعض مديريات محافظة صعدة ، وحفظ الله وطننا وقائدنا من كل مكروه ، والخزي والعار والذلة لكل أعداء الوطن والثورة والوحدة والجمهورية .
السلفيون في اليمن .. إلى أين ؟
أخبار متعلقة