صباح الخير
الحادث الإرهابي المؤسف الذي شهدته مدينة “سيئون” الجميلة في محافظة حضرموت أمس الجمعة، كشف مجدداً الوجه القبيح للجماعات المتطرفة التي تزعم انتماءها للإسلام، والإسلام الحنيف بريء منها إلى يوم الدين.. متطرفون لا دين لهم ولا ملة بعد فشلهم في نشر أفكارهم المتطرفة المتحجرة بين أوساط شعبنا اليمني المسلم، لجأوا إلى الأعمال الإرهابية المقيتة ظناً منهم أنهم بمثل هذه الأعمال سوف يرهبون المجتمع ويبتزون الدولة ويثنونها عن تنفيذ سلطة القانون وتحويلهما إلى أهواء وفتاوى الجماعات المتطرفة التي تحرم ما أحله الله وتحل ما حرمه الله وكل ذلك تحت فتاوى زاعمة كاذبة بأنها مرسلة إليهم من السماء وبالأصل هي مرسلة من “أمرائهم ملالي القاعدة”.ڈ الجريمة الإرهابية في سيئون وفي صباح يوم مبارك (الجمعة) وفي أحد الأشهر الحرم (رجب)، تبرهن على أن المتطرفين الذين نفذوا الجريمة وبأسلوب لم يعرفه شعبنا من قبل، هم أدوات تنفيذ حقيرة لمخطط خارجي داخلي مشترك يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في هذا البلد الآمن الذي يتطلع إلى نجاح معركته في التنمية والاستثمار.. مخطط لا يحتاج إلى جهد في كشفه من قبل الأجهزة الأمنية اليقظة، بل هو مخطط مكشوف ومفضوح لدى أبناء شعبنا المسالمين، خصوصاً أبناء حضرموت المعروفين ليس فقط داخل الوطن بل في الجزيرة والخليج والقرن الأفريقي ومناطق واسعة من القارة الآسيوية أنهم عشاق سلام ومحبة ولا يعرفون العنف والتطرف المتحجر، بل على العكس هم - أبناء حضرموت - من نقلوا الإسلام عبر هجراتهم وتجارتهم قديماً إلى شرق أفريقيا وآسيا.. لذلك فإن مخطط الإرهاب الذي ينفذه المتطرفون منذ عدة أشهر في هذه المحافظة يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن حضرموت مثل باقي محافظات الجمهورية تدفع ثمن رفضها ومقاومتها لفتاوى الدجل والكذب من قبل ملالي الإخوان المسلمين وتنظيمهم المعروف بتشدده الديني وتزمته الفكري الرافض للتغيير والإصلاح نحو البناء والتنمية والاستثمار.ڈ من نافل القول إن الأسلوب (الطريقة) التي نفذ المتطرفون بها عمليتهم الإجرامية في (سيئون) تكشف أصابع المتهمين وانتماءهم فاستخدام السيارة المفخخة لقتل الأبرياء هو ما تقوم به عناصر (القاعدة) في أكثر من بلد، وما شهده العراق الشقيق من عمليات مماثلة خلال الفترة القريبة الماضية وتورط (القاعدة) بها، لدليل على أن (عناصر القاعدة) في اليمن هم وراء الحادث الإرهابي.. ولا يعني ذلك أن الأجهزة الأمنية ستقف عند هذه الفرضية، بل التحريات والمتابعات المستمرة قد تكشف أشياء أخرى تجعل شعبنا وأجهزتنا الأمنية في يقظة دائمة والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار الوطن وتعكير سكينة المجتمع..ڈ للمتطرفين والقاعدة وأمرائهم الملالي نؤكد أنهم لن يستطيعوا مهما نجحوا في تنفيذ بعض الأعمال الإرهابية أن يبتزوا السلطة ويرهبوا المجتمع ويعوقوا مسيرة التنمية.. فكما فشلوا في محاولاتهم السابقة فإن الفشل الأكيد بإذن الله عنوان محاولاتهم القادمة.