(9) من بين كل عشرة أشخاص في أفغانستان ينظرون بسلبية إلى بن لادن
لندن / وكالات :في إطار تطرقها للحملة الجديدة التي بدأتها المخابرات الأميركية أخيرا للعثور على أسامة بن لادن نشرت صحيفة (الغارديان) تحقيقا حول زعيم القاعدة، حيث يقول التحقيق إن بن لادن سيحتفل اليوم (أمس) بعيد ميلاده الخمسين، غالبا في مخبأ في المنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان. ولكن يصعب أن تخيل أنه بلحيته الرمادية، سيحتفل بهذه المناسبة في الملجأ مع أتباعه الذين سيتحلقون من حوله وأمامهم قطعة من "التورتة" وقد غرست فيها شموع مشتعلة!ويمضي تحقيق (الغارديان) فيقول إنه قد اصبح من المستحيل العثور على بن لادن بعد 6 سنوات من أحداث 11 سبتمبر2001 على الرغم من البحث الذي يعد الأطول في العالم، والمكافأة المالية البالغة 25 مليون دولار. وتمضي الصحيفة فتقول "لقد أصبح موضوع بن لادن "محاطا بأسطورة"، فقد أشيع أنه قتل أو قبض عليه حيا في أماكن مختلفة، واعتقد الجيش الباكستاني أنه ضيق الخناق عليه في قرية بشمال وزيرستان عام 2003، وبعد عام قالت صحيفة "الموندو" الاسبانية إنها رصدت وجوده داخل محمية إسلامية في غربي الهند،وبعد وقوع زلزال هائل دمر شمال باكستان أعلن السيناتور هيلاري ريد من نيفادا أن بن لادن اختفى تحت الأنقاض". وتضيف الصحيفة أن "جواسيس أميركا يعتقدون أن بن لادن مختبئ في المنطقة الحدودية، بينما يعتقد رجال القبائل في المنطقة أمرا عكسيا". وتخلص الصحيفة إلى أن الاعتقاد السائد هو أن بن لادن وقع في قبضة الأمريكيين بالفعل، وأنهم يحتفظون به داخل البيت الأبيض". وينقل التحقيق المنشور عن ساره تشايز، وهي صحفية تعيش وتعمل في قندهار، أن الكثير من الناس يصدقون مثل هذه القصص. وهم يقولون إنه إذا كانت أميركا لديها كل هذه القوات العسكرية القوية والأقمار الصناعية القادرة على اختراق الدول، فلابد أن يكون بن لادن قد وقع في قبضتها بالفعل. ويشير التحقيق إلى أن أحدث استطلاع للرأي أجري في أفغانستان أظهر أن 9 من بين كل عشرة أشخاص ينظرون نظرة سلبية إلى بن لادن، لكن البعض في أماكن أخرى في العالم الإسلامي يشعر الكثيرون بالإعجاب نحوه. ويرجع السبب، حسب التحقيق، إلى الشعور بكراهية السياسة الخارجية الأميركية وفساد الأنظمة الديكتاتورية في البلدان الإسلامية والعربية، وهي أنظمة ترتبط بأميركا أساسا. وأخيرا تنقل الصحيفة عن الملا داد الله، أحد زعماء طالبان، قوله إن بن لادن لا يزال حيا "لم يستشهد بعد"، وإن كان يصعب على أي إنسان رؤيته. وقد أتم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن - لو كان حيا - عامه الخمسين أمس السبت، وقد أثار صمت بن لادن الطويل التكهنات من أنه قد يكون توفي رغم أن الكثيرين في دوائر المخابرات الدولية يرجحون أن مواقع الجماعات الإسلامية كانت ستتناقل هذا الخبر لو حدث.وقال المتحدث باسم طالبان الملا حياة الله خان "انه حي. أنا واثق مئة بالمائة" ،مضيفا أن زعماء كبار على اتصال بابن لادن الأمر الذي يرسخ الاعتقاد الشائع بأنه يختبئ قرب المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان.وكان أحدث شريط فيديو لابن لادن قد صدر في أواخر عام 2004 أما الشرائط التي ظهرت بعد ذلك فكانت لقطات قديمة. كما صدر نحو ستة شرائط صوتية في النصف الأول من عام 2006.لكن الصمت الطويل الذي أعقب ذلك أثار التكهنات بأن بن لادن ليس على مايرام أو أنه قد توفي رغم أن الولايات المتحدة تخشى من أن يكون تنظيم القاعدة الذي يتزعمه يعيد بناء قاعدته في الأراضي القبلية الباكستانية ويقيم علاقات مع التابعين له في أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط.وأطاحت قوات تقودها الولايات المتحدة بنظام طالبان في أواخر عام 2001 بعد أن رفض قادتها تسليم بن لادن بعد هجمات القاعدة على الولايات المتحدة.وأدت الهجمات الى بدء أكبر عملية مطاردة في التاريخ قام فيها 12 ألف جندي أمريكي بتمشيط صحراء وجبال أفغانستان على مدى خمسة أعوام.ويتم جمع المعلومات عن تحركات نائبه المصري أيمن الظواهري بشكل أكثر سهولة.